أنت هنا

26/11
 

أبينا البار ألبيوس العمودي

26/11

 

البيوس العمودي، ولد ونشأ ونسك في مدينة أدريانوبوليس في مقاطعة بافلاغونيا في شمال وسط آسيا الصغرى. الفضل في توجيهه يعود لأمه، وقد عاينت أمه، في حبلها به، رؤيا: حملاً له بدل قرنين شمعتان مشتعلتان. مات أبوه هو في الثالثة من العمر فعهدت به أمه إلى أسقف المدبنة ثيوذوروس.

نما الصبي في النعمة والقامة إلى أن بلغ سناً خوله الانخراط في خدمة الشموسة. ولكنه كان يرغب في حياة الرهبنة، فأراد التوجه إلى أورشليم، وبعد أن ودع أمه ووزع ماله للفقراء، وكان على علم أن أسقف مدينته لن يسمح له بالمغادرة، فخرج سراً، فاسترجعه أسقفه إلى المدينة. شعر ألبيوس بالخيبة والإحباط فجاءه وحي يقول له إن مدينته أيضاً أمكان مقدسة، وأن مشيئة الله هي أن يسلك في جهادات النسك في بيئته. فخرج إلى جبل مقفر لبتنسك بجانب نبع ماء، وما أن باشر ببناء كنيسة وقلاية، اكتشف الأسقف أمره فأجبره بالعودة إلى المدينة. وأخيراً خرج ألبيوس إلى موضع قريب يخاف الناس الاقتراب منه، لأنه كان مدافن وهياكل وثنية. فزرع في وسط المكان صليباً وبنى كنيسة على اسم القديسة أوفيميا ومكث سنتان، وكان من العمر ثلاثين عاماً. 

ذاع صيته وبدأ القوم بتدفقون عليه فكان يستقبل الجميع بمحبة ووداعة، ولكنه قرر أخيراً الاقامة على عمود. وكانت منصة العمود ضيقة بحيث لا تسمح لمن عليها لا بالرقود ولا بالقعود فقط بالوقوف. ووبقي على العمود ثلاث وخمسون سنة كاملة. كانت له مواهب الشفاء والنصح. رقد في الرب وهو في التاسعة والتسعين من العمر بعدما شل نصفه وتعطل بعض وظائف أعضائه وتقرح وصبر على الضيق والألم طويلاً. 

 

 

نيكون أبينا البار الداعي إلى التوبة

 

ولد لعائلة اقطاعية في قرية قريبة من مدينة طرابزن في شمال شرق آسيا الصغرى على البحر الأسود حوالي سنة 920م. أرسله أبوه ليشرف على أحوال مزارعه فرأى ما كان يعانيه الفقراء الفلاحون من بؤس. 

وفي غفلة عن والدية ارتحل إلى الغرب، إلى دير الحجر الذهبي، بين غقليم بنطس وبافلاغونيا. تميز نيكون بالطاعة والسماحة والصبر وأجاد الأصوام والأسهار والصلوات. لم يكن يأكل إلا مرة واحدة بالأسبوع قليلاً من الخبز والماء. وبعد سنتين من ترهبنه انطلق إلى حياة التنسك واستمر في النسك مدة اثنتي عشر سنة، فخرج إلى الناس على غرار يوحنا المعمدان ومنادياً بالتوبة وصارخاً: "توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات". 

طاف في الأرض على رجليه عاري القدمين، في ثوب حقير لا يقتات إلا من بقول الأرض. تنقل بين المدن والقرى منادياً بالتوبة ومذيعاً بشارة الملكوت. حيثما قاده الروح القدس كان يذهب، قضى سبع سنين في جزيرة كريت، ثم في برية الأناضول وبين جزر البليوبونييز اليونانية، في اسبارطة أبعد عن الناس خطر الطاعون، وبنيت كنيسة ضخمة تمجيداً وشكراً لله على إنقاذهم من الطاعون، حيث أقام نيكون بقية حياته. ويعتبر إلى الآن شفيع مدينة سبارطة والتي ما تزال رفاته إلى اليوم فيها.