أنت هنا

تاريخ النشر: 
الأربعاء, مارس 4, 2020 - 14:07

الكنيسة من مدينة نهاريا

بقلم د. كميل ساري

القليل جدا من بيننا يعلم عن وجود كنيسة في مدينة نهاريا، يعود تاريخها الى الفترة البيزنطية. ذلك لأنها محاطة بأسوار وهي ليست معروضة للزوار او السياح. في هذا المقال لمحة عن الكنيسة المميزة واكتشافها.

لمحة عامة

بداية لمحة عن الموقع الأثري الذي في تم العثور على الكنيسة عام 1964: تقع نهاريا الى الشمال من عكا على شاطئ البحر وتمتد الى الشرق من شارع رقم 4، على الضفة الغربية من نهر المفشوخ (المعروف اليوم باسم ناحال جاعتون) وهي تشمل العديد من المواقع والمكتشفات الأثرية من بينها:

  1. المعبد من الفترة الكنعانية
  2. الحُميمة – موقع أثري تبقت منه كنيسة من الفترة البيزنطية
  3. الطريق الرئيسي من الفترة الرومانية
  4. التل الأثري – المتواجد الى الجنوب من المعبد الكنعاني

اما أسماء المواقع فالبعض منها لا زال يحمل الإسم القديم، والبعض الآخر ليس له أسما عربيا او قديما، فتم تسميتها نسبة الى المدينة الحالية. فالتل الأثري سمي "تل نهاريا" لعدم وجود أسم قديم للموقع او اسما عربيا. اما الموقع المتواجد في الشرق من الشارع رقم 5 (في الحي الحالي المعروف باسم كاتسنلسون) فهو يسمى "خربة عيتائيم". والإسم ليس واضحا، إذ ذكر في المصادر التاريخية تحت عدة أسماء: في الماض، تواجدت قرية عربية، الى الجنوب من الموقع الأثري سماها الرحالة فيكتور جرين (عام 1881-1883) باسم "قصر الحج سالم" بينما سُميت القرية في المسح البريطاني (من عام 1881 لكيندر وكوتشنر) باسم "دار الجبخانجي" (Dar el Jebakhanjy)،  بينما سمي في خريطة الإنتداب فتسمى القرية باسم "الحُميمة" (el Humeima). اما الموقع الأثري ذاته فذكره الرحالة جيرن تحت الأسم "خربة الفاخورة" بينما سماه المسح البريطاني "خربة عيتائيم" (Kh. ‘Aiteiyim) – وقد اقترح بعض الباحثين ان المقصود باسم الموقع "عيتا"، إلا ان هذا الإفتراض ليس مثبت تماما.

العثور على الكنيسة

عام 1964، تم العثور صدفة على الكنيسة من الفترة البيزنطية خلال أعمال حفر الأساسات لبناء مركز جماهيري في الموقع بمبادرة من بلدية نهاريا. بداية، تم العثور على جزء من أرضية الفسيفساء، حينها، اعتقد الباحثون أنها جزأ من أرضية من بنى تاريخه الفترة الرومانية. بأعقاب الإكتشاف، قرر رئيس البلدية تغيير المخطط وعدم البناء في الموقع ليتم الحفاظ على الفسيفساء وصيانته. فتمت تغطييت الموقع حتى المبادرة بإجراء حفريات أثرية.

بدأت الحفريات عام 1972، بإدارة قسم الآثار والمتاحف واستمرت حتى العام 1976. خلال التنقيبات، تم التعرف على المبنى وكان من الواضح أنه كنيسة تاريخها القرن السادس ميلادي.

بهدف الحفاظ على مبنى الكنيسة، تبرعت مدينة "بيلفلد" من ألمانيا (وهي المدينة التوأم لمدينة نهاريا ولها علاقات معها)، تبرعت ببناء مبنى كبير فوق الكنيسة. عام 1988 وصلت الموقع نخبة من الخبراء من ألمانيا، الذين قاموا بصيانة أرضية الفسيفساء وترميمها.

مبنى الكنيسة

 مبنى الكنيسة عبارة عن بازيليكا (مبنى مستطيل الشكل يقسمه صفان من الأعمدة)، طولها 28 مترا بينما يصل عرضها الى 17.70 مترا. لها ثلاث مشكاة في طرفها الشرقي حيث كانت المشكاة الوسطى الأكبر من بين الثلاث. تيجان الأعمدة التي قسمت القاعة كانت مزخرفة على شكل نباتات وحملت العارضات الخشبية التي عليها بني سقف الكنيسة. اما جدران الكنيسة فكما يبدو كانت مبنية من الحجارة المحلية (حجارة كلسية).

أما أرضية الكنيسة فكانت مرصوفة بالفسيفساء المزخرف بأشكال النباتات او الأشكال الهندسية بالألوان الأحمر، البني والأبيض. كذلك كانت بعض المقاطع تحمل رسومات لوجه الإنسان او بعض الكانئات الحية، على سبيل رسمة الطاووس بالقرب من منطقة المشكاة المركزية. أما المشكاة ذاتها فكانت مزخرفة بالأشكال الهندسية.

وفقا للمكتشفات الأثرية، فقد هدمت الكنيسة خلال الاحتلال الفارسي (الساساني) عاو 614 ميلادي، ذلك إستنادا الى آثار الحريق الذي شب في الكنيسة خلال تلك الفترة والتي تم الكشف عن بقاياه خلال التنقيبات الأثرية.

الصور المرفقة:

  1. خارطة تشير الى المواقع الأثرية في نهاريا: 1. المعبد الكنعاني، 2. الكنيسة من الفترة البيزنطية، 3. الشارع من الفترة الرومانية، 4. التل الأثري، 5. نهاريا - أوسيشكين
  2. رسم توضيحي لشكل مبنى الكنيسة
  3. الصور 3-6 أرضيات فسيفساء من الكنيسة تم الكشف عنها خلال الحفريات الأثرية