تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها في إنجيل اليوم وإذ يُنبئ بآلامه وموته يخبر يسوع مثل الكرامين القتلة لكي يحذّر رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب الذين كانوا على وشك اتخاذ منعطف خاطئ، هؤلاء في الواقع كانوا يُضمرون له نوايا سيئة ويبحثون عن طريقة للتخلّص منه.
تابع الأب الاقدس يقول تصف الرواية رب بيت بعد أن اعتنى كثيرًا بكرمه، وجب عليه أن يسافر فآجَرَهُ بَعضَ الكرَّامين. وعندما حان وَقتُ الثَّمَر، أَرسَلَ عبيدَهُ إِلى الكَرَّامينَ، لِيَأخُذوا ثَمَرَه؛ غير أن هؤلاء الكرامين استقبلوا العبيد بالضرب وقتلوا البعض منهم. فأَرسَلَ رب البيت أَيضًا عَبيداً آخَرينَ أَكثرَ عَددًا مِنَ الأَوَّلينَ، ففَعلوا بِهِم مِثلَ ذلِك. لكن الأمر بلغ ذروته عندما قرّر رب البيت أن يرسل ابنه: لكنَّ الكرامين لم يهابوه لا بل فكروا أنّهم إن تخلّصوا منه سيتمكنون من أخذ مِيراثَه فقتلوه.
أضاف الحبر الأعظم يقول إنَّ صورة الكرم واضحة: هي تمثل الشعب الذي اختاره الرب ونشَّأه بعناية كبيرة؛ والعبيد الذين أرسلهم رب البيت هم الأنبياء الذين أرسلهم الله بينما يمثل الابن صورة يسوع. وكما رُذل الأنبياء هكذا ايضًا رُذل يسوع وقتل.
تابع البابا فرنسيس يقول في نهاية الرواية يسأل يسوع رؤساء الشعب: "فماذا يَفعَلُ رَبُّ الكَرمِ بِأُولئِكَ الكَرَّامينَ عِندَ عَودَتِه؟"؛ وهم إذ أُخذوا بمنطق السرد أعلنوا إدانتهم بأنفسهم وقالوا: "سيهلك رب البيت هؤُلاءِ الأَشرارَ شَرَّ هَلاك، ويُؤجِرُ الكَرمَ كَرَّامينَ آخَرينَ يُؤَدُّونَ إِليهِ الثَّمَرَ في وَقتِه". بهذا المثل القاسي يضع يسوع محاوريه إزاء مسؤوليّتهم ويقوم بذلك بوضوح كبير. لكن لا نفكِّرنَّ أنّ هذا التحذير يصلح فقط للذين رفضوا يسوع في ذلك الزمن، بل هو يصلح لكل زمان حتى لزمننا؛ وبالتالي فإن الله ينتظر اليوم أيضًا ثمار كرمه من الأشخاص الذين أرسلهم ليعملوا به.
أضاف الأب الأقدس يقول في كلِّ عصر، يمكن للذين يشغلون مناصب سلطة، أي نوع من السلطة في الكنيسة أو في شعب الله أن يميلوا إلى خدمة مصالحهم الخاصة بدلاً من مصالح الله. فيما يقول لنا يسوع أن السلطة الحقيقيّة هي في الخدمة، في خدمة الآخرين وليس في استغلالهم. إنَّ الكرم هو للرب وليس لنا؛ والسلطة هي للخدمة وبالتالي فيجب ممارستها من أجل خير الجميع ومن أجل نشر الإنجيل.
تابع الحبر الأعظم يقول لنا القديس بولس في القراءة الثانية التي تقدّمها لنا الليتورجية اليوم كيف يمكننا أن نكون عمالاً صالحين في كرم الرب: ليَكُن شُغلَكم الشَّاغِل، كلُّ ما هو حقٌّ وشَريف، وعَادِلٌ وخالِص، ومُستَحَبٌّ وطَيِّبُ الذِّكر، وما كانَ فَضيلةً وأَهلاً لِلمَدح. فنصبح هكذا كنيسة غنيّة بثمار القداسة وسنمجّد الآب الذي يحبنا بحنانٍ لامتناهي والابن الذي يستمر في منحنا الخلاص والروح القدس الذي يفتح لنا قلوبنا ويدفعنا نحو ملء الخير.
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول نتوجّه الآن إلى مريم العذراء الكليّة القداسة، ونتّحد روحيًّا بالمؤمنين المجتمعين في مزار العذراء في بومباي من أجل الصلاة التقليدية، ونجدّد التزامنا في شهر تشرين الأوّل بصلاة مسبحة الورديّة