أنت هنا

تاريخ النشر: 
الجمعة, أغسطس 7, 2020 - 22:50
 
 
 
القداس الإلهي في كاتدرائية مار إلياس بمناسبة عيد تجلي الرب
 
 
احتفل كهنة كاتدرائية مار إلياس في حيفا بالقداس الإلهي الذي أقيم بمناسبة عيد تجلي الرب. وتحتفل الرهبنة الباسيلية المخلصية بعيدها بهذه المناسبة، حيث يعتبر عيد التجلي عيد الرهبنة في البلاد والعالم، ويقيم الكهنة الرهبان المخلصيون بالقداديس والصلوات. 
وفي حيفا أقام قدس الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى المخلصي، والرئيس الروحية لرعية مار إلياس في حيفا هذا القداس الإلهي، بمشاركة كهنة الرعية. 
 
وحضر هذا القداس الإلهي سيادة المطران يوسف متّى مطران الملكيين الكاثوليك في الجليل الذي ألقى عظة قال فيها: وتذهب بنا الروح إلى تلك التلة التي عليها العامر، إلى ذلك الدير الذي خطّ عن طريق تاريخ آباءٍ، تاريخَ كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك. إنه دير الرهبانية المخلصية التي عاشت الدعوة التي تكلم عنها بولس. هذه الدعوة التي تحمل بشارة السيد المسيح في عمل الخلاص. هذا الدير الذي أعطى الكنيسة رجالا أتقياء، كانوا وما زالوا يعملون في خدمتها ولأجلها. هذا العامر الذي شاءت العناية الإلهية أن يخدم أيضا هذه الأبرشية العكاوية من خلال أساقفة ورهبان وراهبات، إنها الرهبنة المخلصية التي تحتفل بعيدها عيد تجلي ربنا يسوع المسيح، على طور جبل طابور. 
 
وأضاف سيادته قائلا عن الرهبنة المخلصية: إنها كالسراج الذي يوضع على المنارة، يطلّ على هذا البلد المقدس، لبنان الذي نشهد فيه اليوم هذه المأساة التي راح ضحيتها العديد من البشر، لبنان الرسالة كما وصفها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، إنها الرسالة التي تجمع السلام والمحبة والتآخي، وهكذا كان هذا العامر، هذا الدير الذي يمكن لكل إنسان أن يطرق بابه، كان هذا العامر فعلا بكل ما في الكلمة من معنى، هذا لبنان الذي عانى ويعاني من الكثير الكثير من التعديات على حياة الإنسان والممتلكات، لماذا؟ لأجل المصالح الشخصية. ولكن السيد المسيح قال لتلاميذه لا تخافوا، بعد أن كان في هذا التجلي الرائع على جبل الطور، التجلي الذي يعكس حقيقة هذا الإنسان يسوع، هذا هو ابني الحبيب فلهُ اسمعوا، هذا المسيح الذي يجمع في ذاته كل الشريعة المتمثلة بموسى، وكل الأنبياء. هذا الذي أتى داعيا كل إنسان ليتخطى كل ما هو سلبي في حياته لكي يعود إلى كرامته الإنسانية التي، للأسف نبحث عنها كثيرا في هذا المجتمع. هذا التجلي الذي هو نور، نور المسيح الذي يدخل إلى حياة الإنسان. 
 
ولفت سيادة المطران متّى إلى قول القديس بطرس للسيد المسيح عندما قال حسنا لنا أن نبقى هنا، حسنا أن تكون أنت يا رب ساكنا في داخلنا، تعيش بيننا، حسن لنا أن تكون أنت هدف حياتنا. هذا التجلي الذي نحتفل اليوم به، هو بداية مسيرة خلاص الإنسان، كل إنسان. 
 
