أنت هنا
القائمة:
|
أحد جميع القديسين
صلاة الأنديفونا
أيُّها الربُّ المحبُّ البشر، يا مَن هو عجيبٌ في قدِّيسيهِ وينبوعُ كلِّ قداسة. يا مَن دعانا بأمرِهِ الإلهيّ: "كونوا قدِّيسينَ لأنّي أنا قُدُّوس"، وأفاضَ في قلوبِنا روحَ القداسة، وجعلَنا هياكلَ لهُ. نسألُ مراحِمَكَ أن تجعلَنا أُمناءَ لهذا الروحِ المُحيي، وتُنيرَ منّا العقولَ لِنُدرِكَ تدبيرَكَ الخلاصيّ، ونَعملَ بحسَبِ ما يُرضيكَ كلَّ أيَّامِ حياتِنا.
لأنّكَ أنتَ هو مصدرُ كلِّ قداسة، وإليكَ نرفعُ المجدَ والشُّكرَ والسُّجود، أيُّها الآبُ والابنُ والرُّوحُ القُدُس، الآنَ وكلَّ أوانٍ وإلى دَهرِ الدَّاهرين. آمين
نشيد القيامة \ باللحن الثامن
انحَدَرْتَ منَ العلاءِ أَيُّها المُتحنِّن، وقبِلتَ الدَّفنَ ثلاثةَ أَيام، لكي تُعتِقَنا مِنَ الآلام، فيا حياتَنا وقيامتَنا، يا ربُّ المجدُ لك.
نشيد جميع القديسين\ باللحن الرابع:
أيُّها المسيحُ الإله، إنَّ كنيستَكَ المُسربلَةَ دماءَ شُهدائِكَ الذين في كلِّ العالَم، مِثلَ بَزٍّ وأُرجوان، نهتِفُ إليكَ بواسطتِهم: أَرسِلْ رأْفتَكَ على شعبِكَ، وهَبْ لرعيَّتِكَ السَّلام، ولنفوسِنا عظيمَ الرحمة.
نشيد شفيع الكنيسة
قنداق الختام لتقدمة عيد الجسد\ اللحن الرابع:
أيُّها المؤمنون، لنهيّىءِ اليومَ قلوبَنا آنيةً نقيَّة، لِنشترِكَ بضمائرَ طاهرة في وليمةِ الربّ. مُنشدينَ لتقدمةِ العيد.
مقدمة الرسالة:
اللازمة: عجيبٌ اللهُ في قِدِّيسيهِ، إلهُ إسرائيل.
الآية: في المَجامعِ بارِكُوا اللهَ، الرَّبَّ مِن يَنابيعِ إسرائيل
فصلٌ مِن رِسالةِ القِدِّيسِ بُولسَ الرَّسُولِ إلى العبرانيين
يا إخوَة، إنَّ القِدِّيسينَ جميعًا بالإيمانِ قد قَهَرُوا المَمالكَ، وعَمِلوا البِرَّ، ونالُوا المَواعِدَ، وسَدُّوا أفواهَ الأسود* وأطفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، ونَجَوا مِن حَدِّ السَّيف، وتَقَوَّوا مِن ضُعفٍ، وصارُوا أشِدَّاءَ في القِتالِ، وكسَرُوا مُعَسكَراتِ الأجانِب* واستَرجَعت نِساءٌ أمواتَهُنَّ بالقِيامَة. وآخَرينَ قد عُذِّبوا بتوتيرِ الأعضاءِ والضَّرب. ولم يَقبَلوا النّجاةَ ليَحصُلُوا على قِيامَةٍ أفضَل* وآخَرينَ قد ذاقُوا الهُزُءَ والسِياطَ والقُيُودَ أيضًا والسِّجن* رُجِمُوا. نُشِرُوا. امتُحِنُوا. ماتوا بحدِّ السَّيف. ساحُوا في جُلودِ الغَنَمِ والمَعْزِ. مُعوِزينَ مُضايَقينَ مَجهودين* ولَم يكُنِ العالَمُ مُستحِقًا لهم، تائِهينَ في البَراريِّ والجِبالِ والمَغاوِرِ وكُهوفِ الأرض* فهؤلاءِ كلُّهُمُ المشهودُ لهم بالإيمانِ، لَم يَنالوا المَوعِدَ. لأنَّ اللهَ قد سَبَقَ فنَظَرَ لنا شيئًا أفضَلَ، لكي لا يُكمَلُوا بمَعزِلٍ عنَّا* فلذلكَ نحنُ أيضًا إذ يُحدِقُ بِنا مِثلُ هذا السَّحابِ منَ الشُّهُود. فَلنُلقِ عنَّا كلَّ ثِقلٍ، والخَطيئةَ المُحيطَةَ بِنا بسُهولةٍ. ولنَسْعَ بصبرٍ في المَيدان المَوضوعِ أمامَنا* جاعِلينَ نَظرَنا إلى يسوعَ مُبدِئِ الإيمانِ ومُكَمِّلِهِ
هللويا
الصِدِّيقونَ صرَخوا والربُّ استمعَ لهم، ومِن جميعِ مَضايِقِهِم نجَّاهُم.
