أنت هنا

تاريخ النشر: 
الثلاثاء, أغسطس 3, 2021 - 21:18
 
بمبادرة المطران يوسف متى، حيفا تستضيف مؤتمر التعايش بحضور رئيس الدولة ورؤساء الأديان
عُقد صباح اليوم الاثنين مؤتمر للتعايش في فندق دان بانوراما في حيفا بمبادرة من المتروبوليت يوسف متى رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للملكيين الكاثوليك، ومركز السلطات المحلية، وذلك بحضور ضيف الشرف رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ.
وقال سيادة المطران متّى في كلمته: 
"لذلك كل ما تريدون أن يفعل بكم الناس افعلوا انتم بهم أيضا". (متى 7).
"لا تدع الشر يغلبك، بل اغلب الشر بالخير" (روما 12: 21)
وأضاف: أشكركم من أعماق قلبي على قبول دعوتنا وحضوركم للمشاركة في هذا اللقاء الخاص، المميز بكونه الأول من نوعه.
وأشكر أولاً وقبل كل شيء فخامة رئيس الدولة على مشاركته. كما أشكر مركز السلطات المحلية والسيد بيبس لعملهم معنا في تحقيق هذا الاجتماع. وشكري موصول لجميع الضيوف الموجودين معنا اليوم.
ومضى يقول: سادتي.
يهدف اجتماعنا اليوم إلى توحيد أصواتنا، وقوانا، ونرفع صرخاتنا إلى السماء والأرض، لنقول إننا نريد العيش معًا، نريد العيش بسلام وأمان، نريد العيش بمحبتنا للآخر.
أجل. اجتزنا أيامًا كانت فيها الحياة والقيم المشتركة أكثر هشاشة من أي وقت مضى. وكان علينا أن ندفع ثمناً باهظاً جدًا، ولا يزال الخطر محدق ويهدد استقرار وأمن المواطنين في جميع القطاعات والمناطق في البلاد.
ولذا بحكم واجبنا وإيماننا ومسؤوليتنا كقادة، يتحتم علينا بدافع القيم الدينية التي هي حجر الزاوية في الحياة الطيبة، ويعزّ علينا فقدان الحياة الذي لا يحتمل ولا يطاق، وخاصة في المجتمع العربي. تعزّ علينا الكراهية المجردة التي تسلبنا حياة أعزائنا. ينبغي أن نبدأ بإصلاح العلاقة الإنسانية بيننا. كل فرد وقدراته. كل واحد ومسؤوليته في المجتمع.
وتطرّق سيادته إلى موضوع الحياة المشتركة فقال: هذه الأرض هبة من الله وقُدر لنا أن نعيش فيها معًا، أبناء عائلة واحدة، عائلة أبينا إبراهيم. في هذه البلاد، لدينا مستقبل ومصير مشترك، وأمال مشتركة، لدينا القدرة على بناء البلاد معًا، وأن نكون جزءً لا يتجزأ من ازدهارها. نحن نتقاسم الحياة على الأرض نفسها، ولا ننسى أننا سنصحو في الغد في ذات الواقع الذي لن يتغير إلا باحترام ومحبة بعضنا البعض.
إن العيش معًا ليس حلمًا، بل هو أمل نحتاج إلى تحقيقه. لذلك فإننا نناشد الحكومة الإسرائيلية أن تعود إلى السعي لتحقيق الأهداف الأكثر أهمية من أجل مستقبلنا، السعي معا من أجل تعليم متساوٍ لأولادنا، لتعليمهم أن الآخر ليس تهديدًا لوجودنا بل شريك لمستقبلنا. معًا ينبغي أن نسعى جاهدين من أجل المساواة في الحقوق والفرص لجميع المواطنين. دعونا نقدم مساهمتنا، ونناشدكم بكل عزيز عليكم لا تستهينوا بكرامة الإنسان، لا تستهينوا بصورة الله. وإن سلامة الوطن هو ثمرة سلام القلوب. وكل خيرات العالم مُرّة المذاق بدون سلام، والمرارة تحلو مع السلام.
نتوجّه إليكم، أنتم المتواجدين معنا، وإلى كل ذي ضمير إنساني يسمع، راجين أن تسعوا إلى السلام، لنعود إلى سبيل الحوار واللقاء بين الأشقاء. بدون علاقات صداقة مشتركة، لن يكون تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة ممكنا.
