يبلغ عدد المسيحيين في العالم وفقاً لاحصائيات 2019، 2.3 مليار شخص، من مجموع 7,632,819.325 نسمة.
اُطلقتْ كلمةُ “مسيحيّ- مسيحيين” منذ البداية على أتباعِ السيّدِ المسيحِ (سِفر أعمال الرسل 11/ 26، 26/ 28، رسالة بطرس الاولى 4/ 16). والجذر اللغوي ياتي من “المسيح”.
المسيحيةُ هي الديانة التي يتبعها المسيحيون في العالم، وتتمحور حول شخص المسيح “كلمة الله الأزلي المتجسِّد”، وحول تعليمه. والتسمية الرسمية لهم في كافة أنحاء العالم وكل اللغات هي “المسيحيون” Christians” وبالسريانية ܡܫܝܚܝ̈ܐ وليس النصارى. وقد استعملها الدستور العراقي عندما تكلم عن المسيحية كثاني أكبر ديانة في العراق بعد الاسلام.
المسيحيون ليسوا نصارى كما دعتهم داعش ووضعت حرف (نون) على بيوتهم، وليسوا “مسيح” كما يسميهم بعض المسلمين. اسمهم الحقيقي “مسيحيون”.
قد يرجع اصل تسمية “النصرانية” الى نذير ـ نصير! وهي حركة توفيقية يهودية، قبِلَت عناصر من العقيدة المسيحية واحتفظت بعقائد وشعائر يهودية. انتشرت بدعة النصرانية في شبه الجزيرة العربية، ومن هنا جاء كلام القرآن عن “النصارى”. وقد رفضتها الكنيسة رسمياً معتبرة إياها هرطقة، ثم اختفت منذ مطلع القرن الثامن الميلادي.
فمن الأصح ان يسمى اتباع الديانة المسيحية بـ” المسيحيين” كما هي حقيقتهم وكما هم يُسمّون أنفسهم ويرغبون، وهم بالتالي يختلفون عن “النصارى”، ولهم الحق في أن يُحترم اسمهم كما هو، ولا حق لأحد ان يفرض عليهم تسمية يرفضونها.
يتوزع المسيحيون اليوم إلى ثلاثِ عائلاتٍ كنسيةٍ كبرى (مذاهب): الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت. هذه كنائس وليست طوائف او مِلَلْ كما سمَّتهم الدولة العثمانية. أمّا التسميات الأخرى: الكلدان والآشوريون والسريان والأرمن والأقباط والموارنة فهي تسمياتٌ قوميةٌ، جغرافية ولغويةٌ وثقافيةٌ.
إن المسيحيين يقيناً ليسوا كفاراً ولا مُشركين، ولا يراودُهم الشكُّ في وحدانيّةِ الله! فمعظمُ صلواتهم تبدأ بـ “باسم الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد، آمين“. وشهادة إيمانهم تقول: “نؤمن بإله واحد آب ضابط الكل، خالق السماء والأرض، وكلِّ ما يُرى وما لا يُرى…”. فإيمانُ المسيحيين بالثالوث لا ينال البتّةَ من وحدانيّةِ الله الذي هو في الوقت نفسه: آبٌ وكلمةٌ (إبنٌ) وروحٌ. ولا يوجدُ مسيحيٌّ واحدٌ يؤمنُ بأنّ المسيحَ وُلِدَ بعلاقةٍ جسديةٍ، بوساطةِ صاحبة!
يقول طريف ألخالدي: “إذا ألقينا نحن المسلمين نظرة على اللاهوت المسيحي لنرى ماذا يفرّقنا عن بعضنا البعض، نرى إن التثليث على عكس ما قد يتصور البعض، هو أهون العوائق بيننا، أما أصعب العوائق فيما بيننا فهو على عكس ما قد يظنه البعض، مسالة صلب المسيح” (اللاهوت المسيحي وعلم الكلام الإسلامي، في “المسيحيون العرب، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت 1982 ص 145).