وقال حارس الأراضي المقدسة في عظته هذا المكان وهذا العيد اليوم يذكّراننا أن هناك جمال مشّوه ومتحوّل في الكنيسة، كما ولو أنَّ هذا المكان يحمل في ذاته ليس ذكرى آلام الرب وقيامته من الموت وحسب وإنما أيضًا آلام وقيامة الكنيسة. هذا وسلّط الأب فرانشيسكو باتون الضوء على أنَّ جمال الكنيسة قد تشوّه بشكل خاص بسبب خطيئة أبنائها ومن الفضائح التي غالبًا ما تجعل البشارة والعمل عقيمين، وكذلك من جميع الفضائح المتعلّقة بتصرّفاتنا التي تتناقض مع الإنجيل والتي تتغذى من أخبار وسائل الإعلام التي وللأسف غالبًا ما تتغذّى من هذه الفضائح عينها. فيما أنَّ الجمال الذي تحوّله الكنيسة – تابع حارس الأراضي المقدسة يقول – هو الجمال الذي يسطع في الشهادة التي يقدّمها الأزواج عندما يحبّون بعضهم البعض بأسلوب أمين وخصب، وفي المكرّسين الذين يبذلون أنفسهم لكي يزرعوا الأخوّة في عالم اليوم الذي يؤلِّه الـ "أنا" والنجاح واللذة، وفي الرعاة الذين يبقون إلى جانب قطيع المسيح مخاطرين بحياتهم لأنّهم لا يريدون أن يتركوا القطيع الذي أوكل إليهم. وفي الختام حول الجمال المشوّه والذي تحوّل في كلِّ فرد منا أكّد حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون أنّه إن كانت خطيئتنا تشوّه عمل الله فينا فالمحبة اللامتناهية التي أحبّنا الآب من خلالها إذ بذل نفسه من أجلنا هنا بابنه الوحيد، تعطينا الجمال المتحوّل للإنسان المُفتدى الذي يُشارك في فصح يسوع.
تجدر الإشارة إلى أنّه وفي شهر أيلول من عام ٣٥٥ تكريس المباني التي أنشأها الامبراطور قسطنطين ووالدته القديسة هيلانة، وكانت تشكل ما دعي باسم بازيليك القيامة (أو أناستازيس باليونانية) أو القبر المقدس. وقد تعرضت هذه المباني إلى تغيرات كثيرة على مرّ العصور المتعددة والخاصة. أما الكنيسة الحالية فهي تجمع بين ما تبقى من المباني القسطنطينية والبناء الذي أنشأه الصليبيون لاحقاً. وهي تجمع تحت سقف واحد مكاني الجلجلة والقبر الفارغ، وهو أمر يرمز إلى الرابط غير المنقسم ما بين موت الفادي وقيامته من بين الأموات.