أنت هنا

تاريخ النشر: 
السبت, أكتوبر 31, 2020 - 12:34
 

جماعة "سلام" الكاثوليكية تحتفل ب- 20 سنة على تأسيسها

 

احتفلت جماعة سلام الكاثوليكية بمرور 20 سنة على تأسيس هذه الإرسالية في حيفا. وأقامت الجماعة احتفالاتها يومي السبت والأحد الماضيين في مقرّها الجديد، حيث عرض الاحتفال ببث حي ومباشر عبر الفيسبوك واليوتيوب وتطبيق zoom. 

ويقول مرسيلو دافي مسؤول الجماعة في حيفا منذ 17 سنة من التكريس: تلقينا دعوة من سيادة المطران بطرس المعلم، الذي كان رئيس أساقفة البرازيل، ثم مطرانا على أبرشية الجليل، وقد جئنا من البرازيل كمرسلين للخدمة في الكنيسة، ونحمل رسالة تبشيرية. وأضاف، بدأنا نشاطنا كجماعة في الرامة أولا عام 2000، تعلمنا اللغة وخدمة الكنيسة، كما خدمنا في المطرانية في عهد المطران الياس شقور، وبعدها في ملجأ العجزة في عسفيا. ثم انتقلنا إلى شارع أللنبي وفتحنا مركزا للتبشير، ومجموعة للصلاة، ومارسنا نشاطات للشبيبة، وأخذنا نستقبل الناس للصلاة ولقاء المرسلين، وكان منهم علمانيون ومكرسون للبتولية وبينهم متزوجون. زرنا البيوت وتعرفنا على الأهالي في الرامة وعسفيا. وأصبح كل شخص يحضر شخصا آخر للاجتماعات واللقاءات.

ويمضي مرسيلو قائلا: أقمنا حتى الآن مهرجان هللويا 4 مرات وهذه المرة الخامسة. إذ شاركت فرق موسيقية وترانيم وتراتيل وجوقات التي قدمت عروضا فنية، وعادة نختم المهرجان بالسجود للقربان المقدس. كما نظمنا أياما ترفيهية، وأصبح الناس يطلبون أن نزورهم في البيوت ونصلي لأجلهم، ونعطيهم خبرة ليسوع حي. وأقمنا مجموعات الصلاة، ومجموعات العودة إلى الكنيسة. 

أما حيفا فهي مركز المكرسين ومجموعات الصلاة، حيث مارسنا نشاطنا بالتعاون مع جماعة الحياة، لأننا كمرسلين نأتي من الخارج، ونسكن في البيوت بحياة جماعية، وجماعة عهد، وهؤلاء مكرسون لا يتركون عائلاتهم، بل يعيشون في بيوتهم بحياتهم العادية، وعندهم مشاركة جماعية والتزامات يومية روحية مع الجماعة، وهكذا يتبعون يسوع المسيح وإنجيله وسط حياة عائلية ونشاطات مهنية. فنحن جماعة الحياة نعيش من العناية الإلهية التي تظهر عن طريق تبرعات من الناس، وهم يتكرمون علينا بسخاء، ومن خلالهم يمنحنا الله كل ما نحتاجه. فهذه الجماعة لخدمة الكنيسة فقط. 

ويتطرّق مرسيلو إلى برنامج الجماعة اليومي، ويبدأ بصلاة الصباح والتأمل حتى الظهر، وبعد الظهر والمساء والليل نعنى بالأمور الإدارية للجماعة والخدمة والشغل، والاجتماعات ومعالجة الأحداث، والقيام بالرياضات الروحية.

ثم يستعرض الصعوبات التي واجهتها الجماعة، فيقول إن المرسلين يتعلمون اللغة أولا، والالتزام مع الناس، ونحاول أن نقدم للجمهور خبرة حقيقية مع يسوع. لأننا لاحظنا الناس متعطشون لمعرفة حقيقة الله ومن هو يسوع. ومن الصعوبات التي تعترض الجماعة هي التعامل مع الذين يرفضون الاستماع إلى كلمة الله. 

ويعود مرسيلو بالذاكرة إلى كيفية نشوء هذه الجماعة في العالم فيقول: مؤسس الجماعة هو مويزيس أزافيدو من بلدة في شمال البرازيل تدعى فورتاليزا وذلك في عام 1980، عندما زار البابا القديس يوحنا بولس الثاني هذه البلدة، فطلب المطران من مويزيس أن يشارك بتقديم هدية للبابا وقت التقادم أثناء القداس. وسأل المطران أي هدية سأقدم؟ فأجابه يجب أن تختار. وهنا قرر بعد تفكير أن يقدم نفسه للبابا لأجل التبشير. فكتب رسالة وسلمه إياها وقال فيها إنه يقدم نفسه للكنيسة. وهكذا كرّس نفسه لتبشير الشباب. وفي غضون سنتين، ابتكر فكرة فتح مطعم في البلدة ليكون مركزا تبشيريا. ولقيت الفكرة استحسان الجميع، من شباب وبالغين ورجال ونساء، وتأسست مجموعة الصلاة الأولى، وأصبح الشباب يخدمون في المطعم ويبشرون. وأقاموا لهم كابيلا في المطعم، ومبيتا وقاعة صغيرة للاجتماعات. فتركت الجماعة كل شيء وتفرّغت لخدمة الكنيسة.

