أنت هنا

تاريخ النشر: 
الخميس, سبتمبر 9, 2021 - 11:08
 
ترأس سيادة المطران يوسف متى الجزيل الاحترام القداس الإلهي بمناسبة ولادة سيدتنا مريم العذراء والدة الإله، في كنيسة السيدة، في بيت النعمة في حيفا يوم الأربعاء الثامن من أيلول.
وشارك في الذبيحة الإلهية كل من الآباء أغابيوس أبو سعدى، سمعان جرايسي، مسعود أبو حاطوم، إميل روحانا، رامي حجار ووليم أبو شقارة.
وقال سيادة راعي الأبرشية في عظته بهذه المناسبة: "إن هذا الميلاد الذي رأته الكنيسة تحقيقا لوعد الله بالخلاص الآتي من المسيح، الإله الكامل والإنسان الكامل. كما أن ميلاد العذراء ما هو إلا بشارة فرح لكل إنسان مخلوق على صورة الله، ويسمع كلمة الله ويعمل بها. والعذراء مريم هي أول من سمع كلمة الله وآمنت بها وعملت بها، لتكون هي تلك المطوّبة من الملاك، ومن المسيح المبارك الذي خطّته لنفسها عندما قالت: منذ الآن تطوّبني جميع الأجيال". 
وأضاف سيادته قائلا: "سمعنا في إنجيل اليوم المبارك تلك الطوبى للبطن الذي حملك وللثديين الذين رضعتهما. فمريم العذراء بميلادها تخطّ في تاريخ الخلاص مرحلة هامة، وهي التي خطّها الله الآب عبر تاريخ العهد القديم، حتى يصل إلى تلك المرأة المختارة من الله وهي بعد في بطن أمها القديسة حنة". 
ومضى سيادة المطران متى يقول في عظته: إن الله كرّس مريم لتكون هي العرش الذي يجلس عليه المسيح، وتصبح هي الأم التي أخذ منها السيد المسيح الطبيعة البشرية، وتصبح أمًا لكل إنسان مخلوق بيسوع المسيح القائم من بين الأموات. هذه الطبيعة التي أخذها السيد المسيح هي الكلمة الذي صار بشرا من مريم العذراء. وسكن بيننا. وبسبب ذلك حصلت البشرية على نعمة فوق نعمة، نعمة أن نكون أبناء الله. لأننا آمنا بابن الله يسوع المسيح، وبأمه مريم العذراء التي أصبحت شريكة في سر الخلاص". 
وأكد سيادته على أن مريم هي مثال لكل إنسان يريد هذه العلاقة الحميمية والعميقة مع الله الآب ومع السيد المسيح. وقال: "نحن مدعوون لنسمع كلمة الله، وهي ليست الكلمة المكتوبة بالحبر في الكتاب المقدس، بل الكلمة هي يسوع المسيح نفسه. وكما يقول يوحنا في إنجيله، هذه الكلمة هي الله الذي أخذ جسدا وصار بيننا، وعلمنا". 
ودعا سيادة المطران متى إلى الاقتداء بمريم قائلا: "إننا كمسيحيين نعيش المسيح، نصبح على مثال العذراء التي سمعت، آمنت وعملت بهذه الكلمة. ونصبح نحن أيضا حاملين لهذه الطوبى التي هي بركة من الله تعالى. ومريم هي مثال لكل شخص فينا، ليس الأمهات فقط. إنها التي أصبحت مبشّرة بالخلاص الآتي من يسوع المسيح، عندما زارت أليصابات وهي تحمل الله في مستودعها وتبشرها بهذا الفرح العظيم الذي سيتم بميلاد السيد المسيح منها". 
وخلص سيادته إلى القول: "إن ميلاد مريم العذراء هو ميلاد البشرية من جديد، هي تكوين جديد لكل إنسان منا، هي طريق نبدأ به إلى ذواتنا، ونختار النصيب الصالح مثل مريم أخت لعازر. والعذراء تسير معنا في دروب حياتنا مع السيد المسيح لتصل بنا إليه، إلى هذا الفرح الذي وعدنا به. فطوبى لنا إذا كنا على مثال مريم العذراء، لتزيد البركة علينا جميعا". 
ولفت سيادة راعي الأبرشية إلى بيت النعمة قائلا: "هذا المكان المبارك، الذي رسم له السيد المسيح ليخدم الإنسان، كل إنسان بغض النظر عن انتمائه، لأنه حافظ على الوديعة التي أتمنها بالماضي ولا يزال مستمرا في خدمته وعطائه، بدعمكم وصلواتكم ومحبتكم لهذه الكنيسة ولهذه المؤسسة ولهذه الرعية. هذا المكان الذي هو مثال لكل من يريد أن يعيش المحبة والرحمة والعطاء في حياته كما كانت مريم العذراء. نصلي وإياكم أيها الأحباء لكي يبارككم الرب الإله بنعم السماوات التي حلّت على مريم العذراء بواسطة الروح القدس".
وجدير بالذكر أن الثامن من أيلول، موعد ولادة السيدة العذراء، يصادف ذكرى تأسيس بيت النعمة في حيفا، هذه المؤسسة الخيرية التي أنشأها المرحوم كميل شحادة قبل 39 عاما، ولا تزال تعمل في أوساط المجتمع، وتقدم خدماتها الخيرية للمحتاجين.