أنت هنا
القائمة:
الأرشمندريت بو شعيا يصرخ مع توما "ربّي وإلهي"
"في أسبوع القدّيس توما، يقول يسوع في إنجيل اللّيلة: "إن كانوا اضطهدوني فسيضطهدونكم أنتم أيضًا "
وهذا ما جرى مع توما عندما بدأ النّاس يُعيّرونه بأنّه لا يؤمن إلّا إذا رأى ودرجت الأقاويل إلى اليوم: "إنت متل توما" وكأنّ توما إنسان عاطل مضطهد، مستحيل أن يؤمن إلّا بعد أن يضع يده في جنب يسوع!- لا أيّها الإخوة- سأدافع عن توما لأنّه إنسان متّزن ومنطقيّ يفكّر بعقله وقد رافق يسوع وتبعه على الرّغم من حَيرته بأمر يسوع، فقد احتار توما مرّتين:
- في المرّة الأولى عندما كان يسوع ذاهبًا إلى بيت لعازر بين اليهود وقال له الرّسل: يا معلّم اليهود يطلبون قتلك وأنت تذهب إليهم؟! توما رأى أنّ يسوع مصمّم على الذّهاب حتّى لو "بدّو" يموت ، فقال توما للرّسل باندفاع: "كيف بدنا نتركوا يروح لوحدو؟!" لنذهب نحن أيضًا ونموت معه.
- في المرّة الثّانية احتار توما عندما قال يسوع أنا ذاهب لأُعدّ لكم مكانًا وأنتم تعرفون الطّريق إلى حيث انطلق. إحتار توما من كلام يسوع فقال له: يا سيّد لا نعلم إلى أين تذهب "فكيف بدنا نعرف الطّريق" عندئذ قال يسوع أنا الطّريق والحقّ والحياة.
وعندما أسلم يسوع الرّوح على الصّليب هرب الرّسل وهم بحالة إحباط شديد.
وبعد أسبوع قال الرّسل لتوما إنّنا قد رأينا يسوع!
بعد كلّ ما حدث معه ومع التّلاميذ "كيف بدو يصدّق؟".
لذلك من الطّبيعيّ أن يقول للرّسل: إذا لم أضع يدي في جنبه لا أؤمن...
وبعد ثمانية أيّام أتى يسوع بين التّلاميذ وقال لتوما هات يدك وضعها في جنبي، صرخ توما "ربّي وإلهي".
بلحظة عَبَر توما من الشّكّ إلى الإيمان، ونحن أيضًا قد نكون بحاجة إلى اختبار شخصيّ لنعبر من الشّكّ إلى الإيمان".
وأضاف بو شعيا: "وبعد اندفاع توما وحماسته وصرخته الإيمانيّة المدويّة "ربّي وإلهي" انطلق يبشّر بيسوع في بلاد الهند ووصل إلى الصّين، وكانت ذروة اضطهاده عندما عمّد زوجة أحد الأمراء، ممّا أدّى إلى طعن توما في جنبه كما طُعن يسوع، وأسلم توما الرّوح".
ورجا في ختام عظته "أن ننطلق نحن أيضًا من الشّكوك حول سبب كورونا، الّتي نصلّي لكي تَعبُرَ عن لبنان والعالم، لنعبر نحن أيضًا إلى فرح قيامة المسيح".