أنت هنا

القائمة:
سلام الله معكم ...
يطيب لي في هذه الأيام الجليلة من هذا الشهر أن أتوجه إليكم بالتهنئة الخالصة بمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله على شعبنا وعلى الأخوة المسلمين، والطائفة المعروفية الكريمة، باليُمن والخير والبركات.
لا شك أن أهمية هذه المناسبة الغالية هي أنها تحمل في طياتها الكثير من الدلالات والمعاني الإيمانية الجليلة ذلك أن عيد الأضحى المبارك لا يعني مجرد مناسبة دينية يتم الاحتفاء بها كواجب ديني مجرد بل هي مناسبة تتجلى فيها معاني التضحية والفداء امتثالا صادقاً وأميناً لإرادة الله سبحانه، في إبراهيم، أبو الآباء، عليه السلام.
أنها تقترن بأداء فريضة الحج تلك الرحلة التعبدية التي تؤكد عظمة وجلال صدق وإخلاص الإيمان وتثبت القدرة لدى الإنسان في التمسك بالأخلاق الفاضلة والابتعاد عن السلوكيات السيئة والصبر على المشاق والمكاره من اجل الفوز بحسنات التجارة العظيمة الرابحة التي لا تبور من لدن الله تعالى.
كما تؤكّد هذه الأعياد المباركة على القيم الإنسانية الحميدة المليئة بوحدة المشاعر والأحاسيس الروحية، وتأكيد حقيقة المساواة بتجلياتها الناصعة بما يُعمّق صلة الإنسان بأخيه الإنسان دون عُقدة نقص أو استصغار للذات فالجميع متساوون بغض النظر عن الاختلاف في الأجناس أو الألوان أو الأعراف أو اللغات أو البلدان وما أحوجنا اليوم إلى الوقوف وقفة تأمل وتفكر وتبصر في تجليات ذلك المشهد الروحاني لنستلهم منه معاني الوحدة والقوة والإرادة والعزيمة الخلاقة، التي تفرّد فيها، الأنبياء والمرسلون.
أيها الأخوة. لنكن يها أيهامستفيدين من كل الأحداث المؤسفة التي من حولنا، من عنف وقتل وتصغير للكرامة الإنسانية، وما تبثه سائل الإعلام من مآسي ومحن وتطورات محزنة في أكثر من مكان... كل هذه الأمور توجب المراجعة والتقييم واستخلاص الدروس والعبر منها ومراجعة الذات بمسؤولية وطنية وتجنب نشر ثقافة الكراهية والبغضاء وأي خطاب مأزوم وغير مسؤول لا يخدم مصلحة الأبناء والسلم الاجتماعي والارتقاء به نحو مجالات مفيدة للجميع، فنحن شعب واحد، نعاني من نفس الصعوبات، ومهما تغيّرت الأحداث، سوف نستيقظ غدًا على نفس الواقع الذي نعيش، ولن يغيّرة أي شيء سوى احترامنا لبعضنا البعض، ووقفتنا معًا لضمان خير أبنائنا، كل أبنائنا.
يعلّمنا هذا العيد المبارك، النظر الى أخينا الإنسان وحاجاته. يعلّمنا أن نكون أخوة، وأبناء لله تعالى الذي خصّنا بهذه الميّزة. علّمنا أن نخضع لإرادة الله التي فيها خيرنا ونمونا الايماني والروحي، لنبلغ الى فرح وسلام وأمن العيش السليم معًا.
مرة أخرى اكرر التهنئة لكم جميعاً، وكل عام وهذا البلد، وهذه الأرض المقدّسة في خير وتقدم وازدهار عيد سعيد. كل عام وانتم بخير.











