وإن كان البابا فرنسيس الحبر الأعظم الأول الذي اختار اسم قديس أسيزي الفقير فإن علاقة البابوات بالقديس فرنسيس الذي تحتفل الكنيسة اليوم 4 تشرين الأول أكتوبر بعيده، قوية وموثقة بالأفعال والكلمات.
ففي 24 تشرين الأول أكتوبر 1962 توجه البابا يوحنا الثالث والعشرون في حج إلى أسيزي بضعة أيام قبل انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني. وتحدث حينها عن القديس فرنسيس وحياته مشيرا إلى أن النصف الأول من حياته الأرضية تقريبا قد شهد البحث عن الخيور بمفهومها المعتاد إلا أن هناك ما كان يثير استياء فرنسيس الشاب. وفي النصف الثني من حياته قام بمغامرة بدت جنونا كانت بداية رسالة ومجد. وتابع البابا أن لهذا الجنون كانت هناك تبعات على العالم بأسره، ومن هنا الطابع الشامل للروحانية الفرنسيسكانية التي تنطلق من التناغم مع الخليقة بكاملها وبالتالي من السلام بين جميع البشر.
وعن الفقر الذي اختاره القديس فرنسيس تحدث البابا بولس السادس في 19 أيار مايو 1971 إلى الرهبان الفرنسيسكان متوقفا عند الفقر بمفهومه الإنجيلي، أي تركيز مفهومنا للحياة لا على الحياة الأرضية والثراء والمتعة، لا على مملكة الأرض، بل على ملكوت السموات.
ومن أسيزي مدينة القديس فرنسيس أطلق البابا يوحنا بولس الثاني سنة 1986 يوم الصلاة من أجل السلام في العالم. وإلى أسيزي عاد البابا القديس في 24 كانون الثاني يناير 2002 وقال حينها: فلنثَّبت أنظارنا مع فرنسيس، القديس الذي تنفس هواء هذه المرتفعات وسار على هذه الطرقات، على سر الصليب، شجرة الخلاص التي ارتوت بدم المسيح المخلص. ووصف البابا القديس فرنسيس بنبي سلام يحبه لا المسيحيون فقط بل الكثير من المؤمنين الآخرين وحتى أشخاص بعيدين عن الدين.
وعن القديس فرنسيس تحدث البابا بندكتس السادس عشر خلال المقابلة العامة 27 كانون الثاني يناير 2010 واصفا إياه بأيقونة حية للمسيح. وتابع البابا الفخري أن يسوع كان المثل للقديس فرنسيس فقد كان يريد أن يكون مثله، أحبه بعمق وحاكاه في فضائله، وبشكل خاص أراد منح قيمة أساسية للفقر الداخلي والخارجي. وذكَّر البابا بندكتس السادس عشر بأن أولى التطويبات في عظة يسوع على الجبل، "طوبى لفقراء الروح فإن لهم ملكوت السموات" (متى 5، 3)، قد وجدت تطبيقا منيرا لها في حياة وكلمات القديس فرنسيس.
ونأتي إلى البابا فرنسيس، أول حبر اعظم يختار اسم قديس أسيزي الفقير، ومن نشيد المخلوقات للقديس فرنسيس اختار الأب الأقدس عنوان رسالته العامة "كن مسبَّحاً" حول العناية بالخليقة، بالبيت المشترك. وتحدث البابا في الرسالة عن القديس فرنسيس باعتباره المثال النموذجي للاعتناء بما هو ضعيف وفي إيكولوجية شاملة. وأشار قداسته إلى إظهار القفديس فرنسيس اهتمامًا خاصًا بخليقة الله وبأكثر الأشخاص فقرا.