كثيرةٌ مَضايقُ الصِدّيقين، ومِن جميعِها يُنَجِّيهمِ الربّ
فصلٌ شريف من بشارة القديس متى البشير
قالَ الربُّ لتلاميذِهِ: "كلُّ مَنْ يَعتَرِفُ بي قُدَّامَ الناسِ، أعترِفُ أنا أَيضًا بهِ قُدَّامَ أبي الذي في السَّماوات* ومَنْ يُنكِرُني قُدَّامَ الناسِ، أُنكِرُهُ أنا أيضًا قُدَّامَ أبي الذي في السَّماوات* لا تظُنُّوا أني جِئتُ لأُلقِيَ على الأرضِ سَلامًا. لم آتِ لأُلقِيَ سلامًا بَل سَيفًا. لقد جِئتُ لأُفرِّقَ الإنسانَ عن أبيه، والابنةَ عَن أُمِّها، والكَنَّةَ عن حَماتِها. وأعداءُ الإنسانِ أهلُ بَيتِهِ. مَنْ أحَبَّ أبًا أو أمًّا أكثرَ منّي فلا يَستحِقُّني، ومَنْ أَحبَّ ابنًا أو بِنتًا أكثرَ منّي فلا يَستحِقُّني* ومَن لا يأْخُذْ صليبَهُ ويَتبَعْني فلا يَستحِقُّني"*
فأجابَ بُطرُسُ وقالَ لهُ "ها نَحنُ قد تَرَكْنا كلَّ شَيءٍ وتَبِعْناك، فما عَسى أَن يكونَ لنا؟"* فقالَ لهُم يسوع: "الحقَّ أقولُ لكم، أَنتُمُ الذين تبِعْتُموني في عَهدِ التجديد، متى جلَسَ ابنُ الإنسانِ على عَرشِ مَجدِه، تَجلِسونَ أَنتم أيضًا على اثنَيْ عشَرَ عَرشًا، وتَدينون أسباطَ إسرائيلَ الاثنَيْ عشَر* وكلُّ مَن تركَ بُيوتًا، أو إخوةً، أو أخَواتٍ، أو أبًا، أو أُمًّا، أو امرَأَةً، أو بَنين، أو حُقولاً مِنْ أَجلِ اسمي، يَأخُذُ مِئةَ ضِعفٍ ويَرِثُ الحياةَ الأبديَّة. وكَثيرون أوَّلون يَكونون آخِرين، وآخِرونَ يَكونونَ أوَّلين".
ترنيمة المناولة:
ابتهجوا أيُّها الصِّدِّيقونَ بالربّ بالمستقيمينَ يَليقُ التّسبيح. هللويا
أحد جميع القديسين
بدأ عيد جميع القديسين، تاريخياً، بعيد لجميع القديسين الشهداء، ولكن يمكننا اعتبار أن العيد هو عيد جميع القديسين لأن القديسين المجاهدين ولو لم يستشهدوا بالدم كانوا شهداء الحياة المسيحية، فكل إنسان يعترف بالمسيح أمام الجميع هو معرّض للشهادة، وغير مهم إن كانت الشهادة بالدم أو بالدموع. نعيّد في هذا اليوم لكل القديسين الذين عاشوا ملكوت الله على الأرض ودخلوا إلى حياة المسيح القيامية، ونكرّم هؤلاء الذين عاشوا سرّ التبنّي أي تصرّفوا كأبناء لله. نحتفل بهؤلاء الذين وصلوا إلى أعلى الدرجات ووصلوا إلى قمة فرح القيامة. وكما نقرأ في سنكسار اليوم: “نعيّد اليوم لجميع ما قدّسه الروح القدس… التسعة طغمات الأجداد ورؤساء الآباء والأنبياء والرسل الأطهار والشهداء ورؤساء الكهنة والشهداء الكهنة الأبرار والأبرار والصدّيقين وجميع مصاف النساء القديسات وجميع القديسين الآخرين”.
موقع العيد أهم من تسميته فالكنيسة تعّيد لجميع القديسين مباشرة بعد عيد العنصرة، وأهميته تكمن أنه بنهاية الحياة بالمسيح يجب أن يتحقق هدف الحياة بالمسيح وهو قداسة الإنسان وتجديده، لذلك تعيّد الكنيسة اليوم لثمارها أي قديسيها.
ما هو الأمر الذي فعله القديسون حتى ينالوا كل هذا التكريم؟ طبعًا الجواب بتطبيقهم لما سمعناه في إنجيل اليوم: “كل من يعترف بي قدام الناس اعترف أنا أيضا به قدام أبي الذي في السموات. ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السموات… ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني”.
القداسة هي دعوة لنا جميعًا، القداسة هي ملء الحياة بالمسيح، هي العيش المشترك بين الله والإنسان. جسّد هذه القداسة وحققها جميع القديسين الذين نُعيّد لهم اليوم، القداسة هي جهاد وتعب وصبر وتواضع ودموع وحتى الدم لهؤلاء الذين استشهدوا من أجل المسيح “من اجل شهادة يسوع ومن اجل كلمة الله” (رؤ4:20).
إعداد : ناصر شقور nasershakour@gmail .com