أنت هنا

تاريخ النشر: 
الخميس, سبتمبر 30, 2021 - 21:01
 
احتفل سيادة المطران يوسف متى الكلي الوقار، مطران أبرشية الروم الملكيين الكاثوليك في الجليل، بعيد مار منصور دي بول في المستشفى الفرنسي في الناصرة، بحضور قدس الأرشمندريت سمعان جرايسي، والأب خليل مارون من القدس والأب جورج من رهبان القديسة تريزيا في الناصرة، والقنصل الفرنسي في حيفا، ومدير المستشفى الدكتور نائل عواد، وعدد من الرهبان والراهبات. 
وجدير بالذكر أن هذا القديس، المعروف باسم مار منصور، ولد في فرنسا في 24 نيسان عام 1581. لكن تحتفل الكنيسة في عيد القديس في 27 أيلول. كان منصور يرعى الغنم والبقر في صغره بصحبة والده "جان دي بول"، ومن هنا ارتبط اسمه باسم والده. ولما كان عمّه كاهنا فقد دخل منصور المدرسة في الثانية عشرة من عمره، وبعد ثلاث سنوات استطاع أن ينجز تعلّم قواعد اللغتَين الفرنسيَّة واللاتينيَّة بتفوّق. لمّا علم عمّه الكاهن بتفوّقه في الدراسة أيقن العمّ الكاهن أنّ ابن أخيه "منصور" مدعوّ إلى الكهنوت، فرسم شماسًا في العام 1598 ثم كاهنًا في العام 1600 وكان في العشرين من عمره، تعرّض الأب منصور للعديد من الضيقات والشدائد، إذ كان من بين الأسرى الذين نقلهم قراصنة البحر إلى مدينة تونس وعرضوه للبيع مع سائر العبيد. واشتراه رجل عجوز خبير بعلوم الكيمياء. ثم باعه ليعمل عبدا لدى أحد المزارعين. لكنه هرب إلى فرنسا وأصبح حرّاً طليقاً.
وفي باريس أهداه أحد المحسنين مبلغًا كبيرًا من المال فقدّمه حالاً إلى "مستشفى المحبّة"، وكان ينمو في القداسة شيئا فشيئا حتى أصبح مرشدا روحيا للملك لويس الثالث عشر، وبدأ يجري إصلاحات دينية في الكنيسة. ثم عُيّن الأب منصور مرشدا روحيا عاما للسفن الحربية الفرنسية برتبة ضابط. وأسّس جمعيَّة كهنة عُرفت بجمعيَّة الرسالة أو "جمعيَّة المحبّة". وكانت غايتها تبشير الفقراء. وقد عُرف أبناء هذه الجمعيَّة في العالَم بالآباء "اللعازريّين" نسبة إلى دير القدَّيس لعازر الذي تأسّس في باريس. ثمّ التحقت بالجمعية شابّات أخريات فألّفنَ جمعية "راهبات المحبة" واشتهرت هذه الجمعية في العالم العربي. فاضت روح الأب منصور إلى جوار ربّها في 27 أيلول من عام 1660 عن عمر يناهز الثمانين، وأعلنه قداسة البابا كليمان الثاني عشر قديسا في 11 حزيران من عام 1737. كما جعله قداسة البابا ليون الثالث عشر شفيعا للأعمال الخيرية كافّة. تأسست في العالم عدة مؤسسات تحمل اسمه أو رسالته، منها: أخوية سيدات المحبة، جمعية الرسالة - الآباء اللعازريون، جمعية راهبات المحبة، جمعية مار منصور، جمعية القديسة لويز دي مارياك، راهبات المحبة للقديسة جانّ انتيد – البيزونسون والشبيبة المريمية. 
ومن اللافت أنه تأسست في القدس جمعية مار منصور، عام 1851 كمؤسسة مسيحية أخوية مكوّنة من أشخاص علمانيين يعيشون الروحانية المنصورية عبر تقديمهم المساعدة للمحتاجين والفقراء. ثم افتتحت الجمعية في القدس مستشفى واتسع نشاطها إلى بيت لحم ويافا وحيفا ورام الله وجفنا. واهتمت بتقديم المساعدات للمستشفيات والعائلات الفقيرة.