أنت هنا
القائمة:
احتفل بعد ظهر يوم أمس الأحد بطلعة العذراء مريم سيدة الكرمل، بمسيرة تقليدية، شعبية وروحية، انطلقت من كنيسة مار يوسف للاتين وصعودا حتى دير مار إلياس ستيلا مارس على جبل الكرمل.
وتقدمت هذه المسيرة السرايا الكشفية والحركات المريمية، الأخويات المختلفة، العلمانيون، الرهبان والراهبات، الكهنة والأساقفة، من بينهم المطران بولس ماركوتسو، المطران يوسف متى وغبطة البطريرك بيير باتيستا بيتسا بالا، البطريرك الأورشليمي للاتين.
وفي التقليد أن طلعة العذراء سيدة الكرمل، أو كما نسميها في الأرض المقدسة دورة العذراء، هي تقليد شعبي اكتسب روحانية خاصة لمريم سيدة الكرمل. هذا التقليد الذي يعود إلى الحرب العالمية الأولى عام 1914 لأن الأتراك طلبوا من رهبان دير ستيلا مارس على جبل الكرمل إخلاء الدير نهائيا خلال ثلاث ساعات، بسبب غارات جوية ستتعرض لها حيفا من قوات الحلفاء، فاضطر الرهبان أن يأخذوا كل الأشياء الثمينة، بقدر ما استطاعوا، وحملوا تمثال العذراء الذي كان في الدير، مع بيت القربان، وأنزلوه إلى كنيسة الرعية في ساحة باريس اليوم. وفي آخر الحرب عام 1919 وبالتحديد 27.4.1919، وبعد إعادة فتح الدير في 19.3.1919 استطاعوا أن يعيدوا تمثال العذراء إلى مكانه في دير ستيلا مارس، وذلك في الأحد الثاني بعد الفصح. أعادوا التمثال باحتفال مهيب، شعبي وبسيط، بدون تحضير كبير، ولكن شارك جميع سكان حيفا وعبروا عن محبتهم لمريم العذراء، التي كانت حامية للمنطقة والمدينة. كما انضم إليهم مسيحيون من مناطق الجليل، وبدأت منذ ذلك الوقت هذه المسيرة السنوية.
وتمثال العذراء، سيدة الكرمل، يجره المؤمنون بالحبال على سيارة بدون محرك كما كانت تلك العربة في ذلك الحين. ويجلس على جوانب التمثال عدد من الأطفال بثياب ملائكة، ويسير الجميع على امتداد شوارع حيفا عروس الكرمل، همغينيم، جادة بن غوريون، هجيفن، ستيلا مارس حتى الدير، وذلك حوالي اثنين ونصف كيلومتر.
نذكر أن الاحتفال بطلعة العذراء في العامين الماضيين لم يتم كما كان متبعا، وذلك منعا لتجمع الجماهير بسبب جائحة كورونا، لكن السرايا الكشفية حملت التمثال في قافلة سيارات وتجولت في شوارع المدينة، مع الصلوات بطلب رفع هذا الوباء وعدم انتشاره. وكان الناس يتباركون بتمثال السيدة العذراء من منازلهم ومن شرفات المنازل بدلا من التجمهر في الشوارع.