ويشرح الاسقفان ينظر للكنيسة بشكل دائم وفي المقام الأول ليس كمؤسسة أو هيكليّة ولكن كجماعة من المؤمنين الذين يسيرون معاً بسرعات مختلفة وربما تفصلهم أيضًا مسافات مختلفة ولكن بهدف واحد: الا وهو أن يخلصوا بمحبة يسوع المسيح من عبودية الخطيئة والموت. وتتابع الرسالة مهما كانت الصعوبات التي تواجهنا يبقى الدرب الذي يجب علينا اتباعه هو ذلك الذي أشار اليه أسقف روما بان نستمر بالسير معاً. مسيرة يجب أن تكون وجهتها العالم الذي نحمل اليه بُشرى المسيح السارة: إن عالم اليوم ليس بحاجة لكنيسة منغلقة على نفسها وإنما لجماعة من المؤمنين يخرجون وقادرين على الذهاب إلى ما أبعد من حدودهم. هذا الأمر يصلح أيضاً للكنيسة الصغيرة الروسية التي على الرغم من صغرها هي تشكل جزءًا لا يتجزأ من مجتمع متعدد الجنسيات ومفصلي. ومن واجبها أن ترى المجتمع كأرض حوار يمكن فيها للمسيح أن يُحدِّث معاصرينا من خلالنا. ويحدد الأسقفان أن هذا الأمر لا يعني أن نفرض عقائدنا أو أن نخوض معارك كلامية ونحاول أن نجذب أشخاصًا جددًا الى صفوفنا وإنما أن ننقل محبة الله للعالم من خلال كلمات وأعمال رحمة.
هذا وتتوقّف الرسالة عند المسيرة السينودوسية التي سيتم افتتاحها في التاسع والعاشر من شهر تشرين الأول أكتوبر في روما وبعدها في السابع عشر منه في كل كنيسة محلية؛ وفي هذا السياق ذكّر الأسقفان أن معنى هذا المسار هو أن نصغي الى الله ونصغي الى بعضنا البعض، في مجموعات متعددة ومختلفة الأشكال، ونكتشف كيف تتحقّق اليوم وعلى مختلف الأصعدة مسيرتنا معًا التي تسمح لكنيسة بأن تُعلن الإنجيل وفقاً للرسالة التي أوكلت إليها والخطوات التي يدعونا الروح القدس للقيام بها لكي ننمو ككنيسة سينودسية. وتتابع الرسالة، لا يتعلّق الأمر بمسيرة خالية من الصعوبات كما اتضح من النقاش الذي أطلقته مؤخرا أبرشية موسكو حول حياة والمستقبل رعاياها بالإشارة أيضًا الى نظام تعيين كهنة الرعايا. لقد رأى البعض في ذلك علامة صحوة حقيقية لضمير التدين والوحدة. أما البعض الآخر فقد شعورا بعدم الرضى والخيبة وذلك لأن التصويت لم ينعكس في نتيجة النقاش ولم يكن من الممكن تنفيذ جميع الاقتراحات. وهذا الأمر قد يولّد نوعًا من عدم الثقة في المسيرة السينودوسية التي تنتظرنا.
لكنَّ الرسالة تحذّر من أنَّ التغير الذي يرجوه العديد لأنهم غير راضين على الوضع الحالي يتطلب على الدوام خروجًا من منطقة الراحة. يمكن للحداثة أن تخيفنا لأنه من الممكن أن تؤثر بشكل مباشر على عادتنا اليومية، وعلى أسلوب حياتنا، وعلى أفكارنا حول ما هو صحيح مع عواقب السلبية وغياب الثقة والشك والعزلة وانتشار النقد الحاد والشائعات والثرثرة، والأعمال العدائية التي قد تصل في بعض الأحيان إلى الانشقاق. ولكي نتقوّى ضدّ هذه التجارب، يؤكِّد المطرانان باولو بيتزي أسقف موسكو والأسقف المساعد نيكولاي دوبيني نحن بحاجة جميعنا أساقفة وكهنة، رهبان، وعلمانيين أن نتعلم أن نصغي إلى بعضنا البعض بقلب منفتح ومتواضع وأن نصغي معاً إلى صوت الروح القدس الذي يتكلم ويتصرف بشكل ملموس في حياتنا.