تم توقيع هذه الوثيقة في السابع من نيسان آبريل الماضي، بمناسبة يوم الصحة العالمي، من قبل مجلس أساقفة البرازيل، إلى جانب هيئات وطنية أخرى مثل نقابة المحامين وأكاديمية العلوم ونقابة الصحفيين. في سياق وباء فيروس كورونا، يقر "الميثاق" بأن البلاد تمر بـ "أزمة صحية واقتصادية واجتماعية وسياسية خطيرة" ويطالب الجميع، وخاصة "حكام وممثلي الشعب"، بممارسة مواطنة تقودها مبادئ التضامن والكرامة الإنسانية، التي تقوم على أساس حوار ناضج ومسؤول، بحثًا عن حلول مشتركة للخير العام، ولا سيما للفقراء والأكثر ضعفًا. ويشرح رئيس مجلس أساقفة البرازيل المطران "Walmor Oliveira de Azevedo" لا تُستثنى رسالة الكنيسة التبشيريّة من مهمة الإسهام، بالتعاون مع قطاعات المجتمع المدني، في التغلب على الظلم والتمييز ضد الفقراء والضعفاء، والدفاع عن الحقوق وتعزيز العدالة، ودعم الديمقراطية والمساهمة في تحقيق الخير العام.
كذلك يؤكّد أمين سرّ مجلس أساقفة البرازيل المطران "Joel Portella Amado" أن مأساة وباء فيروس الكورونا لم تكن تتعلق فقط بالجانب الصحي الطبي، بل بالعديد من الجوانب الأخرى، بما في ذلك النتائج الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وموجة التضليل التي أصابت السكان. وبالتالي يسلّط نائب رئيس مجلس أساقفة البرازيل المطران " Jaime Spengler" الضوء على أن هذا الميثاق هو ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى لأنّه يهدف في الواقع إلى التفاهم والالتزام والاتفاق بين مختلف كيانات المجتمع، ويسلط الضوء على الرغبة في التعاون في البحث عن مرحلة جديدة للبرازيل، والحاجة إلى تعزيز مبادئ التضامن وكرامة الإنسان.
ويسلّط أساقفة البرازيل الضوء على أنّه وإزاء الوباء هناك حاجة إلى تغييرات كبيرة وعاجلة، تذهب أبعد من الاستفزازات والشخصانية وتعمل من أجل خير الشعب البرازيلي بأسره. وبالتالي، فإن ما يجب أن يسود هو ممارسة التضامن كعلامة على الأصالة الإنجيلية، ويتابع الأساقفة الذين يؤكدون أنّه ليس من الصواب إلقاء ثقل الأزمة الحالية الخطيرة على أكتاف أكثر الناس فقرًا، لأنه إذا كان الوباء كما يوحي الاسم، ظاهرة عالمية، فإن طريقة التعامل معه يجب أن تكون عالمية أيضًا. ولذلك، يجب دعم "الميثاق" من قبل المجتمع البرازيلي بأسره في تنوعه، وتعزيز الديمقراطية والوحدة.
ومن هنا جاءت الدعوة لوضع هذه الوثيقة موضع التنفيذ بشكل فعال وبدون حلول قصيرة المدى، وإنما من خلال التركيز على كل فرصة من أجل الالتزام بشكل حاسم في تعزيز الحياة، ولاسيما للأشدّ ضعفًا. وخلص أمين سرّ مجلس أساقفة البرازيل المطران "Joel Portella Amado" إلى القول إن هذا الميثاق للحياة وللبرازيل ليس مجرد وثيقة من بين وثائق عديدة، ولكنه عملية لا يمكن تأجيل بدايتها بعد الآن. تجدر الإشارة إلى أن يوم التأمل والصلاة هذا يدخل في إطار تعزيز الحوار المستمر بين جميع قطاعات المجتمع من أجل التغلب على الأزمة الحالية.