وأشار سيادته إلى هذا العيد بالقول: ليس من باب الصدفة، كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم، أن يقع هذا العيد في 6 آب، فهو يبعد 40 يوما عن ارتفاع الصليب المقدس، ويذكرنا بالأربعين المقدسة، التي يتحضّر الإنسان فيها من خلال الصوم المقدس إلى مجد الآلام ليقوم مع المسيح. هكذا رأى الآباء القديسون العيد، ويقول الإنجيل المقدس إن موسى وإيليا كانا يتحدثان مع المسيح ويعزيانه. لأنه المزمع أن يتألم. ولكن سيقوم من بين الأموات كما وعد تلاميذه. هذا هو التجلي الذي يرفع الإنسان ليعرف قيمته الحقيقية، التي فيها صورة الله، هذه القيمة التي خصص بها يسوع هذا الإنسان عندما أخذ طبيعته. والقيمة التي فيها الروح القدس أصبحت هيكلا لله بالميرون. وتؤكد حقيقة رسالة بولس التي قال فيها إن أجسادكم هي هيكل الله، وإن روح الله ساكن فينا. يا لها من كرامة، التي يقول فيها الإنسان ليسوع أنت ساكن فينا، مدعو إلى هذا المجد الذي دعيت لكي تتجلى فيه. 
 
وأكد سيادة المطران متّى على أننا نحتفل ونقدم هذه التهنئة القلبية إلى الدير العامر، إلى رئيسه ورهبانه راهباته، إلى قدس الأب العام أنطوان ديب، رئيس الرهبانية الباسيلية المخلّصية، وعموم الإخوة الرهبان والراهبات المخلصيين في لبنان والعالم، وأخص بالذكر إخوتي في الكهنوت الذين يخدمون معنا في هذه الأبرشية، الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى، والأب رامي حجار والأب إلياس مايو، والأب كريم أنطونيوس خوري، والأب بولس موفق أرملي المحترمين. فباسمي شخصيا وباسم الأبرشية كهنة ومؤمنين، أتقدم منكم جميعا، وبالرغم من الظروف الراهنة والمؤلمة، أتقدم بأسمى آيات التبريكات والتهاني القلبية، بمناسبة عيد التجلي عيد الرهبانية، ولديركم العامر في جون، لبنان، ونتمنى لكم دوام الصحة والعافية وكل عام وأنتم بألف خير، وللرهبنة الخير مع المحبة والنمو مجدًا لله وخدمة للنفوس. نعايدكم بهذا العيد المبارك ولتكن خدمتكم مباركة أيها الآباء. 
 
وتطرّق سيادته إلى الكارثة التي حلت بلبنان، والانفجار الذي هز لبنان والعالم وقال: إننا مع ما حدث يوم أمس بهذه المأساة والكارثة، التي عانى منها لبنان الحبيب، نرفع صلاتنا إلى الرب الإله أن يتغمد في فرح القديسين كل الضحايا، ويشفي المرضى والمقعدين ويعطي نعم المأوى والعناية لكل المشردين والمرضى، الذين تركوا بيوتهم.
 
وقد أعلنا أننا بادرنا إلى حملة تبرعات واستغاثة إلى لبناننا الحبيب، من خلال حساب فتحناه وأعلناه في وسائل التواصل الاجتماعي، وفي المواقع الإخبارية الإلكترونية، لكي يتسنى لنا أن نساعد وأن نرفع من معنويات هذا الشعب الذي يعاني. وقد رأيت من خلال الصور المباشرة من لبنان، والأصدقاء الذين أكدوا أن هذه الكارثة لم يسبق لها مثيل في المنطقة ولا في العالم، والسبب هو المصالح الشخصية. 
 
وخلص سيادة المطران متّى إلى القول: اليوم نطلب من الجميع عبر هذا المنبر أن يمدّوا يد العون لكي نمسح دموع كثيرين في هذا البلد الحبيب، ونعطي أملا جديد لأولئك الذي هم تحت الدمار. ونطلب من هذا الإله الذي تجلى اليوم على الجبل المقدس أن يتجلى بالسلام والطمأنينة والمحبة، وأن يزرع هذا النور في داخل قلوبكم جميعا وقلوب عائلاتكم، آمين.