أنت هنا

24/06
 

ميلاد السابق المجيد يوحنا النبي 

صابغ ربّنا يسوع المسيح (القرن الأول الميلادي)

24/6 غربي (7/7 شرقي)

 

خبر ميلاد السابق المجيد يوحنا نجده في الإصحاح الأول من إنجيل لوقا. والداه هما زكريا الكاهن وأليصابات. كلاهما من سبط لاوي. وفي النص أن أليصابات من بنات هرون وزكريا من فرقة أبيّا، وهي الثامنة من الفرق الكهنوتية الأربع والعشرين التي تولت خدمة الهيكل بالتناوب، أسبوعاً لكل فرقة. كان زكريا وأليصابات بارين أمام الله ، لكن لم تكن لهما ذرية لأن أليصابات كانت عاقراً. وتقدمت بهما الأيام. إمكان إنجابهما ولداً بات،بشرياً، متعذراً. رغم ذلك لم يكف زكريا عن الطلب إلى الله. العقر، في الوجدان، يومها، كان يعتبر لعنة وتخلياً من الله. لذا ورد الكلام الإلهي إلى إسرائيل في سفر تثنية الاشتراع: "من أجل أنكم تسمعون هذه الأحكام وتحفظون وتعملونها... يباركك ويكثرك ويبارك ثمر بطنك ... لا يكون عقيم ولا عاقر فيك ولا في بهائمك" (7: 12، 14). والقول أيضاً ثابت في المزمور 126 أن البنين هم ميراث من الربّ وثمرة الربّ هي منحة منه. ومَن يشبع مشتهاه من البنين هذا يكون مطوباً.

لكن تبين في أوانه أن حرمان زكريا وأليصابات من الذرّية - والذرية يحملها الذكر بخاصة - كان من ضمن قصد العلي لهما لأنه شاء أن يعطيهما صبيّاً لا من عمل الجسد وحسب بل، بالأولى، من عمل النعمة التي تحيي الأرحام العاقرة وتخصبها. زكريا وأليصابات، بهذا المعنى، حلقة في سلسلة الأزواج الذين أخصب الرب الإله الأرحام لديهم منة منه كإبراهيم وسارة وإسحق ورفقة ويعقوب وراحيل وألقانة وحنة أم صموئيل.

في سياق الكلام المقروء في إنجيل لوقا عن يوحنا وصفاته وطريقة ولادته تبرز صورة إيليا الذي يقول الملاك إن يوحنا يتقدم أمام الرب إله إسرائيل بروحه وقوته. الكلام عن إيليا هنا من نبوءة ملاخي، الإصحاح الرابع والأخير: "هاءنذا أرسل إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب، اليوم العظيم والمخوف. فيرد قلب الآباء على الأبناء وقلب الأبناء على آبائهم لئلا آتي وأضرب الأرض بلعن" (4: 5- 6).

والحق أن اليهود في زمن الرب يسوع كانوا ينتظرون عودة إيليا في المجد. الربان يشوع في الميشنا قال إن إيليا سوف يأتي "ليتخلص من الذين أتي بهم بالعنف". وحكماء إسرائيل قالوا إن إيليا سوف يأتي ´´ليصنع سلاماً في العالم".

يشار إلى أن أليصابات كانت نسيبة مريم وثمة مَن يقول إنها هي من بنات هرون فيما والدتها من بنات يهوذا. وقيل أيضاً إنها ابنة خالتها.

يذكر بناء لشهادة الشماس ثيودوسيوس، من القرن السادس الميلادي، أن يوحنا ولد في عين كارم الحالية التي تبعد سبعة كيلومترات إلى الغرب من أورشليم.

من أقوال الآباء والمعلمين في مولد يوحنا قول أوريجنيس المعلم تعليقاً على الكلام عن يوحنا "إنه يتقدم أمامه [الرب] بروح إيليا وقوته". إن النص لا يقول بنفس إيليا بل "بروح إيليا وقته". فكان لإيليا روح وقوة كسائر الأنبياء. الروح الذي سكن في ابليا سكن في يوحنا، والقوة التي في إيليا كانت في يوحنا. المقصود بالروح إذاً الروح القدس الذي تقبله إيليا، كما يقول القديس أوغسطينوس أيضاً، لا نفس إيليا.