أنت هنا

تاريخ النشر: 
الثلاثاء, يوليو 21, 2020 - 18:50
 
شهادة إيمان
 
 بقلم الاخ جريس سامي أندراوس
 
"فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ، أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضًا بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ"
 
 "مَن لَيسَ مَعي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَن لا يَجمَعُ مَعي فَهُوَ يُفَرِّق"
 
لا خوفًا...
لا فزعًا...
لا قلقًا...
لا اضطرابًا...
بل...
مدفوعًا بالرّوح سلامًا وحُبًّا ووفاءً وأمانةً، لأقدّم شهادة إيماني بالمسيح يسوع ربّي وإلهي ومخلّصي...أنا الضّعيف الخاطئ. هذا إيماني الٍذي يحتّم عليّ أن أشهد للخلاص لا إكراهًا بل غيرةً.
 
 بشارة الحياة 
 
لن يخلدَ أحدٌ فوق هذه الأرض، ولن يقوى سلطان على سلطان الموت، غير من في يده نسمة الحياة، الله الخالق، الّذي أعاد للبشر ببشارة مريم العذراء، حياة الخلود الأبديّة، بالكلمة المخلّص يسوع المسيح، الّذي وُلدِ وتألّم وصُلب ومات وقام وصعد إلى السّماء، فاتحًا أبواب الحياة الأبديّة لكلّ من يؤمن به.
 
لذا، يا أخوة، ارفعوا عيونكم عن الأرض قليلًا قليلًا، وادعوا روح الله ليبدّد مخاوفكم وشكواكم وشكوكم، وليجب عن أسئلتكم ويقودكم إلى خيركم بالتّوبة، خير الخلاص الأبديّ الّذي يكنزه المؤمنون في حياتهم، فإنّ يسوع المسيح هو الألف والياء، البداية والنّهاية، الطّريق والحقّ والحياة، ديّان العالم...
 
 مَن منّا سيتجاوز الموت؟! 
 
- أنت وأنا سنموت، لا خوفًا من الموت، ولكن أريد لك، ما أريده لنفسي أنا الضّعيف الخاطئ، أن تحظى بأبديّة النّعيم، وأن لا يُسقطك جحودك أو كبرياؤك وغرورك إلى هوّة الموت الأبديّ والنّدم الأبديّ والوجع الأبديّ والاحتراق الأبديّ..
 
الله رحيم وعادل، ولكن، و"لكن"، أتركها لحكمه وقضائه، فلقواعد القضاء استثناءات يعرفها الله جيّدًا، هو فاحص الضّمير وممتحِن الأعمال. 
 
 ربّما... ولكن! 
 
ربّما ينظر إليّ البعض كأخرق والبعض كمتشدّد، والبعض كمتطرّف، والبعض كرجعيّ ومتخلّف، والبعض، ولكن كلّ هذه تستقيم بإيماني ورسالتي وغيرتي أمام الله.
 
 هنا الحياة. لا ترهيبًا! 
 
احسبوني يا أخوتي كيفما تشاؤون، لكنّ، لا بدّ لي، وعلى الملأ، أن أتفوّه بالحياة لأجلكم ولأجلي، فما من أحد سيخلد هنا، وللرّوح بعدَه طريق، فإمّا الخلاص والحياة وإمّا الهلاك والموت..
 
لا ترهيبًا يا أخوتي، بل حُبًّا وإيمانًا وغيرةً على حياتكم كما حياتي، وأبواب التّوبة مشرَّعة دومًا ما دمنا في هذه الحياة.
 
 وعود يسوع الخلاصيّة: 
 
- "من آمن بي وإن مات فسيحيا".
 
- " من يأكل جسدي ويشرب دمي، له الحياة الأبديّة".
 
- "أَنَا هُوَ خُبْزُ ٱلْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلَا يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلَا يَعْطَشُ أَبَدًا".
 
- "مَنْ يَأْكُل جَسَدِي وَيَشْرَب دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ".
 
- "مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ."
وغيرها آيات كثيرة...
 
والآن لنعُد إلى الآيات ونتأمّلها جيّدًا، ولنُقِم عندها وقتًا، ولنضرب لها موعدًا كلّ يوم، ولنطلب روح الله ليفهمنا ويعزّز إدراكنا وإيماننا، فما الإيمان سوى مسيرة تنضج كلّ يوم، لكلّ إنسان يسأل الإيمان والقداسة من لَدُن الله.
 
