أنت هنا

20/11
 

أبينا البار غريغوريوس البانياسي (+842م)

وأبينا الجليل في القديسين بروكلس رئيس أساقفة القسطنطينية (+447م)

20-11

غريغوريوس: أبصر النور في النصف الثاني من القرن الثامن للميلاد، من أبوين تقيين هما سيرجيوس وماريا، وكان لأمه دوراً أساسياً في تنشئته المسيحية. منذ صغره أبدى ميلاً لدراسة الكتب المقدسة والتردد على الكنيسة.

وما أن بلغ سن الرشد حتى رغب إليه ذووه في الزواج فأبى لأنه كان يرغب في الترهب. وإذ لم يجرأ بمصارحة والديه فرّ من البيت سراً ولجأ إلى أحد الأديرة فإلى ثان فثالث حيث أقام مرتاح القلب أربعة عشرة عاماً. وبعد ذلك سمح له رئيس الدير بالانصراف إلى الحياة النسكية فأقام في مارة بالجوار. واجه غريغوريوس في نسكه سيلاً من التجارب القاسية، فكانت الشياطين تظهر له في شكل آفاع وحيوانات سامة لتدخل الرعب إلى نفسه وتحمله على ترك الموضع، لكنه ثبت بصلاته. فلم يترك إبليس حيلة إلا لجأ إليها، فأشعل عليه شهوة الجسد، ولكن غريغوريوس بصلواته إلى الرب وبدموعه وخشوعه سحق حيّل إبليس.

وفيما كان مرة جليس المغارة، إذا به يُخطف ونور يسطع من السماء مصحوباً برائحة طيب ويملأ المغارة. وبقيت الحال على هذا المنوال بضعة أيام. 

انتقل غريغوريوس إلى أفسس فتسالونيكي فكورنثوس فكلابريا فروما. وفي روما اعتزل في قلاية ثلاثة أشهر دون أن يدري بأمره أحد. ولما خرج طرد بصلاته شيطاناً تلبس بإنسان فتدفق عليه الناس يوقرونه كقديس، ففر إلى سيراكوزا حيث حبس نفسه في برج مهجور لينعم بالسكينة. هنا أيضاً شنّ عليه الشايطين هجمات عديده فردها بقوة الصلاة. وإذ علم بوجود زانية شقية في الجوار ذهب إليها، وهداها وجعلها تقتبل الحياة الملائكية وتحو بيتها من بيت للفجور إلى بيت للصلاة، إلى دير. ومن جديد بدأ الناس يتوافدون إليه بكثرة، فهرب. عاد إلى تسالونيكي وأقام في كنيسة مهجورة على اسم القديس ميناس، كان لا يخرج منها إلا متى جاع. وقد جعل الله له جاراً يزوده ببعض الطعام متى خرج.

وفي غضون سنوات معدودة بدأ يستقبل تلاميذ ويجترح العجائب على نطاق واسع.

مرض غريغوريوس فصبر على مرضه، ثم تمكن من دخول القسطنطينية بعدما كانت مقفلة بسبب الحرب التي شنها بعض الأباطرة على الإيقونات ومكرميها. وهناك عرف غيرغوريوس بيوم رقاده سلفاً فانتقل إلى جوار ربه بسلام.

 

 

 

أبينا الجليل في القديسين بروكلس رئيس أساقفة القسطنطينية

 

بروكلس هو تلميذ القديس يوحنا الذهبي الفم. اشتهر كمعلمه واعظاً ممتازاً. ولد في القسطنطينية حوالي العام 390م وسيم أسقفاً على كيزيكوس في العام 426م. لكنه لم تمكن من دخول أبرشيته بسبب خلاف بين بطريرك القسطنطينية الذي سامه وسكان كيزيكس، فلازم العاصمة المتملكة وتنقل بين كنائسها واعظاً إلى أن جرى انتخابه بطريركاً في العام 434م.

امتاز القديس بروكلس برزانته وتواضعه واعتداله ووداعته وصبره وغيرته، وعرف بجرأته وتمسكه بالإيمان القويم. كان مقاوماً صنديداً لهرطقة نسطورويس، فألقى عظة ميلادية بحضور نسطوريوس البطريرك الهرطوقي مدح فيه العذراء وسماها والدة الإله، رغم اعتراض نسطوريوس. (يذكر أن هذا الأخير أبى أن يسمي العذراء مريم والدة الإله واكتفى بتسميات أخرى كوالدة المسيح). 

حرص بروكلس على وحدة الكنيسة، وبعد تسلمه السدة البطريركية انكب على معالجة ما خلفته هرطقة نسطوريوس من نتائج، فتعلق الأرثوذكسيين به كثيراً. قام بروكلس أيضاً بنقل رفات القديس يوحنا الذهبي الفم من كومانا في بلاد البنطس إلى القسطنطينية في السابع والعشرين من شهر كانون الثاني من العام 438م.

في أيامه جرى إدخال التريصاجيون (قدوس الله قدوس القوي قدوس الذي لا يموت ارحمنا) في صلب القداس الإلهي. وفي أيامه أيضاً ضربت سلسلة زلازل البلاد فكان الأب الرحيم والسباق في احتضان المنكوبين. أخيراً وفي سنة الزلزلة 447م رقد بالرب بعدما قاد كنيسة القسطنطينية على مدى اثني عشر عاماً وثلاثة أشهر.