أنت هنا
تاريخ النشر:
السبت, يوليو 11, 2020 - 10:21
القائمة:
آيا صوفيا: روسيا تأسف لعدم الإصغاء إلى "ملايين المسيحيين" واليونان تعتبر القرار "استفزازا للعالم"
توالت ردود الفعل الدولية بعد قرار مجلس الدولة التركي فتح الطريق أمام إعادة كاتدرائية آيا صوفيا السابقة في إسطنبول إلى مسجد، وإبطال وضعها الحالي كمتحف، وقد عبّرت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية عن أسفها لعدم إصغاء القضاء التركي إلى "مخاوف ملايين المسيحيين". واعتبرت اليونان أن القرار التركي "استفزاز للعالم المتحضر"، وأنّ النزعة "القومية التي يبديها الرئيس (التركي) أردوغان تعيد بلاده ستة قرون إلى الوراء". ودعت اليونسكو "السلطات التركية لفتح حوار دون تأخير، لتجنّب العودة للوراء فيما يتعلق بالقيمة العالمية لذلك الإرث الاستثنائي، والذي سيخضع الحفاظ عليه لمراجعة من لجنة التراث العالمي في جلستها المقبلة".
الكنيسة الروسية
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" عن المتحدث باسم الكنيسة فلاديمير ليغويدا قوله "نلاحظ أنه لم يتم الإصغاء إلى مخاوف ملايين المسيحيين"، ولم تلقَ مخاوفهم اهتماما، وقُضي بعدم قانونية تحويل مسجد آيا صوفيا في إسطنبول إلى متحف وفقا لمرسوم حكومي يرجع لثلاثينيات القرن العشرين. وقالت الكنيسة الروسية إن القرار قد يثير انقسامات أكبر.
اليونان: "استفزاز للعالم المتحضر"
من جانبها، اعتبرت الحكومة اليونانية أنّ قرار القضاء التركي الذي يفتح الطريق أمام تحويل كنيسة آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، "استفزاز للعالم المتحضر".
وندّد رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس "بأشد العبارات" بقرار تركيا تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد. وقال مكتب ميتسوتاكيس في بيان "هذا اختيار يسيء إلى كل أولئك الذين يعترفون بهذا المَعلم الأثري باعتباره موقع تراث عالميا. وبالطبع لن يؤثر فقط على العلاقات بين تركيا واليونان، وإنما أيضا على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي". وذكرت وزيرة الثقافة اليونانية لينا مندوني في بيان لها أنّ النزعة "القومية التي يبديها الرئيس (التركي رجب طيب) أردوغان تعيد بلاده ستة قرون إلى الوراء".
اليونسكو: أمر مؤسف
وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إن لجنة التراث العالمي ستراجع موقف آيا صوفيا بعد أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن المبنى الأثري في إسطنبول سيفتتح كمسجد.
وجاء في بيان لليونسكو أنه "من المؤسف أن القرار التركي لم يكن محل نقاش ولا حتى إخطار مسبق".
وأضافت "تدعو يونسكو السلطات التركية لفتح حوار دون تأخير لتجنب العودة للوراء فيما يتعلق بالقيمة العالمية لذلك الإرث الاستثنائي والذي سيخضع الحفاظ عليه لمراجعة من لجنة التراث العالمي في جلستها المقبلة".
الاتحاد الأوروبي
وأبدى الاتحاد الأوروبي أسفه بشأن قرار المحكمة العليا ببطلان قرار تحويل هذا المبنى إلى متحف. وقال جوزيف بوريل كبير مسؤولي السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن "حكم مجلس الدولة التركي بإبطال أحد القرارات التاريخية لتركيا الحديثة وقرار الرئيس أردوغان بوضع هذا الأثر تحت إدارة رئاسة الشؤون الدينية مؤسفان".
واشنطن: خيبة أمل
وأبدت واشنطن "خيبة أملها" إزاء تحويل تركيا آيا صوفيا إلى مسجد.
وأعلنت محكمة تركية أنها أبطلت مرسوما حكوميا يرجع لعام 1934 كان يقضي بتحويل مسجد آيا صوفيا إلى متحف، مما يمهّد الطريق لإعادة المبنى إلى مسجد مرة أخرى على الرغم من تحذيرات دولية من الإقدام على مثل هذه الخطوة.
المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس يعلق على هذا القرار قائلا:
ما يتعلق بكنيسة أيا صوفيا أو كاتدرائية الحكمة المقدسة، نقول من القدس إنها كانت كنيسة وستبقى كنيسة، ولا نعترف بأي إجراءات أو قرارات باطلة من الرئيس التركي.
عندما تم احتلال القسطنطينية حوّلها العثمانيون إلى مسجد، وحوّلها كمال أتاتورك إلى متحف. ونحن نؤكد أنها ليست مسجدا ولا متحفا بل كنيسة، وقرار الرئيس التركي لن يغير شيئا من طبيعة أيا صوفيا، فهذا قرار تعسفي، إجرامي، استفزازي.
إننا لا نستغرب أن العثمانيين عبر تاريخهم خلال مئات السنين، ذبحوا الكثير من المسيحيين، ودمّروا العديد من الكنائس، وكانت هناك اضطهادات بحق اليونان وبحق السريان وبحق الأرمن وبحق كل المسيحيين في الدولة التركية. لا نستغرب أن يقوم أردوغان بهذا العمل الإجرامي، وهو الذي كان له دور كبير في ما حدث في سوريا، من استهداف للمسيحيين وغير المسيحيين، في هذا المشرق العربي.
إننا نشعر بالألم، وبالحزن، وبالغضب لهذا القرار الاستفزازي، ولكننا سنبقى مؤمنين وعلى يقين بأن كاتدرائية آيا صوفيا كانت وستبقى كنيسة. وإذا كان أردوغان وجماعته، يظنون أنه بتحويل هذه الكنيسة إلى مسجد واعتقادهم أنهم يحققون بذلك انتصارا للمسلمين، نحن نقول لهم إنه انتصار للعنصرية، للحقد والكراهية والداعشية، وكل ما لا علاقة له بأي قيمة أخلاقية أو إنسانية. فهذا ليس انتصارا للمسلمين على الإطلاق، بل هو انتصار للتطرف والعنف، وللكراهية التي يجسدها أردوغان وتجسدها الدولة التركية والعثمانية بشكل عام، كما فعلت الإمبراطورية العثمانية وسياساتها التي امتدت إلى يومنا هذا.
أقول لكم وأنا حزين جدا لهذا القرار، رغم أننا وجهنا رسائل مناشدة، وطالبنا بعدم اتخاذ قرار كهذا، ولكن يبدو أن هذا الرجل مشبع بالحقد والعنصرية ضد المسيحيين. ولذلك أرجو أن تلقوا بمرسوم أردوغان هذا إلى مزبلة التاريخ، ولا قيمة له بالنسبة إلينا. ستبقى أيا صوفيا كنيسة بالنسبة إلينا.