أنت هنا
القائمة:
تأمل في الانجيل
“في عشية اليوم عينه والابواب مغلقة كان التلاميذ مجتمعين خوفا من اليهود”. يمكن ان نتصور التلاميذ لسان حالهم يقول: لقد ضرب اليهود الرأس قتلوا السيد المسيح، فماذا سيجري معنا نحن التلاميذ على المستوى الشخصي؟ هل سيُعتدى علينا أيضا؟ الخوف منعهم عن التجول فبقوا في العلية، الخوف جعلهم لا يأمنون الناس، فأغلقوا الباب حتى لا يستطيع أحد مهاجمتهم. نحن اليوم مثلهم حيث هنالك خوف على حياتنا من الوباء. فلا نتجوّل ونحرص على البعد الاجتماعي، حتى في الألم أثناء الحزن. يموت أعزاؤنا فنكتب في دعوة النعي "الجنازة مقتصرة على العائلة المصغرة ولا عزاء". ألم يكن هذا وضع التلاميذ إنهم لم يشتركوا في الجنازة ولم يفتحوا دار عزاء على معلمهم. وبالنسبة للصلوات، وصلنا للفصح ولا صلاة في الكنائس، يموت المسيح ولا نجرؤ أن نتجمّع في أحد الشعانين ولنرى فلذات قلوبنا مبتهجة بالدورة، ولا نصلي خدمة الآلام الخلاصية ولا اليوم علق على خشبة، ولا جناز المسيح ولا لا نحتفل بالهجمة والقيامة. عيد الفصح مع التلاميذ ما زال مستمرا اذا لا يستطيعون الوصول الى عائلاتهم واحبائهم في الجليل. ونحن اليوم في الجليل لا نستطيع ان نشارك أولادنا واحفادنا فرحاتهم.
لهذا المكان للعلية الى حيث التلاميذ في حجر ذاتي أتى يسوع القائم. يخترق الأبواب مغلقة والحواجز المادية، ظهر يسوع لأنه مهتم بألا تقتل نفوسهم. لذا أعطاهم كلمته الأولى "السلام عليكم"، أي مهما تكن الظروف الخارجية لا تفقدوا الأمل، لا تفقدوا السلام الداخلي. ثم واجه يسوع قضية جدا مهمة كيف رغم هه الظروف الداخلية يجب وضع مخطط عمل للانطلاق بعد الحجر الذاتي لذا قال لهم: كما أَرْسَلَني الآبُ كذلك أَنا أُرسِلُكُم" ولمَّا قالَ هذا نَفَخَ فيهِم وقالَ لهُم: "خُذُوا الرُّوحَ القُدُس. لننتبه انه نفخ فيهم أي اعطاهم حياة جديدة مثلما فعل في سفر التكوين حيث نفخ الله في التراب فصارت لآدم حياة. كأني به يقول أنتم أموات روحيًّا. وما أنتم بحاجة اليه هو الروح القدس روح الحق، معطي الحياة. ومع هذه الحياة الجديدة تنطلقون"اني ارسلكم " ، لا لتبكوا على الأطلال كيف ولماذا مات يسوع، بل لتعملوا، ليصبح كل واحد يسوعا جديدا. هذا ما تحتاجه بيوتنا. لا نبكي على الكرونا. بل ننطلق. هذا ما بحاجة اليه رعياتنا. بحاجة الى روح جديدة، ما كان قبلا لا يمكن ان يستمر. رعياتنا رحاجة لنفخفة من المسيح وأخذ روح القدس معطي الحياة ومسيرة جديدة بالتبشير.
الإنجيل اليوم يعطينا تنبيه آخر، وهو أن متى كان مشككا في قول التلاميذ، واحد من التلاميذ لا يريد أن يسمع منهم كمن يسمع للمسيح من خلال التلاميذ. لم يرد ان ينطلق الى حياة جديدة. فهو مكبل في منطقه العالمي، لذا ظهر له المسيح. مع الظهور كان جوابه: ربي وإلهي. ربي أنا عبد وانت سيدي. سأعمل ما تأمرني به. وسأقوم بالرسالة. وانت الهي أنت معطي الحياة. سأسير بخطاك وأقتدي بك. هكذا غيّر كل التلاميذ حياتهم وقاموا بما أمرهم به يسوع وبشروا العالم. ولم يكن الحدث بالنسبة لهم مجرد حدث عابر يرجع بعده كل الى أسلوب حياته القديم. ههنا الدرس الثاني الذي علينا ان نتعلمه،. وهو اننا سوف نخرج من الأزمة ستنتهي الكورونا. لكن قد نستمر في أسلوب حياتنا كأن شيء لم يحدث. المطلوب منا، أن نغير طريقة حياتنا والتغير يكون بانطلاقة جديدة ودائمة.
بقلم الاخ ناصر شقور