أنت هنا

تاريخ النشر: 
الأربعاء, أبريل 17, 2024 - 22:41

احتفل الليلة الماضية بإشهار كتاب قدس الأرشمندريت الدكتور أغابيوس أبو سعدى، بعنوان "المسيحيون الفلسطينيون". وحضر هذا الاحتفال سيادة المطران يوسف متى الموقر، ولفيف من الكهنة وجمهور من أبناء رعية الروم الملكيين الكاثوليك، وأبناء حيفا من مسيحيين ومسلمين.

واستهل الاحتفال سيادة المطران يوسف متى السامي الاحترام بقوله: إن هذا الكتاب هو ثمرة أبحاث أجراها قدس الأب أغابيوس، ويعود فيها إلى التاريخ العريق، وينبش في الآثار والمصادر المختلفة، كي يحقق هذه الدراسة التي ستبقى شاهدا على هذا التاريخ العريق. ونحن هنا في هذه الأرض المقدسة رغم الصعوبات والتحديات تبقى هذه أرضنا وهذا وطننا وهذه كنائسنا وكتبنا المقدسة لكل أطيافنا دون تمييز.

وقال الأرشمندريت أبو سعدى: رأيت أنه من واجبنا التواصل مع التاريخ من أجل الحاضر وبناء المستقبل. ولا أنظر إلى التاريخ لأبقى أسيرا له، بل لأتعلم منه وآخذ العبر، وأسير في واقعي الذي أعيشه، وأحضر لمستقبل أبنائنا وبناتنا ليتجذروا أكثر في أرض آبائهم وأجدادهم، الأرض التي داسها السيد المسيح برجليه المقدستين، وبشر فيها وعاش فيها، وأعطانا وصية ألا نترك هذه الأرض التي فيها تجسد ومنحنا سر الخلاص.

ومضى يقول: لقد حاولت التطرق إلى مواضيع تتركز بالمسيحيين الفلسطينيين، والمسيحية العربية المشرقية. فأنا ابن هذا الشرق. كما أن الأكثرية لا تهتم بتواجد الأقلية، هذا ما نراه بوضوح في تهميش الدور المسيحي، وكأن المسيحيين لم يكونوا يوما أبناء هذه الأرض. والتركيز في الكتاب يبدأ من القدس. فالأديب الكبير ميخائيل نعيمة ابن دار المعلمين في فلسطين، كتب عن الجمعية الفلسطينية الأرثوذكسية، قال في رده على مذيع في التلفزيون السوري، وكان يتحدث عن مكانة القدس ومنزلتها لدى المسلمين قبل المسيحيين، فأجاب: إنها مثل الحرمين الشريفين عند المسلمين، إن كان للمسلمين حرمين وتعتبرهما مقدسين والقدس ثالثهما، فأنا أؤكد لك، أن ليس للمسيحيين في كل العالم إلا القدس. فهي كعبتهم الوحيدة وهي بوصلتهم، وهي موطن مسيحهم.

وأضاف: نرى في الكتاب النضال الوطني الفلسطيني، وكيف تم استثناء المسيحيين منه. والقراءة النقدية للذات، ويجب بناء رؤيا مسيحية للواقع الذي نعيش فيه. والسيد المسيح أعطانا الوصية قبل انطلاقه إلى الآلام، أن أحبوا بعضكم بعضا كما أنا أحببتكم، ووصية أن تكونوا واحدا كما أنا والآب واحد.

وهنا في الشرق ولدت المسيحية وولدت الرؤيا المسيحية، واليوم نجد اختلاطا مباركا بين أبناء الكنائس، ولكننا نواجه خطرا كبيرا وهو أفواج هجرة للمسيحيين من الشرق عموما ومن فلسطين خصوصا، وضرورة تثبيت هؤلاء المسيحيين في أرضهم.. وتثبيت انتمائهم إلى بلادهم. وكثيرا ما ننسى أن الهوية الدينية يجب أن تأخذ دورا في الانتماء، الذي هو أعمق من الهوية المدنية.