أنت هنا

تاريخ النشر: 
الأحد, أغسطس 2, 2020 - 21:22
 

 

مريميات الشهر المريمي - العذراء في شهر آب

 

الموضوع الاول: التعبّد والاكرام لمريم (وليس العبادة، لان العبادة لله وحده)...

 

اولا. العبادة والتعبّد؟؟
العبادة هي غاية الخضوع والتذلل لامر او شخص هو فوق الجميع. فالواجب عبادته هو الله تعالى وحده، والامتثال لأوامره ونواهيه.
اما التعبد هو: طلب العبادة، وغاية الخضوع والتذلل ولا يحق إلا لما هو غاية في الرفعة والعظمة والجلال. لذلك التعبد هو "فعل" العابد العبادة، وهو مصدر فيه معنى التكلف في القيام بالطاعة للتعود عليها ودوام فعلها. التغبّد هو إظهار للحب نحو المعبود، ويأتي بواسطة الفعل. يأتي المصدر من التفعُل - التعبّد.

٢. التعبّد لمريم.
التعبُّد كما قلنا هو إظهار الحبّ الفائق نحو المعبود. وهذا الحب ياتي يواسطة مريم العذراء، التي اظهرت حبها وطاعتها لله الخالق.
من هنا فركائز التعبُّد لمريم هي:.
1) حبّ المسيح لها.
نعم أحبّها لأنّ مريم أُمّه، ومَنْ، غير المعقول ألّا يحبّ أُمّه. مريم صُنْع يديه، ومن لا يحبّ صُنْع يديه؟ كرسّام يصنع عمل فني، فيحبّه لانه منه ويعبّر عن مساعرة وافكاره.
ومريم شريكته في رسالته: جبلته من لحمها ودمها، سهرت على تربيته، وجّهت إليه البشر، رافقته على درب الجلجلة وعند الصّليب. كانتأط مينة على دعوتها التي الله الاب السماوي، اختارها لها.
أحبها وكرّمها بطاعته، وأحاطها بالعناية بعد موت يوسف. وانجز لها أُولى عجائبه عند رغبتها. وأشركها في عمل الفداء وكرّسها أُمًّا لجميع البشر عند الصليب الكريم. وكانت أوّلَ من ظهر لها يوم القيامة. ولاجل هذا أقامها من القبر بعد قليل من رقادها. وجعلها سلطانة السّموات والأرض....

2) حبّ الكنيسة لها، ونحن الكنيسة.
هذا الحبّ يظهر في إعلان العذراء مريم وامتيازاتها عبر التاريخ وفي المجامع والمبادئ الايمانية. انها والدة الاله، منتقله كليّا الى جواب ابنها، شفيعة المسيحيين.... الخ.
ولذلك وضعت الكنيسة الأعياد الكثيرة على اسمها، وشيّدت لها المعابد والمزارات. "فهي الام التي بتلم". وعبّر الناس في الكتابات الوافرة عنها، وفسّروا علاقتها باللاّهوت، فكان اللاهوت المريمي.
ولان الكنيسة هي امتداد للمسيح، إذَنْ، فرغبتُها رغبتُه. وتكريمها تكريمه، وقداستها من قداسته....

3) علاقتها بالمسيح.
فكما أنّنا نكرّم كلّ ما له علاقة بالمسيح (مثال: الأرض المقدّسة، أَواني القدّاس، عود الصّليب)، هكذا ينبغي أن نكرّم، تلك التي حملتْه تسعة أشهر، وغذّته بحليبها، وضمّتْه إلى صدرها، وتفانت في سبيله حتى النفس الاخير. ومن قبيل مبدأ المبادلة. فمريم أظهرت لنا، ولا تزال، حبًّا فائقًا. ومهما عَظُمَت خطايانا فحبُّها يبقى أعظم بكثير، لانها الام الحنون التي تضم اولادها. فكيف يمكن للام ان تنسى ابناءها؟؟؟ وكيق يمكن لإنسان، مهما كان، ان يغار من امه؟

 

نصلي معها ونقول،

ما مِنْ أَحدٍ يُسارعُ إِليكِ ويرجعُ من لَدُنْكِ خازيًا. أَيتها البَتولُ النقِيَّةُ أُمُّ الإِله. لكنْ يطلبُ النعمةَ فينالُ منَ الموْهِبة. على وَفْقِ سُؤالهِ.

يتبع

 

المطران د. يوسف متى