وهكذا انتشرت الجماعة في مدن مختلفة في البرازيل، ومنها انطلقت إلى روما، وبعدها إلى الأرض المقدسة. وهي منتشرة اليوم في أكثر من 30 دولة في العالم. وقد افتتحنا هذه السنة مركزا في نيويورك، وسنفتح في تايوان ولشبونة في برتغال، هذا عدا عن أن الجماعة موجودة في تونس، الجزائر، فرنسا وغيرها. وكنا بحاجة لموافقة رسمية من الكنيسة في الفاتيكان، وفي عام 2007، قرر البابا بنديكتوس، أن يمنح الموافقة الحبرية لكنسية الجماعة واعترافا بقوانينها. 

وأردف مرسيلو قائلا: تعتمد مبادئنا على ثلاثة أسس: الأول هو التأمل، وهي حياة الصلاة وخدمة الرب، وكل يوم يجب الصلاة بحميمية مع الله ودراسة الإنجيل المقدس وحضور القداس وصلاة المسبحة والسجود للقربان. أما الأساس الثاني، فيتمثل بالوحدة فيما بيننا والمشاركة والحياة الجماعية المكثفة، من خلال المعيشة المشتركة. و الأساس الثالث هو التبشير، فالجماعة وجدت للتبشير، ونحن نستخدم كل الطرق والوسائل لخدمة التبشير. مثل الرهبانيات التي تختص بالمدارس أو خدمة الكنيسة أو المستشفى، خدمتنا هي تبشيرية، كما نزور المدارس، ونقيم نشاطات للشبيبة، وها نحن نتطور وننمو. لقد ازداد عددنا في المراكز التي افتتحناها، ففي حيفا أصبح عدد جماعة الحياة 8 مرسلين. وجماعة العهد 7، ومجموعة صلاة حيفا 18. وفي شفاعمرو: مجموعة الصلاة 13. أما في الناصرة فإننا نتعاون مع بازليك البشارة والرهبان الفرنسيسكان، وعدد المرسلين 9، وهم يستقبلون السياح، ويخدمون في فعاليات كنيسة البشارة مثل درب الشموع. لدينا أيضًا مجموعة صلاة هناك. كنا نود توسيع نشاطاتنا أكثر، لكن في هذه الظروف وبسبب كورونا، قمنا بفعاليات عن طريق الإنترنيت، مثل مسيرة الروح القدس التي اشترك فيها معنا 42 شخصا. 

وأشار مرسيلو إلى الاحتفال بمرور 20 عاما على التأسيس وإقامة مهرجان هللويا، وأن هذا الاحتفال أقامته الجماعة بواسطة الإنترنيت، فيسبوك ويوتيوب وزوم.. ليومين تحت عنوان "هللويا سبحوا الله بفرح"، وشعاره "امتنان، فرح وتسبيح": 

السبت 24/10 - افتتحه كل من المؤسس موزيس أزيفيدو والمؤسسة المشاركة ماري إمير نوغيرا بكلمة ترحيب ومعايدة، ثم شارك معنا المرتلون والمرنمون في الكنيسة مثل رباب زيتون، وحركة الصلاة في التخنيون واسمها UCO، وحركة الفوكولاري، وخدمة الموسيقى من إرسالية حيفا، وفرقة من البرازيل اسمها "مرسلو السلام"MSH-. كما تضمن الاحتفال صلاة شكر وتسبيح بفقرات من السجود للقربان المقدس، وعرض لشهادات حياة لبعض الإخوة من الجماعة، الذين كانوا جزءا من هذا التاريخ طيلة 20 عاما، أي منذ وصولها إلى الأراضي المقدسة، وشهادات لأخوة اليوم الذين هم جزء من هذه الإرسالية في حيفا. ومن جماعة حياة وعهد.

الأحد 25/10 - احتفلنا بالقداس الالهي لجماعة سلام وقد ترأسه سيادة المطران يوسف متى، وبعد القداس أجرينا لقاء مع كل الجماعة في البلاد بتطبيق الزوم، كما شارك المرسلون السابقون أيضا من البرازيل. التقينا كعائلة سلام عبر تطبيق zoom لنحتفل ونسبح الرب على كل عجائبه والثمار التي قدمها لنا كجماعة، لأجل التبشير وخلاص النفوس. بالإضافة إلى مشاركة عدد من شهادات الحياة والخبرات الشخصية من بعض الأخوة في الجماعة. 

ويستذكر مرسيلو قدوم الجماعة إلى حيفا ويقول: في عام 2014 لقد أقفلنا المقر في شارع أللنبي التابع للمطرانية، وأصبحنا نقيم اجتماعاتنا في البيوت ولم يكن لدينا مقر ثابت، حتى وجدنا مركزا في شارع إلياهو هنافي 6، في البلدة التحتى، واتخذناه مقرا لنا منذ سنتين، وهو تابع لرهبان الكرمل. مركزنا مفتوح من الساعة 14:00 حتى 22:00 ونقيم البرامج المختلفة فيه. 

ويجمل مرسيلو بالقول: بما أننا تحت مسؤولية سيادة المطران يوسف متى. فإننا نقدم آيات الشكر لسيدنا المطران، وللرعية وجميع الذين استقبلونا بكل حب وأخوة، فنحن جماعة سلام في الأرض المقدسة المحتاجة جدًا للسلام. لأننا نرغب بزرع بذرة السلام والمحبة في قلوب الناس، من خلال سعينا لتغيير العالم، وهذا يبدأ من القلوب.    

ولذلك نشكر الرب على عمله واختياره في حياتنا على المستوى الفردي والجماعي لأجل إعلان بشارة الملكوت والخبرة الشخصية والحية مع يسوع المسيح لكل إنسان ولكل مكان يرسلنا إليه الرب.