أنت هنا
تاريخ النشر:
الاثنين, أبريل 13, 2020 - 11:50
القائمة:
العيد تذكار حيّ.. لماذا نعيّد الفصح؟! تأمّل الصّباح
بقلم الاستاذ جريس سامي أندراوس
لا تتبادل تحيّة العيد التّقليديّة برتابة، أو تحوّلها عن مساقها الطّبيعيّ لتكون مقبولًا اجتماعيًّا فحسب، بل ينبغي عليك أن تكون مدركًا ومتعمّقًا ومؤمنًا في أبعاد هذا التّذكار.
- فنحن متى عيّدنا الفصح، نعيّد لقيامتنا وخلاصنا وحرّيتنا من قبضة الموت والجحيم الّتي كانت مُحكمة علينا بسبب خطيئة آدم وحوّاء وخطايا حياتنا، حتّى تجسّدت محبّة الثّالوث الأقدس، الله الآب والابن والرّوح القدس، الّذي هو في جوهر واحد غير منفصل، في أحشاء العذراء مريم، بيسوع الكلمة الّذي تألّم ومات وقُبر وقام وصعد إلى السّماء في اليوم الثّالث إلى حيث هو منذ الأزل.
- فنحن متى عيّدنا الفصح، نعيّد لحياتنا الأبديّة مع الرّبّ القائم من الموت، يسوع المسيح.
- فنحن متى عيّدنا الفصح، عيّدنا لعبورنا من الموت إلى الحياة.
- فنحن متى عيّدنا الفصح، ندرك أنّ يسوع المسيح ليس مجرّد قصّة تاريخيّة تُحكى، أو فيلمًا سينمائيًّا مؤثّرًا وذكيًّا، كبطل اسمه يسوع جاء وخلّص شعبه وكانت النّهاية سعيدة رغم أوجاعها!
- فنحن متى عيّدنا الفصح، نؤمن بأنّ هناك إلهًا مُحبًّا وخالقًا عظيمًا، نزل من عرش سمائه، بصورة فعليّة وحقيقيّة ليُشبهنا في كلّ شيء إلّا في الخطيئة!
- فنحن متى عيّدنا الفصح نشهد بأنّ يسوع المسيح نور من نور، إله حقّ من إله حقّ، مولود غير مخلوق.
- فنحن متى عيّدنا الفصح، نعرف حقّ المعرفة أنّ دعوة الله، برحمته المطلقة، لا تزال مفتوحة وتدعونا بشكل شخصيّ، وتدعو البشريّة جمعاء، دون تمييز، إلى التّوبة الحقيقيّة، والإيمان بالرّبّ يسوع المسيح مخلّصًا شخصيًّا لها، ليكون لها الخلاص الأبديّ.
- فنحن متى عيّدنا الفصح، علينا أن نشهد أمام العالم، للمسيح الرّبّ مخلّصًا وحيدًا للبشريّة - جبلة يديه الأقدس.
- فنحن متى عيّدنا الفصح، ينبغي أن نظلّ على مدار الأيّام والسّنين في هذا التّواصل والإيمان والبشارة، لا أن نستفيق في الأعياد فنرنّم، ونفخر بشجونا وقدراتنا الصّوتيّة، ونعايد ثمّ ندخل في سبات روحيّ، نصحو بعده في موسم العيد القادم.
- فنحن متى عيّدنا الفصح، علينا أن نكون عملة أمناء في حقل الرّبّ، وجندًا مخلصين لمحبّته، عاملين معه في جمع الخراف الضّالة، والنّفوس التّائهة لخلاصها ونيلها إكليل الخلاص الأبديّ.
- فنحن متى عيّدنا الفصح، نعي ونؤمن وننظر إلى موطن خلقنا الأصليّ ومردّنا الحتميّ إليه، فلا ندّخر بعد للأرض، بل نكنز للحياة الأبديّة، باتّباع وصايا الرّبّ وتعاليمه، ووصيّته العظمى بأن نحبّ بعضنا بعضًا.
- فنحن متى عيّدنا الفصح، ندرك حجم الوجع الجسديّ والنّفسيّ والرّوحيّ الّذي حمله وعاناه الرّبّ ونعيشه بالصّلاة والصّوم؛ فآلام الجسد، وآلام الاضطراب النّفسيّ وآلام الرّوح الّتي حملت خطايا العالم بأسره.
- فنحن متى عيّدنا الفصح، لا نخجل بأن نعلن اسم يسوع القدّوس، لا تباهيًا، بل رأفة ومحبّة بالنّاس أخوتنا،
فيسوع الوديع والمتواضع لم يأت ليدين العالم بل ليخلّصه، ونستذكر قول المعلّم: " من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ، فإنّ ابن الإنسان (يسوع المسيح) يستحي به متى جاء بمجد أبيه مع الملائكة والقدّيسين".
- فنحن متى عيّدنا الفصح، نؤمن بأنّ يسوع المسيح هزم الشّيطان الّذي مسكنا وقبض علينا بالموت، وحرّرنا منه بصليبه وقيامته ليعيدنا إلى حالة الخلق والنّعيم الفردوسيّ الأولى، صفحتنا بيضاء ناصعة.
- فنحن متى عيّدنا الفصح، يستوجب منّا أن نعترف بأنّ المسيح الّذي نخاطبه أحيانًا بكنايات الصّديق والحبيب والأخ والأب، هو إله الخليقة كلّها وضابطها بقبضة.
- فنحن متى عيّدنا الفصح، نعرف كيف نتواضع ونغفر ونحبّ ونصبر ونصلّي بصمت وعمق للعالم أجمع.
- فنحن متى عيّدنا الفصح، نؤمن أنّ الموت لا يقدر علينا، وأنّنا سنمثل أمام يسوع المسيح لنقدّم حسابًا عن أعمالنا ووزناتنا في الأرض، هو الخالق والمخلّص والدّيّان في شركة جوهريّة واحدة غير منفصلة مع الآب والرّوح القدس.
- فنحن متى عيّدنا الفصح، نستذكر أجوبة يسوع ونؤمن بها: بقوله: أنا والآب واحد، من رآني فقد رأى الآب، وقوله:
أنا الطّريق والحقّ والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلّا بي.
أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا.
- فنحن متى عيّدنا الفصح، نؤمن بوعد يسوع المسيح الخلاصيّ: تعالوا يا مباركي أبي، رِثوا الملك المعدّ لكم منذ إنشاء العالم.
- ونحن متى عيّدنا الفصح، نحمل إلى العالم محبّة الله الآب بابنه يسوع المسيح، الّذي علّمنا في خطاب الوداع خلال العشاء السّرّيّ: "أعطيكم وصيّة جديدة: أحبّوا بعضكم بعضًا، ومثلما أنا أحببتكم أحبّوا أنتم بعضكم بعضًا، فإذا أحببتم بعضكم بعضًا، يعرف النّاس جميعًا أنّكم تلاميذي".
المسيح قام - أجل، وأقامَنا معه..✝️
دمتم بفرح القيامة والخلاص الأبديّ
محبّتي وصلاتي
جريس سامي أندراوس