وخاطب سيادة المطران متّى وسائل الإعلام بقوله: نتوجه إلى وسائل الإعلام، السلطة الرابعة في مجتمعنا، نرجو إبراز الجميل في مجتمعاتنا، المبادرات، الأعمال الصالحة، النوايا الحسنة، لأنها متوفرة في كل مكان، في كل حي وفي كل بلد، وعدم التركيز فقط على السلبيات.
إننا نلتزم بالعمل معكم، ومع كل ذوي النوايا الحسنة، من أجل توحيد الجهود، لنقدّم ونعطي فرصة جديدة للسلام والاستقرار. لنغرس الأمن والطمأنينة في نفوس المواطنين. وهذا ما نوقعه اليوم.
واختتم سيادة راعي الأبرشية كلمته بمقطع من مزامير الملك داود: كم هو جيد وكم هو لطيف. جلوس الإخوة معًا، كالزيت الطيب على الرأس، النازل على اللحية. كندى حرمون النازل على جبال صهيون لأن هناك أمر الرب بالبركة. نعيش معا إلى الأبد. آمين.
وقالت رئيسة بلدية حيفا عينات كاليش روتيم في كلمتها الترحيبية: "أود أن أشكر كل شخص في هذا المؤتمر في هذه المدينة العريقة، ففي حيفا تحدث معجزة، إنها مدينة نتعلم منها كثيرا في مجال الحياة المشتركة، حتى أنها هي العلاج للمجتمع الإسرائيلي بطوائفه المختلفة. وإذا عرفنا كيف نكرر الحياة هنا ونعيشها في أماكن أخرى فإن العالم كله سيفوز ويكسب حياة رغيدة.
ومضت رئيسة البلدية تقول: "مع كل الاحترام الواجب لمفهوم العيش معًا، يجب أن نعمل على تقليل الفوارق وتقليصها بين المجتمعات في بلادنا. وفي حيفا كثيرا ما أنتقل من مجتمع إلى آخر، ومن حي إلى آخر، وأحاول أن أتفهم الاحتياجات المتغيرة، وكيفية تلبية متطلبات كل مجتمع".
وقال رئيس الدولة يتسحاك هرتسوغ: إن العيش المشترك ضروري مثل الأكسجين لبلد يريد الازدهار والنجاح. قد يكون الحريق قد انطفأ، لكنه ترك ندبة تستدعي العمل من أجل المستقبل. هذا المؤتمر هو أفضل مثال، خاصة أنه يأتي من حيفا - مدينة متنوعة، أثبتت أنه يمكن القيام به بشكل مختلف".
أما الحاخام الأكبر ديفيد لاو فقال بهذه المناسبة: "علينا أن ننظر جميعًا إلى قدسية الحياة والأرض. لدينا العديد من الأشياء المشتركة التي يجب أن نحافظ عليها ونبنيها معًا. لقد خُلقنا جميعًا على صورة الله ومثاله. وهنا تتشابك الأيدي وتلتقي الأفكار وتنتظم الأعمال في بيان واضح للسلام والحياة معا".
وأشار حاييم بيبس، رئيس مركز السلطات المحلية إلى أننا نعيش جميعًا هنا على قدم المساواة، وقال: نعرف في السلطات المحلية كيفية العمل معًا حتى في أوقات الأزمات. إنجازاتنا تنبع من العمل معًا. يجب على الحكومة رصد ميزانية مخصصة للمدن المختلطة لإنجاز المشاريع والبرامج الاجتماعية والعمرانية التي تتفق مع متطلبات اليهود والعرب.
وجدير بالذكر أنه حضر هذا الاجتماع كل من الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، ورئيس اتحاد رجال الدين المسلمين الشيخ نادر هيب، وزكريا نابسو رئيس مجلس القرية الشركسية كفر كما، ومضر يونس رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية ورئيس مجلس عرعرة، ورؤساء بلديات معالوت ترشيحا، اللد، مغدال هعيمق، والسيد سيزار مرجية والشماس جريس منصور والسيد وديع أبو نصار. 
وفي ختام المؤتمر وقّع ممثلو مركز السلطات المحلية ورؤساء الطوائف على اتفاقية مشتركة تدعو إلى التسامح والحفاظ على نسيج الحياة معا، كدرس وعبرة نتيجة الاضطرابات العنيفة التي وقعت بين اليهود والعرب قبل حوالي شهرين.