أنت هنا

12/11
 

أبينا الجليل القديس يوحنا الرحيم 

رئيس أساقفة الاسكندرية (619+م)

12-11

 

ولد في العام 555م في بلدة أماثوس القبرصية وفيها رقد في العام 619م. كان والده أبيفانيوس أحد المتنفذين في الحكم في جزيرة قبرص. تلقى يوحنا نصيباً من العلم لا بأس به، ولما بلغ زوّجه والده عنوة فأنجب جملة من الأولاد، ولكن، بعد مدة رقدت زوجته وكذا أولاده في زهرة العمر وتركوه وحيداً إلى ربه.

في عام 610م انتزع نيقيطا قريب الإمبراطور هرقل مدينة الاسكندرية أثر فوضى دبت بعد المؤامرة التي دبرها فوقا. وإذا بيوحنا الرجل العامي، يبرز كبطريرك على المدينة. ظروف ارتقائه السدة المرقسية، الاسكندرية، لا نعرفها، يذكر موسكوس وصفرونيوس أنه كان أخاً لنقيطا بالتبني، على كل صار قديسنا بطريركاً على الاسكندرية واتخذ اسم يوحنا الخامس. 

بلاد مصر يومها كان أغلبها من أصحاب هرطقة الطبيعة الواحدة. وكان عدد الكنائس الأرثوذكسية يوم استلامه الاسكندرية كان سبعة كنائس أرثوذكسية ولما غادرها كان العدد قد بلغ السبعين.

قبل تصييره بطريركاً أمر خدام البطريركية وعمال الخزينة بإجراء مسح في المدينة لمن أسماهم "أسياده"، فلما تساءلوا من عساهم يكون أسياد البطريرك، أجابهم: أن الفقراء والشحاذين هم أسيادي. ولما أنجزوا المهمة أتوه بلائحة فيها سبعة آلاف وخمسمائة اسم. فأمر يوحنا بتوزيع ما كان مدخراً في صندوق البطريركية. وكان يدبر مصاريفه ومصاريف البطريركية وحاجة الفقراء وطالبي الخير يوماً بيوم باتكاله على الله. 

وبقدر ما كان يوحنا رحيماً محسناً كان فقيراً لا يطيق أن ينعم هو بما ينقص "أسياده"، أخوة المسيح الفقراء. ولما كان القديس يتعرض للمديح كان يحرص على مقاطعة المتحدث بالقول: "ولكنني لم أراق دمي عنك، بعد، يا أخي كما أوصى المسيح إلهنا، ربي وربنا جميعاً". 

عندما حلّ الخراب في أورشليم بعد غزوة الفرس لها بادر إلى إرسال الأموال والمؤن والعمال إلى بطريركها موذستوس ليعيد بناء الكنائس فيها لاسيما كنيسة القيامة.

اهتم أيضاً يوحنا بإقامة مستشفيات ودور أيتام وقد اهتم أيضاً بالكهنة واحتياجاتهم، كان له دور فعال وتأثير كبير على السلطة المدنية، وكان يتدخل دائماً بمعالجة الأمور والمدافعة عن المحتاجين والمظلومين.

كما وأنه قد أنشأ شركتين رهبانييتين ورتب لهما حاجات الجسد وبنى لهما قلالي جاعلاً الواحدة تحت شفاعة والدة الإله والأخرى تحت شفاعة يوحنا المعمدان.

أعطى يوحنا أهمية كبرى للقداس الإلهي واهتم بالنظام والترتيب الطقسي، وكان يشدد على عدم مخالطة الهراطقة وبالأخص عدم السماح لهم في الشركة الإلهية.

أما رقاده فكان في مسقط رأسه في أماثوس في جزيرة قبرص، فلقد اشتدت هجمات الفرص على مدينة الإسكندرية وبدت المدينة في حال سيئة. فتمنى نقيطا الحاكم على يوحنا البطريرك أن يزور المدينة المالكة، القسطنطينية. ففي الطريق عرج يوحنا إلى مسقط رأسه وهناك رقد بسلام بالرب.