 بين آلهة الأرض وإله السّماء والأرض:  
 
قد يسهل علينا أن نؤمن بالأرضيّات وبشخصيّات أثّرت في التّاريخ والإنسان وأثرتْهُما، وقد يصل الأمر لدى البعض حدّ تأليهها، ذلك لأنّها قريبة من عالمنا وهمومنا وشكوانا، ولكنّها تمضي كغيرها برغم ما خلّفته من تاريخ حافل وأثر مجيد، فحريّ أن نعوّد أرواحنا على طلب غير المرئيّ، "الطّوبى لمن آمن ولم يرَ"، نور الله الّذي يفيض بالحياة الأبديّة لطالبيه ومؤمنيه، فالسّعي الدّائم إذن إلى معرفة الله ومعرفة الحقّ بيسوع المسيح هو غاية كلّ مؤمن، غير متغافلين عن تاريخ خلاص البشر بيسوع المسيح، التّاريخ الّذي صنعه الله بنفسه لخير الإنسان وخلاصه. 
 
 رحلة الموت والحياة: 
 
وبعد، يا أخوتي، فإنّ الرّوح تنفصل عن الجسد ساعة الموت، ويهوي الجسد إلى الفساد والاندثار، وتأخذ الرّوح مشوارها، وهناك تنكشف على عالم الأرواح، فيستحوذ إبليس وجنوده على النّفوس الخاطئة لتُقاد إلى هوّة الجحيم، فتهوي من النّفوس مَن كفرت بالله وجدّفت وجحدت وخطئت ولم تتُب في حياتها، ثمّ إنّ العذراء مريم القدّيسة والملائكة يستقبلون بحفاوة النّور الإلهيّ الرّوح المستحقّة للحياة الأبديّة، لتُنقل إلى فردوس النّعيم... 
 
 الدّينونة... 
 
إلى حين تأتي دينونة العالم بالمجيء الثّاني للسيّد المسيح..
وتبرز آيات كثيرة في هذا السّياق منها: 
- "لأنّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ".
 
- "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَع كَلاَمِي وَيُؤْمِن بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ".
وسواها...
 
 "اُطلبوا ملكوت الله وبرّه، والباقي يُزادُ لكم". 
 
فيا أخوة.. هذه هي شهادتي، فلكم أن تقبلوها أو أن ترفضوها، ولكن كونوا على يقين أنّني لن أكون بهذه الغيرة وبهذه  الشّجاعة النّاطقة بالحقّ، لولا الرّحمة الّتي يريدها الله لمختاريه، ويبقى لله حكمه، لا أحكامي، وإنّي لضعيف وخاطئ، لولا رحمة ربّي الّتي حلّت عليّ، وأعتقتني من ضيقاتي، ولا تزال تسقي فيّ المحبّة والصّلاح والتّوبة الدّائمة، ولا يزال الرّبّ يقلّم أغصاني لأثبت في كرمته، ولا يزال روحه القدّوس حاضرًا معي وفيّ يعزّينني ويرشدني؛ لأنّه علمّني بانسحاقي كيف أطلبه، فكان لي...
 
 ختامًا... حرفٌ واحدٌ لن يزول.. 
 
وأخيرًا أستودعكم صلاتي ومحبّتي ووفائي وغيرتي، راجيًا من الله أن تلمس شهادتي قلوب القاصدين، وقد تزول السّماء والأرض ولا يزول حرف واحد ممّا قاله السّيّد له المجد.
 
وختامًا قد تذوب كلّ الآيات أمام دمعة توبة حقيقيّة منسحقة، حيث يحضر الله هناك في أصغر دمعة، إذ يفرح قلبه وتتهلّل سماواته بتائب واحد...
 
 ثابتٌ في الإيمان، ثابتٌ في الله، ثابتٌ في المحبّة. 
 
شهادتي هذه أقدّمها مجدًا لله وخلاصًا للنّفوس، لجميع أخوتي في هذا العالم، مَن هم من دم ولحم وروح.
 
- فيا يسوع الوديع والمتواضع القلب، اجعل قلوبنا مثل قلبك.
- ويا دم يسوع المسيح الثّمين للغاية، خلّصنا وخلّص العالم أجمع.
- واغفر لنا يا ربّ، نحن الخطأة وارحمنا
المجد للآب والابن والرّوح القدس الإله الواحد، آمين.