أنت هنا

تاريخ النشر: 
الاثنين, يوليو 27, 2020 - 14:53
 

إحنا تي في يستضيف المطران يوسف متّى

 

استضاف تلفزيون إحنا تي في الذي يبث برامجه من الناصرة، سيادة المطران يوسف متّى، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للملكيين الكاثوليك، وذلك ضمن برنامج شطرنج الذي يعدّه ويقدّمه الإعلامي وائل عواد. وأجرى الإعلامي عواد حوارا مسهبًا مع سيادة المطران متّى حول شؤون الساعة، والمتعلقة بقضايا تشغل الهمّ العام في هذه البلاد، والكنيسة بشكل خاص. واستعرض سيادة المطران متّى سيرته الذاتية، واهتماماته العلمية واللاهوتية والكنسية، والتي أفضت إلى انتخابه لمنصب مطران على الأبرشية العكاوية، وأنه وضع نصب عينيه برامج ومشاريع عديدة من شأنها أن تعود بالفائدة لصالح الكنيسة.

وردا على سؤال عمّا إذا كانت جائحة كورونا قد غيّرت حياتنا، ونحن نلتزم بقرارات وزارة الصحة الإسرائيلية، وإغلاق الكنائس وما يتّصل بذلك، أجاب سيادته أنه أوصى بإغلاق الكنائس وإقامة الصلوات والقداديس بدون جمهور المصلين، وذلك تماشيًا مع قرارات السلطات الحكومية التي فرضت شبه الإغلاق في كافة أنحاء البلاد، لأن هدف هذا الفيروس هو الانسان، ونحن لا نعرف مصدر العدوى الذي يأتينا من أي إنسان، ولذا فإن الخطورة تكمن هنا، وليس في مبنى الكنيسة. ولذلك أغلقنا الكنائس حفاظًا على سلامة المصلّين وسلامة الجمهور عامة. وبالتالي فإن هذا الإغلاق تمّ بمسؤولية وحكمة، واتباع وسائل الحيطة والحذر إزاء هذا الفيروس الذي أشغل العالم برمّته. ولذلك تقتصر الصلوات الطقسية، كالعمادات والجنازات والأكاليل ضمن العائلة المصغرة فقط. كما لن تفتح القاعات بجانب الكنائس للتعازي أو لممارسة أي فعاليات على مستوى الجمهور. 

وتطرّق سيادة المطران متّى إلى دور رجال الدين في التأثير الاجتماعي على الجمهور، إذ لوحظ تراجع في السنوات الأخيرة، في هذا التأثير. وينعكس هذا الانحسار بالمقابل على تزايد مظاهر العنف في المجتمع، فقال إن معالجة وطرح الحلول لظاهرة العنف في المجتمع لن يحلها فقط رجال الدين، علمًا أنهم يقومون بواجبهم بالشكل الصحيح، وأن هنالك عدد من الكهنة الذين يواكبون هذه الأحداث ويعملون مع أخوة لهم من المسلمين، ذوي التأثير الاجتماعي والديني، للتصدي لآفة العنف في بعض القرى في الجليل. هذا ناهيك عن أن هذا من واجب الشرطة، وهي التي ينبغي أن تهتم بالحد من الجريمة والعنف عمومًا. كما أن العنف يتمثل بعدة جوانب، كالقتل، والتعنيف، والعنف الأسري، وغير ذلك، وأن رجال الدين الذين يعظون في دور العبادة، يوجهون مواعظهم للمؤمنين، وهؤلاء ليسوا هم الذين يمارسون العنف، بل الجريمة تكمن في أشخاص يعيشون في المجتمع كجمهور عام، وهؤلاء هم خارج إطار الكنيسة مثلا.

وأوضح سيادته في سياق رده على سؤال حول صفقات البيع التي تتعرّض لها الأوقاف المسيحية، أن الكنيسة تحظر مبدأ بيع الأوقاف، وهذا واضح في القانون الكنسي وهنالك قرارات حديثة تمنع هذا الامر، لأن الأوقاف هي أملاك أوقفها أشخاص لصالح الكنيسة، وأصبحت الكنيسة مؤتمنة عليها، فلا يجوز التفريط بها، بل ينبغي إدارتها على الوجه الأكمل. وهناك أوقاف تابعة للكنيسة أو للرهبانيات في البلاد والخارج، التي تحصل على إذن خاص من الرئاسة الدينية لكي تتصرف بهذه الممتلكات لصالح الكنيسة. وكل كنيسة تعرف منظومتها القانونية وتطبّقها بموجب هذه القوانين والأنظمة. فهدف الاوقاف بشكل عام ثلاثة: خدمة العبادة والاسرار، خدمة المحبة، ومساندة عمل الكهنة وخدمتهم. 

وتحدّث سيادة المطران متّى عن المدارس الأهلية وما تعانيه من شحّ في الميزانيات وصعوبات في القيام بواجبها التربوي والعلمي. وأنحى سيادته بالمسؤولية على عاتق بعض الوازرات، التي قدّمت وعودا كثيرة قبل أربع أو خمس سنوات، ولكنها لم تفِ بكامل تعهداتها. وأضاف أن المشكلة متعلقة بأن المدارس وكل مؤسسات الكنيسة تحظى باستقلالية معينة عن منظومة الحكومة، ولذلك فهالدف من التقييدات وعدم توزيع الحقوق بشكل مساوٍ، كما هو الحال مع المؤسسات الدينية اليهودية، هو لوضع يد السلطات على المدارس وإدارتها كما يحلو لها. والكنائس لا تقبل، ولا توافق أن ترهن المدارس التابعة لها بأيدي سلطة غير دينية، وذلك لحساسية الموضوع. 

وأشار سيادة راعي الأبرشية ردا على سؤال حول الاعتقاد بأن هذا العام 2020 يحمل رسالة من الله سبحانه وتعالى للبشرية، بهذه الأمراض والأوبئة، أم أنهّا دورة الحياة، فيها الجميل وفيها المُر، فقال سيادة المطران إن الله مصدر الخير وليس مصدر الشر، وهو يريد الخير للإنسان لأنه يعمل على خلاصه، ولكن العوائق هي من الإنسان الذي ربما لم يحسن استعمال حريته، أو استخدام تفكيره الحرّ في إدارة شؤونه الحياتية، فتأتي هذه الشرور لتضع الإنسان أمام تحديات ينبغي العمل بها، وهي العودة إلى الله الخالق والعمل بوصاياه. ومضى يقول، نحن بحاجة للعودة إلى قيم الحياة الأساسية، ووضع أولويات جديدة في حياتنا، وعلى العلم أن يسير مع الإيمان، ذلك أن الإنسان بطبيعته هو بحلجة ماسة إلى هذين البعدين في حياته. 

واختتم سيادته هذا اللقاء بالإشارة إلى النهج الجديد المتّبع حيال النشاط الإعلامي في الأبرشية، وأنه انطلاقا من خبرته علوم الحاسوب فقد أنشأ موقعا للأبرشية يغذّيه عدد من الأخصائيين في المجال الإعلامي، وهو يظهر الصورة الفعلية والحقيقية لنشاط راعي الأبرشية والكنائس والرعايا. ورغم أن الموقع حديث العهد، إلا أنه يخطو خطوات جيدة بمسيرة الإعلام، والتي قد تؤدي إلى إقامة إذاعة ومحطة تلفزيونية خاصة بنا، هذا في المستقبل الذي يجب الإعداد له جيدا.