أنت هنا

تاريخ النشر:
الخميس, يوليو 22, 2021 - 21:31
القائمة:
قدّم سيادة المطران يوسف متّى مطران الملكيين الكاثوليك في الجليل التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك لأبناء الطائفة الإٍسلامية الأحمدية في حيّ الكبابير على جبل الكرمل في حيفا، ورافقه كل من الآباء مسعود أبو حاطوم، وليم أبو شقارة، سمعان جرايسي ومكاريوس جريس. وكان في استقبال المعيّدين السيد شمس الدين، المبشّر الإسلامي الأحمدي مع عدد من المسؤولين في الطائفة الأحمدية.
وقال سيادة المطران متّى: في هذا الشهر تجمعنا مناسبة عيد الأضحى المبارك، وفرح لنا أن نلقاكم في هذا البيت العامر، بيت الطائفة الأحمدية في حيّ الكبابير، في هذه الزيارة الأولى من نوعها. ونحن عائلة يجمعنا الإيمان بالله الواحد. وبهذا أتوجه إليكم وإلى أمير هذه الطائفة من خلالكم، بأحرّ التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك، هذا العيد الذي يحمل في طيّاته الدلالات والمعاني الإيمانية العميقة، من التضحية والفداء، والامتثال لإرادة الله المتمثّلة بإبراهيم أبي الآباء. الذي منحه الله بركة خاصة، ولأنه آمن فقد حسب له ذلك كما يقول كتابنا المقدس. ولذلك قال له الله تعالى ستتبارك بك كل شعوب الأرض. وهذا يضعني أمام هذه الآية المباركة في الكتاب الكريم، " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ". فهذه المعرفة والآيات التي تدلّ على وحدة الإيمان هذا ما يجمعنا اليوم في هذه المناسبة. وهذا العيد مقدس لأنه يقترن بفريضة الحجّ، المعروفة بالتعبّد والاستثمار لقيمة الحياة وتجديد روح الإيمان داخل الإنسان. كما تؤكد هذه المناسبة أيضا الحس الأخوي والإنساني تجاه بعضنا البعض، في حاجات الإنسان وأوضاعه وحياته اليومية. وهذا ما يجمعنا اليوم.
ومضى سيادة المطران متى يقول: إن التضحية، كما في الإسلام، هي أيضا في المسيحية. والسيد المسيح، الذي هو من روح الله وبكلمة منه أصبح حاضرا في هذا العالم. ضحّى بنفسه لأجل أحبّائه.
وأضاف سيادته: وما أحوجنا اليوم إلى أن نقف معا أمام تحدّيات هذا العصر، لنرى المآسي وكل الصعوبات التي نواجهها كشعب واحد وكوطن واحد، وعلينا أن نقف معا ونستخلص العبر لكل هذا الكم الهائل الذي يقودنا للأسف إلى العنف والقتل والمتاعب، وذلك لكي نرجع إلى ذواتنا ونقيّم الحياة بشكلها الصحيح.
وخلص سيادته إلى القول: نتعاون معا ونقف معا وقفة واحدة أمام تحدّيات هذا الزمن لضمان خير مستقبل أولادنا. وإن الله أعطانا الحكمة لكي نكون نحن وسائل تعطي السلام والفرح في هذا الوضع وهذا الجو العام الذي نعيشه. ونحن كرجال دين نواجه هذه المسؤولية، فذلك يعكس محبة الله ورحمته للآخرين عن طريق تصرفاتنا ولقاءاتنا معًا، لكي نكون شهودا ورسلا لله تعالى كما كان ابونا إبراهيم.
وقال السيد شمس الدين في كلمته الجوابية: "وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ". والله سبحانه وتعالى ذكر هذه المواصفات في القرآن مسبقًا. وترك لنا هذا التعليم للأبد. هذا إضافة إلى قول الرسول الكريم إذا جاءكم أخ كريم من قومكم فأكرموه، وأنتم كرماء في الطبع، ونحن من قومكم. فبارك الله فيكم، وأهلا وسهلا بكم.
ويذكر أن هذه هي الزيارة الأولى من نوعها، التي يقوم بها سيادة المطران متّى للطائفة الأحمدية، وتأتي تمهيدا للقاء آخر من المتوقع أن يتم بين سيادة المطران متّى وأمير الطائفة الأحمدية الأستاذ محمد عودة في وقت لاحق، إذ تعذّر عليه الحضور بسبب سفره خارج البلاد.
وقام سيادة المطران متّى والوفد المرافق له بجولة في المؤسسات التابعة للطائفة كالمدرسة، واستوديو التلفزيون ومحطة الإذاعة والمسجد ذي المئذنتين المطلّ على مشارف حيفا الجنوبية.








