لقد ضرب انتشار فيروس كورونا العالم وإيطاليا متسببا في موت الآلاف من الأشخاص، كما وجعل مستحيلا بالنسبة للمؤمنين الاحتفال معا والتجع وعيش البعد الجماعي، وقد احترمت الكنيسة في إيطاليا مثل الجميع التقييدات المفروضة لتفادي انتشار العدوى. ومع ما تقدم الأرقام المتعلقة بانتشار الإصابات في الأيام الأخيرة من رجاء، وبينما يدور الحديث عما أُطلق عليها اسم المرحلة الثانية والتي يُفترض أن تبدأ في الثالث من أيار مايو، تشعر الكنيسة بضرورة الإصغاء إليها وأن تتمكن من تقديم اقتراحات محددة. وحول هذا الموضوع تحدث نائب الأمين العام لمجلس أساقفة إيطاليا الأب إيفان مافيس إلى موقع فاتيكان نيوز، وقال في بداية المقابلة أنه لا يمكن التقليل من المأساة التي نعيشها مذكرا بأن الكهنة أصبح عليهم اليوم الاحتفال للشعب ولكن بدون الشعب، بينما هناك رغبة في العودة إلى الاحتفال مع الشعب أو محاولة ذلك. وتابع أن الحديث عن الثالث من أيار مايو لا يعني أن نعود إلى ما كان في السابق على الفور، فهذا تصرف غير مسؤول وغير قابل للتطبيق ويعرضنا لخطر كبير، إلا أننا نريد، حسب ما واصل نائب الأمين العام، وفي إطار كل الإجراءات التي يجب احترامها محاولة إفهام كم هو هام في هذه اللحظة حضور المؤمنين مجددا في الكنائس سواء فيما يتعلق بالاحتفال الإفخارستي أو بحياة الجماعة. وأكد على المعاناة الكبيرة لكثيرين بسبب عدم تلقي الأسرار وأيضا بسبب الوحدة والعزلة. وواصل الأب مافيس مشيرا إلى ضرورة البدء في تقديم بعض العلامات التي تعيد الرجاء والتي يمكنها بمسؤولية كل فرد أن تعيد الحباة الجماعية والتي ستكون بالطبع مختزلة ومنظَّمة. وتحدث على سبيل المثال عن تحديد عدد المؤمنين بعشرة أشخاص في كنيسة تستوعب 200 شخص، وأضاف أن هذه علامة هامة يصعب قبول رفضها.
تطرقت المقابلة بعد ذلك إلى أمر آخر تَسبب في ألم كبير للأشخاص خلال هذه الفترة ألا وهو عدم التمكن من المشاركة في جنائز أحبائهم، وقال نائب الأمين العام أن الأشخاص لم يتمكنوا حتى من الوجود إلى جانب أقاربهم المرضى لمساعدتهم وخدمتهم أو للتعبير عن اهتمامهم ومشاعرهم وهو ما يمكن أن يتم بالنظرات أو الكلمات. وتحدث في هذا السياق عن مأساة داخل المأساة حين نتخيل ما يزيد عن 21 ألف شخص فقدوا حياتهم بسبب الوباء وكم هو عدد أقاربهم الذين حُرموا من توديعهم. وأضاف الأب مافيس أن بإمكاننا التفكير في أسلوب لضمان هذا القرب، أن يكون هناك طقس جنائزي يمكن لمن يريد المشاركة فيه.
وفي إجابته على سؤال حول الحوار بين الكنيسة والحكومة الإيطالية ورد الحكومة على مطالب مجلس الأساقفة قال نائب الأمين العام للمجلس أن الأمانة العامة قد لمست خلال هذه الأسابيع اهتماما وانفتاحا على هذا الموضوع. وتحدث عن علاقة مع الحكومة الإيطالية تتميز بالود والتعاون، وأيضا عن أهمية أن تدرك الحكومة أن اقتراحات الكنيسة تعكس الرغبة في الإسهام في الخير العام، وذلك لأن في الاحتفالات وفي القرب من الأشخاص هناك بالتأكيد إسهام كبير في الرجاء وكي لا يشعر الأشخاص والعائلات بأنهم قد ترُكوا يمفردهم. هذا وأشار في هذا السياق إلى عمل كاريتاس إيطاليا خلال هذه الأسابيع والشبكة التي تأسست على أرض الواقع، مؤكدا أن هذا يثبت حيوية كنيسة تعرف كيف تهتم باحتياجات الأشخاص والجماعات سواء المادية أو الروحية. وتابع أن هذا أمر هام مشددا على أهمية القيام بخطوات نحو الحياة المعتادة والتي لن تكون كما كانت لكنها تمكننا من الاحتفال معا بالإفخارستيا، ووثف هذا بعمل يجب القيام به بمسؤولية بدون التقليص من الخطر الذي لا زلنا معرضين له وبدون إضاعة ما تم القيام به من جهد في البلد بكامله لمواجهة الوباء.
وفي ختام المقابلة التي أجراها معه موقع فاتيكان نيوز تحدث نائب الأمين العام لمجلس أساقفة إيطاليا الأب إيفان مافيس عن اجتماع اللجنة الدائمة للمجلس الخميس المنصرم والذي تطرق إلى معاناة وتطلعات واحتياجات الجماعات، وأيضا إلى ما تقوم به الكنيسة واستعداها لتكون طرفا فاعلا فيما تُعرف بالمرحلة الثانية. كما وتذكرت اللجنة الدائمة الكهنة الذين فقدوا حياتهم خلال الوباء والذين يزبد عددهم عن 100. ووصفهم الأب مافيس بأشخاص بسطاء ومتواضعين أحبتهم الجماعات التي كانوا يخدمونها. وشدد على أن الكاهن هو على الأرجح المرجع الأوضح في الكنيسة نظرا لقربه من حياة الأشخاص والعائلات، كما وتحدث عن قداسة نجدها أيضا في الكثير من العلمانيين.