الموجة الثانية من هذه الجائحة، والتي بدأت في أواخر حزيران يونيو الماضي، حملت انعكاساتٍ صعبة على السكان المحليين، لاسيما وأن الفيروس أوقف زيارات الحج منذ مطلع آذار مارس الماضي، مع العلم أن الجماعة المسيحية في بيت لحم تعتمد على السياحة الدينية كي تكسب لقمة العيش. وما زاد من صعوبة الأوضاع الاقتصادية غياب أي دعم اجتماعي يعود بالفائدة على العائلات التي تعاني من الضائقة الاقتصادية.
في حديثه لإذاعتنا أكد السيد بيلّومو أن الأرض المقدسة بدأت تعاني من تبعات الوباء في مطلع آذار مارس الماضي عندما بدأت تُسجل الإصابات في بيت لحم على وجه الخصوص. وبعد أن تراجعت الإصابات في أواخر شهر أيار مايو اجتاحت المنطقة موجة جديدة من الوباء في أواخر حزيران يونيو أكان في إسرائيل أم في الأراضي الفلسطينية. وأوضح أن مُعدل الإصابات في إسرائيل يُقدر بألفي إصابة يوميا أما في الأراضي الفلسطينية فيصل العدد إلى ستمائة إصابة تقريبا. ما يعني أن الوضع ما يزال خطيراً للغاية.
في رد على سؤال بشأن التبعات الاقتصادية لفت المسؤول الكنسي الإيطالي إلى أن السياحة الدينية تعرضت لضربة قاسية في بيت لحم مضيفا أن المدينة تشكل محرك الاقتصاد الفلسطيني على الصعيد السياحي. وأشار إلى أن العائلات التي كانت تعتاش على الحج وفقدت مورد رزقها لم تحصل على أي إعانة من الحكومة مؤكدا أن الوضع المالي صعب للغاية ولا توجد أي توقعات بشأن مدى استمرار الأزمة الراهنة! وستبقى الأسر المحلية تعاني من العوز الشديد لغاية استئناف زيارات الحج والسياحة الدينية.
بعدها أوضح السيد بيلّومو أن بازيليك المهد أقفلت أبوابها أمام الزوار لمدة ثلاثة أسابيع، وأعادت فتحها يوم الأحد الفائت، الموافق السادس والعشرين من تموز يوليو. لكن أبناء الرعية يمكنهم زيارة الكنيسة خلال أيام الأسبوع شرط أن يتقيدوا بالإجراءات المتبعة لاحتواء انتشار الفيروس. ولفت إلى أن الكابلات الداخلية تُستخدم للاحتفال بالقداس بحضور أعداد صغيرة من المؤمنين أو الرهبان. هذا ثم أشار إلى أن قطاع السياحة الدينية في بيت لحم شهد ازدهارا كبيراً خلال السنتين الماضيتين وقد ساهم في هذا الأمر استقرار الأوضاع السياسية قياسا بالسنوات السابقة. وقد شجع هذا الوضع الاقتصادي العديد من العائلات المحلية على الاستثمار في القطاع السياحي وإرسال أبنائها إلى الجامعات والتخطيط للمستقبل، فحصلت عائلات كثيرة على قروض مالية!
في ختام حديثه لإذاعة الفاتيكان إيطاليا قال السيد بيلّومو إنه يقيم ويعمل في بيت لحم منذ ثلاث عشرة سنة، وقد وضع نفسه في خدمة رسالة الرهبنة الفرنسيسكانية، لافتا إلى أن الجمعية التي ينتمي إليها تُعنى بمساعدة السكان المحليين وتلبية احتياجاتهم المادية، كما أنها تعمل على الترويج للسياحة الدينية من خلال نقل جمال تلك المواقع. وهي تمد يد المساعدة إلى المسنين والمعوقين والأشخاص المحتاجين إلى الرعاية الصحية.