أنت هنا

تاريخ النشر: 
الثلاثاء, يناير 26, 2021 - 10:31
 
 
 الأبن الشّاطر في لقاء "عائلة مريم" حيفا - 25.1.2021. 
 
كلمة قدس  الأب بولس أرملي 
 
 
"نحن في فترة التهيء للفصح وقيامة المسيح من بين الأموات.. 
وهي فترة العودة لله والتوبة عن الخطيئة .. 
نشدد على امرين في حياتنا في هذه الفترة وهما
التوبة الصادقة من القلب والاعتراف بالخطايا .. الكاهن يعطي الحلة باسم الثالوت الاقدس  وهذه رحمة عظيمة من الله .. 
في النص ثلاث شخصيات : الاب الرحوم , الابن الشاطر والابن الأكبر ..
 الاب الرحوم هو الأب المحب المبادر تجاه اولاده المعطي حتى أنه جاد بابنه .. 
محبته لنا محبة أبدية رغم تشويه الانسان صورة الله الانسان الذي خلقه الله على صورته شوه هذه الصورة بانغماسه في مغريات العالم والأرضيات ..
لم يعرف الابن ان سعادته في بيت ابيه وعندما خرج عن طاعة ابيه بحريته ادرك ذلك.. 
وهكذا الله لا يجبرنا على شيء ولا يحد حريتنا ويترك لنا الباب مفتوحًا .. والابن الشاطر اخذ بحريته حصته في الميراث ثم بذرها مع الزواني وفي المغريات الارضية .. إلا أن رحمة الله لم تتركه فهو حتى في عز تلك الفترة كان  يرجع لنفسه مما جعله يعود الي بيت ابيه .. 
في هذه الفترة فترة الصوم المبارك يجب ان نطلب التوبة من كل قلوبنا..
وهذا المثل اليوم هو لوحة عن الرحمة .. الله حاضر في شخص الأب .. 
والابن الشاطر  يمثل العشارين وهم اناس خطأة كانوا يجبون ما لا يحق لهم..
ونجد في شخص الابن الاكبر الفريسيين والكتبة .. 
ويدل النص على ان العشارين والخطأة يسبقون إلى الملكوت ..  
الموقف السليم الذي نحن مدعوون اليه هو الفرح لعودة الأخ .. 
الله يريد ان يقول لنا ان الخلاص هو لكل انسان أيًّا كان هذا الانسان .. عشار  .. خاطىء.. وثني .. 
 
هم الأب هو التئام العائلة مع بعضها البعض ..
الابن الاصغر خرج عن الشراكة ..
والله يريد له ان يعود وأن يجتمع الجميع لنكون في شركة مع بعضنا البعض بوحدة ومحبة .. 
العيش خارج البيت هو موت والعودة اليه حياة.. 
عندما عاد الابن لابيه بقلب صادق عادت الحياة والراحة والسعادة له وللبيت .. 
الابن يبقى ابن لو ذهب إلى اخر بقعة في العالم 
عندما عاد غمره الاب والبسه حلة والخاتم  الذي يرمز للسلطة في بيت الاب ..
والفرحة الكبيرة كانت عند ذبح العجل المسمن الذي يذبح في المناسبات الخاصة فقط..  
الاب يخرج لملاقاة ابنه هو المبادر لاعادته للحظيرة 
كما وذهب ايضا للابن الاكبر الذي غضب 
ليعيد الجميع الى الشركة الواحدة.. 
الله هو الذي يغفر مهما كانت الخطايا عندما نعود بقلب منسحق وصادق .. يغفر لنا وينسى كل شيء..
حضور الله في حياتنا هو داع للعودة المستمرة اليه .. 
(حضوره الدائم يهون عودتنا اليه )
نطلب من الله فضيلة التواضع (نص العشار )
والتوبة الصادقة (في هذا النص) والغفران في فترة الصوم هذه لنبدأ صفحة جديدة معه.. آمين".
 
(تلخيص أحلام أشقر خليل، مشكورة).