أنت هنا
تاريخ النشر:
السبت, مايو 2, 2020 - 09:40
القائمة:
لقاءات الزمن الخمسيني مع سيادة المطران يوسف متى الكلي الوقار
عندما نبلغ نصف الخمسين، نتذكر مرحلة مهمة في تاريخ الخلاص، ونذكر الرموز التي نتعمق بها، وهذا العيد يقع بين الفصح والعنصرة، ويسبق عيد الصعود. ونقول في صلاتنا: في انتصاف العيد اسقٍ نفسي العطشى من مياه التقوى، أيها المسيح إذ قلت إن عَطشَ أحد فليُقبل إليّ ويشرب، وأنا أسقيه الماء الحي. وبيسوع تجري من جوف الإنسان أنهار الماء الحي.
عيد أربعاء النصف، أصبح معروفا بعد القرن الرابع، بعدما أدرك الآباء القديسون الرمزية في هذا العيد. ويسوع يقول من آمن واعتمد يخلص. فوجود الماء وتذكار هذا العيد في منتصف زمن الخمسين يعطينا أهمية رموز المعمودية، والتي نموت فيها مع الرب لكي نحيا معه في قيامته، وقبول سر المعمودية يعني قبول الروح القدس.
ونتذكر يسوع في الهيكل، علامة حضوره الإلهي إذ قال إن بيت أبي هو بيت صلاة. كل هذا يؤكد هوية السيد المسيح، والسجود له في كل مكان وزمان، ليس في مكان معين ولكن بالروح والحق، الذي يعلمكم ويرشدكم ويذكركم بكل ما قلته لكم..
ويأتي كل هذا تحضيرا واستعدادا لاستقبال أحد العنصرة. ويقول لنا إنه المعلم والمسيح الذي تبدأ مسيرته نحو الخلاص.
ونصلي طروبارية هذا العيد قائلين: في انتصاف العيد اسقِ نفسي العطشى من مياه التقوى، لأنك يا مخلص هتفت بالجميع: إن عطش أحد فليأت إليّ ويشرب. فيا أيها المسيح الإله ينبوع الحياة المجد لك.
وفي القنداق نقول: في انتصاف العيد الناموسي، أيها المسيح الإله خالقُ الكل وسيدُهم، قلت للحاضرين هلموا استقوا ماء الخلود. فلذلك نسجد لك ونهتف بإيمان: هب لنا رأفتك فإنك أنت ينبوع حياتنا.
وماء الخلود هو عربون الخلاص، ماء الحياة، والمطهر للخطايا. لأننا بالمعمودية نتطهر بالروح القدس وندخل في مسيرة الخلاص مع يسوع.
وفي هذا العيد نرى مريم العذراء ودورها الكبير في الكنيسة وقبولها لسر الخلاص، لأنها اختيرت من الله لتكون أم العلي، كما قال لها الملاك. وهي أصبحت والدة الله المتجسد. فوالدة الله ذات دلالة للولادة الإلهية التي تمت بنعمة الروح القدس، فهي أم يسوع الإله المتجسد. وحضورها دائم في الكنيسة الشرقية. وقلما نجد العذراء لوحدها، إلا في البشارة والدخول إلى الهيكل، ولكنها تظهر دائما مع يسوع وتشير إليه قائلة هذا هو المخلص. وحضورها هام لأنها جزء لا يتجزأ من سر الخلاص. الحبل بها بلا دنس، دخولها إلى الهيكل، البشارة، ومن خلال تاريخ الكنيسة، كان لها الأثر الكبير في هذا التاريخ.
وهي أنبعت لنا الأقنوم الذي فيه الحياة التي لا تنتهي، نمدحكِ يا والدة الإله لأنك أصل عدم البلى الذي هو المسيح وعلته حضوره، أي سبب وجود يسوع وينبوعه. فهو ينبوع حياتنا وهي ينبوع يسوع.
مع بداية الشهر المريمي الذي أعلن في الكنيسة الغربية على يد البابوات منذ العام 1815 على يد بيوس السابع، وبيوس التاسع عام 1885، نحن نكرم مريم العذراء بأجمل صلاة، وهي السلام الملائكي. هذه شهادة من السماء بواسطة الملاك، وشهادة من خلال المجامع المسكونية التي أعطاها هذا المعنى.