أنت هنا

book-bible-wedding-ring-heart-love.jpg - Pxfuel
تاريخ النشر: 
الأحد, مايو 10, 2020 - 23:35
 
 
سر الزواج يعتمد على القرار الحُرّ دون أي ضغط من أحد
 
سيادة المطران يوسف متى يقول إن سر الزواج يعتمد على القرار الحُرّ دون أي ضغط من أحد.
تحدث سيادة المطران ضمن سلسلة أحاديثه مع الاخ نبيل أبو نقولا في راديو مريم الناصرة، حول موضوع سرّ الزواج. وقال إن المعنى الإنساني، الأخلاقي واللاهوتي لسر الزواج ينطلق من الكتاب المقدس. وبالنسبة لنا اليوم فقد اتخذنا بعض الآيات من العهد القديم، وبعضًا من العهد الجديد، وزادت عندنا مظاهر العولمة التي نغالي فيها.
ومضى يقول من أهم فترات الزواج هي المعرفة، أي أن يعرف المُقبل على الزواج كل ما يتعلق بهذا السر، ويعرف شريك حياته، وأن يختبره في كثير من المواقف، وبالتالي يقرر، ويكون قراره نابعا من معرفة وإرادة حرّة دون أي ضغط من الأهل أو من المجتمع. 
وأشار سيادة المطران متى إلى أن الزواج بحاجة إلى تحضير، عن طريق المشاركة بدورات الخطّاب، التي تمنح العروسين المعرفة الأساسية، طبعا غير كاملة، ولكن بمقدار ما يفيد في الحياة اليومية لهؤلاء الذين يستعدون كي يعيشوا مع بعضهم، والحديث عن أمور حياتية تهمهم في بداية حياتهم الزوجية. ولهذا التحضير أهمية كبيرة، يقول سيادته، حتى القانون الكنسي يتطرق إلى هذا الموضوع، ويقول في مجال الاهتمام الرعوي، أنه يجب على الرعاة أن يحرصوا على تأهّب المؤمن إلى حالة الزواج، فهي حالة ووضع جديد سيدخله المقبل إلى الزواج، وذلك لدخول شخص آخر في حياته، ويشاركه في الآراء، ولذا يعطينا القانون الكنسي بعض الإرشادات التي تهمّنا بهذا المجال. وبموجب القانون الكنسي يمكن الزواج لكل شخص بلغ سن الرابعة عشرة وما فوق، بينما القانون المدني لا يجيز الزواج لمن هم أقل من سن الثامنة عشرة. وفي هذا الأمر يحترم القانونُ الكنسي، القانونَ المدني. وكذلك موضوع التعليم للمراهقين والراشدين لكي يعيشوا الحياة التي تواجههم. وبالتالي هم سيوظفونها في حياتهم اليومية، وخاصة بالعلاقة مع شريك الحياة. 
والزواج المسيحي في الكنيسة يتعلق بالواجبات والحقوق كل زوج نحو الآخر، إنجاب البنين بالعلاقة الزوجية، كل هذا يدخل في مجال الإرشاد الذي تعطيه الكنيسة ضمن دورات الخطّاب. وكذلك الحالات الاجتماعية، التدبير المنزلي، رصد الأموال وصرفها بالشكل المفيد لأجل خير العائلة المصغرة أولا، ثم الجميع. هذا إلى جانب الناحية العائلية، كيف تصبح أبا أو أما، أو زوجا صالحا، والأمور الأخلاقية كاحترام الآخر، وسائر المجالات الأخلاقية بمعاملة الإنسان لأخيه الإنسان، وكم بالحري التعامل مع شريكة حياتك، بالمحبة والأمانة والاحترام، وتبادل الآراء والحوار البناء. 
وأكد سيادة المطران متى على أن الكنيسة تضع بين يدي الرعاة والمسؤولين عدة أمور ليتمكنوا من معالجة الشؤون العائلية للأزواج الشابة، وبين الطلاب الجامعيين الذين يتابعون دروسهم قبل الزواج أو بعده، لأن الكنيسة هي الأم والمعلمة، وهذا يدخل ضمن التثقيف في دورة الخطاب، والمرحلة الأولى من الزواج. 
ولا تكتفي الكنيسة بدورة الخطاب، بل يتقدم الخطيبان للاستجواب، وهو بمثابة سر الاعتراف، وهذا اللقاء يتضمن أسئلة متنوعة ومحادثة، مما يزيد معرفة الراعي بالخطيبين. كما يرشدهما إلى حالات الزواج التي سيدخلانها.
وتحدث سيادة المطران متى عن قانون آخر يتطرق إلى الأطر المناسبة للاحتفال بسر الزواج، كالابتعاد عن كل ما يهدد صحة الزواج، ورتبة الزواج وسلامة الإكليل، لأننا نجد في حالات معينة، أن العروسين ينتبهان لمسائل جانبية كالزينة والأزياء والمظاهر الخارجية، ولا ينتبهان إلى أهمية السؤال الذي يسأله الراعي أولا، هل تريد برضاك واختيارك.. إلى آخر السؤال المهم والمصيري والحاسم، ربما الجواب لا يكون حقيقيا. 
ما يتعلق بدورة الخطاب وموضوع الزواج، لكل رعية برنامج، ومختصون من آباء كهنة وعلمانيين الذين ينتقلون بين الرعايا لتعليم الخطاب في هذه الدورة. ونحن بصدد إعادة إنشاء لجنة العائلة في الأبرشية، التي ستضع برنامجا واضحا لتعليم الخطاب ويتم تعميمه على كل الأبرشية. 
وتطرق سيادته إلى موضوع يتعلق بالناحية السلبية من الزواج وهو الزنى، فهل هذا مشابه لحالات الزنى في العهد القديم؟ وكيف تنظر الكنيسة إلى هذه المسألة، ولذا تقول الكنيسة عن الزنى هو ليس العلاقة الجنسية خارج إطار الزواج فقط، بل هو خيانة العهد، عهد المحبة، فعندما يخطئ الشعب إلى الله ويخون العهد مع الخالق هذا يعتبر زنى، ولذا فإن خيانة عهد الزواج بين الزوجين تعتبر زنى. ويمكن أن تكون خيانة عهد مع شخص آخر، حتى لو لم يرتبطا بسر الزواج، فهذه خيانة عهد الإنسانية. وللزنى البُعد الجسدي والبعد الكتابي. ولذا فإن النتائج المترتبة على هذه الخيانة، والتي يتطرق إليها القانون الكنسي، تحمل تفسيرات أخرى ينبغي دراستها، وهذا ليس مجالنا الآن. وشهدنا كثيرا من حالات الزنى التي عالجناها، بأن المحبة تغلبت على طبيعة العلاقة بين الاثنين، وتغلبت الروح المسيحية على المشكلة، وعاد كثير من الأشخاص إلى حياتهم الزوجية، بفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الزوجين.