للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال بشارة بطرس الراعي الذي عبر عن ثقته بأن يد الله ستقود اللبنانيين على الرغم من الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد. وكان رئيس الحكومة حسان دياب قد دعا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء في أعقاب تجدد التظاهرات في بيروت وباقي المدن اللبنانية، وعُلم أن المصرف المركزي اللبناني قرر ضخ المزيد من الدولارات في الأسواق وخفض سعر الصرف من أجل احتواء الأزمة، حسبما أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، مشيرا إلى أن سعر صرف الدولار سينخفض دون عتبة الأربعة آلاف ليرة لبنانية ليصل إلى ثلاثة آلاف ومئتين، في وقت تم فيه التداول بالدولار مقابل خمسة آلاف ليرة لبنانية في السوق السوداء. ويؤكد بعض المراقبين أن لبنان يمر اليوم بأسوأ ركود اقتصادي يشهده منذ الحرب الأهلية التي اندلعت في العام 1975 وانتهت في العام 1990. ولم تخل التظاهرات من عمليات التخريب التي طاولت فروع المصارف وعددا كبيرا من المتاجر، كما أقدم المتظاهرون على إحراق الإطارات وقطع الطرق.
مما لا شك فيه أن البطريرك الراعي رفع صوته في أكثر من مناسبة داعياً الحكومة للإصغاء إلى مطالب الشارع، وأكد في حديثه لموقعنا الإلكتروني أن الوضع السياسي معقد على الصعيدين المحلي والخارجي، موضحا أن الكنيسة تسعى إلى التعامل مع المشاكل الاجتماعية باستمرار، وتقوم بتلبية الاحتياجات الغذائية للعديد من العائلات في مختلف المناطق اللبنانية. وأضاف الراعي أن نصف سكان لبنان يعيشون اليوم دون عتبة الفقر، ويعانون من البطالة.
وشدد غبطته على أن ما يهم هو وحدة اللبنانيين، لافتا إلى أن الكنيسة تعلق على الشبان آمالا كبيرة. ختاما، وفي سياق حديثه عن التظاهرات، ذكّر بالحق المشروع في المطالبة بفرص العمل ولقمة العيش وأشار إلى أن الاحتجاجات لا تخلو من المندسين الذين يسعون إلى النيل من طابعها السلمي. واعتبر غبطته أن مواجهة هذه الأزمة تتطلب حلولا عادلة لا بد أن يبحث عنها السياسيون.