أنت هنا

فاتيكان نيوز
تاريخ النشر: 
الأحد, مايو 10, 2020 - 12:29

القائمة:

البابا فرنسيس: لتنمو أوروبا في الوحدة والأخوّة

فاتيكان نيوز

في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الأحد البابا فرنسيس يذكر حدثين: عيد أوروبا وذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية ويصلّي لكي تنمو أوروبا متّحدة في اختلافاتها.

 

 

ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأحد في كابلة بيت القديسة مرتا في الفاتيكان توجّه خلاله بفكره إلى أوروبا وقال: لقد احتفلنا خلال هذه الأيام الماضية الذكرى السبعين لبيان روبرت شومان الذي أطلق الوحدة الأوروبية وبذكرى نهاية الحرب. لنرفع صلاتنا إلى الرب اليوم من أجل أوروبا لكي تنمو في الإيمان في الوحدة، وحدة الأخوّة التي تنمّي جميع الشعوب في الوحدة في الاختلاف.

استهلّ الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم من الإنجيلي يوحنا والذي يقول فيه يسوع لتلاميذه إنَّ من يؤمن به يَعمَلُ هو أَيضًا الأَعمالَ الَّتي يَعمَلُها هو لأنّه ذاهِبٌ إِلى الآب، ويؤكّد لهم قائلاً: "كُلَّ شيءٍ سأَلتُم بِاسْمي أَعمَلُه لِكَي يُمَجَّدَ الآبُ في الِابْن"، وقال يمكننا أن نقول أنَّ هذا المقطع من إنجيل يوحنا هو إعلان للعلاقة التي تجمعنا بالآب. إنَّ الآب حاضر على الدوام في حياة يسوع ويسوع يقول إن الآب يعتني بنا وبجميع خلائقه. وعندما طلب منه التلاميذ أن يعلّمهم الصلاة، علّمهم صلاة "الأبانا". إن يسوع يذهب دائمًا إلى الآب، وفي هذا المقطع قوي لأنّه كما ولو أنّه يفتح أبواب قوة الصلاة لأنّه يقول: "أنا ذاهِبٌ إِلى الآب وكُلَّ شيءٍ سأَلتُم بِاسْمي أَعمَلُه".

تابع الأب الأقدس يقول إنها الثقة في الآب القادر على فعل كلِّ شيء. إنها شجاعة الصلاة لأننا بحاجة للشجاعة لكي نصلّي، نحن بحاجة للشجاعة والصدق عينهما اللذين نحتاج لهما لكي نعظ ونبشّر. وذكّر البابا في هذا السياق بشجاعة إبراهيم الذي كافح، لقد تحلّى بالشجاعة لكي يكافح في الصلاة، وكذلك بشجاعة الصلاة التي تحلّى بها موسى وقال إن الصلاة بدون شجاعة هي قلّة احترام. الصلاة هي أيضًا أن نذهب مع يسوع إلى الآب الذي يعطينا كل شيء.

بعدها توقف البابا في تأمّله الصباحي عند القراءة الأولى التي تقدّمها لنا الليتورجية من كتاب أعمال الرسل والتي نقرا فيها أنّه عندما كَثُرَ عَددُ التَّلاميذ، أَخذَ اليَهودُ الهِلِّيِنُّيونَ يَتَذَمَّرونَ على العِبرانيِّين، مُدَّعينَ أَنّ أَرامِلَهم يُهمَلنَ في خِدَمةِ تَوزيعِ الأَرزاقِ اليَومِيَّة. فاقترح بطرس بإلهام من الروح القدس خدمة الشمامسة: سَبعَةِ رِجالٍ لَهم سُمعَةٌ طَيِّبَة، مُمتَلِئينَ مِنَ الرُّوحِ والحِكمَة، يقيمونهم على هذا العَمَل، لكي يتمكّن الرسل من المواظبة على الصَّلاةِ وخِدمَةِ كلِمَةِ الله. هذا هو واجب الأسقف: الصلاة والوعظ. بهذه القوّة التي سمعنا فيها الإنجيل: الأسقف هو الأوّل الذي يذهب إلى الآب بالثقة والشجاعة والصدق هذه الأمور التي منحها يسوع إياها لكي يكافح من أجل شعبه. إن واجب الأسقف الأوّل هو الصلاة.

وذكّر الحبر الأعظم بكاهن قديس وصالح كان يسأل الأسقف في كلّ ِمرّة يلتقي به "كم مرّة تصلّي في اليوم؟ لأنه كان يقول على الدوام "الواجب الأول هو الصلاة"؛ لأنها صلاة رأس الجماعة من أجل الجماعة، الشفاعة إلى الآب لكي يحفظ الشعب. إن صلاة الأسقف هي واجبه الأول، وعندما يرى الشعب أسقفه يصلّي يتعلّم الصلاة بدوره. لأنّ الروح القدس يعلّمنا أن الله هو الذي يصنع الأمور، نحن نقوم بشيء صغير ولكنّه هو الذي يقوم بأمور الكنيسة، والصلاة هي التي تقود الكنيسة قدمًا. ولذلك ينبغي على الأساقفة أن يسيروا قدمًا بالصلاة. إن كلمة بطرس نبويّة: "ابحَثوا عن سَبعَةِ رِجالٍ مِنكُم، لَهم سُمعَةٌ طَيِّبَة، مُمتَلِئينَ مِنَ الرُّوحِ والحِكمَة، فنُقيمَهم على هذا العَمَل، ونُواظِبُ نَحنُ على الصَّلاةِ وخِدمَةِ كلِمَةِ الله".

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول من المحزن أن نرى أساقفة صالحين ولكنّهم منهمكين بأمور كثيرة... بينما ينبغي على الصلاة أن تكون في المرتبة الأولى. لكن عندما تأخذ الأمور الأخرى فسحة الصلاة فهذه علامة أن الأمور لا تسير على ما يرام. إن الصلاة قويّة ويسوع قد قال لنا: "أنا ذاهب إلى الآب، وكُلَّ شيءٍ سأَلتُم بِاسْمي أَعمَلُه لِكَي يُمَجَّدَ الآبُ في الِابْن". هكذا تسير الكنيسة قدمًا بالصلاة وبشجاعة الصلاة لأنَّ الكنيسة تعرف أنّه بدون هذه العلاقة مع الآب لا يمكنها أن تستمرّ.

وفي ختام الذبيحة الإلهية وبعد أن منح البركة بالقربان المقدّس دعا البابا فرنسيس المؤمنين ليقوموا بالمناولة الروحية رافعًا هذه الصلاة: أسجد عند قدميك يا يسوعي وأقدم لك توبة قلبي النادم الذي يغرق في ضعفه وفي حضورك المقدّس. أعبدك في سرِّ محبّتك وأرغب في قبولك في المسكن الفقير الذي يقدّمه لك قلبي. وفيما أنتظر سعادة المناولة الأسرارية، أريد ان أمتلكك بالروح. تعال إلي يا يسوعي واجعلني آتي إليك، وليشعل حبّك كياني. أنا أؤمن بك وأرجو بك وأحبّك.