أنت هنا

فاتيكان نيوز
تاريخ النشر: 
الثلاثاء, سبتمبر 8, 2020 - 12:13

القائمة:

 

أسبوع السلام في كولومبيا – السلام هو خير عام

فاتيكان نيوز

 

"السلام هو خير عام وتراث يجب أن نلتزم به جميعًا. نحث جميع الجهات الفاعلة في النزاع على إلقاء أسلحتها وندعوها مع الحكومة لتغيير قصة الموت والدمار هذه من خلال بدء الحوار والحفاظ على مصداقية اتفاقية هافانا" هذا ما جاء في بيان نشره أساقفة مقاطعة كالي في كولومبيا والتي تضمّ أبرشيات بالميرا، كارتاغو، بوغا وبوينافنتورا.
 

وبالتحديد، تشير الكنيسة الكاثوليكية في كالي إلى الاتفاقية التاريخية الموقعة في عام ٢٠١٦ في المدينة الكوبية بين الحكومة الكولومبية والقوات المسلحة الثورية في كولومبيا، بعد ثلاث سنوات من المفاوضات المكثفة واثنين وخمسين عامًا من الاشتباكات العنيفة التي تسببت في أكثر من مائتي ألف قتيل وخمسة وأربعين ألف مفقود وسبعة ملايين نازح. جاءت كلمات الأساقفة هذه في السادس من أيلول سبتمبر، اليوم الذي يفتتح فيه الأسبوع الوطني الثالث والثلاثين للسلام ويستمر حتى يوم الأحد المقبل، المصادف في الثالث عشر من أيلول سبتمبر الجاري. حدث – يشدّد البيان – يحملنا على التفكير في الانتهاك المخزي لحقوق الإنسان الذي نواجهه للأسف في العصر الحالي وفي ضرورة إعلان المساواة في الكرامة للجميع، دون أي تمييز. يتوجّه فكر الأساقفة الكولومبيين، بشكل خاص، إلى الأمريكيين من أصول أفريقية وإلى شباب البلاد الذين ذُبحوا في كولومبيا، في السجون والمدن، ويكتبون علينا أن نصغي إلى صرخة احترام الحياة ورعاية الشباب الكولومبي وحمايتهم وترجمتها إلى ميثاق جماعي وكنسي واجتماعي ووطني يقدّم للجميع فرصة المشاركة في بناء بلد أكثر توازنا وإدماجًا.

كذلك تواجه المذكرة مواضيع أخرى مهمّة أيضًا وأوّلها وباء فيروس الكورونا؛ إن دعوة الأساقفة، بشكل خاص هي الكفاح متحدين ضد الفيروس، ولاسيما من خلال تقديم دليل للرجاء المسيحي، أي من خلال فتح العقل والقلب والمواهب والموارد بحثًا عن مساواة أكبر بين الذين لديهم فرصًا أكبر والذين لا يملكون أية فرصة للبقاء على قيد الحياة وبناء مستقبلهم. ومن هنا جاءت الدعوة لعالم الأعمال والمال إلى توسيع ودعم وتمويل الأعمال الزراعية، وذلك لتحويل النظام الاقتصادي الحالي إلى مشروع رجاء جماعي. نداء ثان وجّهه أساقفة كولومبيا للجميع، لكي يحافظوا على الحياة وكرامتها وتمنّى الأساقفة بأن يُترجم الوباء إلى تعليم عالمي كبير، ويتحول إلى عناية واهتمام بأنفسنا وعائلتنا والأشخاص من حولنا، لكي نتعلم فعلاً أن نعيش معًا في أسلوب متضامن ومتنبِّه. في الوقت نفسه، تعرب كنيسة كالي عن شكرها للطاقم الطبي والمؤسسات ووسائل الإعلام على طريقة تعاملهم مع حالة الطوارئ الناجمة عن فيروس الكورونا.

موضوع آخر توقف عنده أساقفة مقاطعة كالي وهو حماية البيئة، بعد الاحتفال في الأول من أيلول سبتمبر الجاري باليوم العالمي السادس للصلاة من أجل حماية الخليقة الذي أسسه البابا فرنسيس عام ٢٠١٥. ويكتب الأساقفة الكولومبيون الوباء هو أيضا جرس إنذار للعلم والتكنولوجيا والاقتصاد والاستهلاك والتنقل والعادات التي تلوث البيئة وتضر بها. لذلك، من الضروري إجراء تغيير في نمط حياة كل فرد. تأمّل آخر يقدمه الأساقفة الكولومبيون وهو حول السجناء، ويكتبون في الرابع والعشرين من أيلول سبتمبر، تحتفل البلاد بـ "يوم السجون"، الذي يتزامن مع عيد الطوباوية مريم العذراء، محررة الأسرى، وبالتالي توحّد الكنيسة جهودها مع السجون في حث الأسرى على أن يصبحوا مشاركين في الرجاء الذي يولِّد التعايش وإعادة التأهيل والمصالحة الاجتماعية والسلام.

كذلك يذكّر الأساقفة الكولومبيون أنّه وفي السابع والعشرين من أيلول سبتمبر الجاري سيتّم الاحتفال باليوم العالمي السادس بعد المائة للمهاجرين واللاجئين، تحت عنوان "مِثلُ يسوع المسيح، مُجبَرون على الهروب. استقبال النازحين وحمايتهم ودعمهم ودمجهم"، الذي اختاره البابا فرنسيس والذي يدعونا لكي نوجّه انتباهنا إلى الهجرة الداخلية، التي تسببها الكوارث الطبيعية والعنف والحرب. ويكتب الأساقفة تقع على عاتقنا جميعًا هذه المسؤولية الكبيرة في ممارسة أعمال الرحمة وضمان احترام الحقوق، ولا سيما حقوق إخوتنا في فنزويلا وجميع النازحين الذين يصلون إلى بلادنا. لهذا السبب، يتمنى الأساقفة في أن يصبح هذا اليوم فرصة لتعزيز أعمال وحلول ثابتة لهؤلاء الأشخاص الذين يعانون بشدة.

وفي الختام يذكَّر أساقفة مقاطعة كالي بعيد القديس إيرونيموس في الثلاثين من أيلول سبتمبر الجاري وبمناسبة "شهر كلمة الله" الذي يحتفل به في شهر أيلول سبتمبر في كولومبيا يدعو الأساقفة جميع المؤمنين لكي يقرؤوا ويتعمّقوا بالكتاب المقدّس حيث يكلّم الله كل كائن بشري من خلال حوار حيٍّ ومستمرّ.