أنت هنا
بشارة والدة الإله
25/3 غربي (7/4 شرقي )
أُدخلت مريم إلى الهيكل وهي في الثالثة من عمرها نذيرة للرب. وعاشت فيه إثنتي عشرة سنة وهي تخدمه، وعندما حان وقت مغادرتها الهيكل وجد الكهنة احد أقاربها وكان رجلاً تقياً ومتقدماً في السن إسمه يوسف من سبط داود الملك كان يعمل نجاراً فخطب مريم وجاء بها إلى قرية نائية اسمها الناصرة في الجليل.
وهناك تقليد يقول أن الكهنة اختاروا سبعة رجال طاعني السن، مشهود لهم بالحسنى والتقوى، ليتجرى عليهم القرعة، وحائز القرعة يأخذ مريم البتول في رعايته. ويشير التقليد أن القرعة كانت إذ يضع كل شخص غصناً في قدس الأقداس، وصاحب الغصن الذي يفرع أولاً، يأخذ الفتاة إلى رعايته، وهكذا غصن يوسف النجار أفرع فأختير ليضم الفتاة لعنايته.
وفي أحد الأيام، وبينما كانت مريم تتلو الكتاب المقدَّس عند نبع الماء، أرسل الله رئيس الملائكة جبرائيل إليها وقال لها "سلام عليك يا ممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنت في النساء" اضطربت الفتاة مريم وخافت، فقال لها الملاك "لا تخافي يا مريم، لأنك وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحبلين وتلدين إبناً وتسميِّنه يسوع، هذا يكون عظيماً وابن العلّي يُدعى"، فقالت مريم للملاك: "كيف يكون هذا وانا لست أعرف رجلاً؟" فأجابها "الروح القدس يحلّ عليك وقوة العلّي تظلّلك، فلذلك أيضاً القدّوس المولود منك يُدعى ابن الله، وهوذا أَليصابات نسيبتك هي أيضاً حُبلى بابن في شيخوختها وهذاهو الشهر السادس لتلك المدعوّة عاقراً لأنه ليس شئ غير ممكن لدى الله". اضطربت مريم وفكرت في نفسها إلا أنها أخيراً أدركت تنازل الله بواسطتها الذي لا يُدرك وتدبيره الذي لا يوصف، وآمنت أن كل ئيء مستطاع لدى مشيئته الإلهية، فأجابت بتواضع قائله: "ها أنا أَمة للرب ليكن لي كقولك" فتجَّسد ابن الله في أحشائها "والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا" (يو 1 : 14) ومضى من عندها الملاك.
فقامت مريم وذهبت إلى مدينة يهوذا (عين كارم / أوراني) ودخلت بيت زكريا وسلَّمت على أليصابات وكانت حبلى بيوحنا المزمع أن يعمّد المسيح، فلما سمعت أليصابات سلام مريم إِرتكض الجنين في بطنها وامتلأت من الروح القدس، وصرخت بصوت عظيم وقالت: "مباركة أنت في النساء، ومباركة هي ثمرة بطنك، فمن أين لي هذا أن تأتي أمّ ربّي اليّ. فهوذا حين صار صوت سلامك في أُذنيّ ارتكض الجنين بابتهاج في بطني. فطوبي للّتي آمنت أن يتمّ ما قيل لها من قبل الرب" فقالت مريم "تعظّم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلّصي، لأَنه نظر إلى إِتضّاع أمته. فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوّبني، لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدّوس ورحمته إلى جيل الأجيال للّذين يتقونه، صنع قوة بذراعه، شتَّت المتكبّرين بفكر قلوبهم، أنزل الأعزّاء عن الكراسي ورفع المتّضعين. أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنِياء فارغين. عضد إسرائيل فتاة ليذكر رحمته . كما قال لآبائنا لابراهيم ونسله ألى الأبد" (لو 1 : 46 – 55) مكثت مريم عندها نحو ثلاثة أشهر ثم رجعت إلى بيتها.
في البشارة يكمن سر التجسد الالهي، وإعلان السر الذي منذ الدهور لأن ابن الله يصير ابن العذراء وهو كلمة الله المولود من الآب قبل كل الدهور الذي من اجلنا ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسَّد من الروح القدس ومن مريم العذراء وتأنّس فصار له بالتجسد طبيعتان: "طبيعة إلهية وطبيعة إنسانية" – في أقنوم (شخص) واحد يسوع المسيح ابن الله، بطبيعتين متميِّزتين وفعلين كاملين متحّدتين وغير ممتزجتين كالحليب والماء، وغير منفصلتين كالزيت والماء والحديد والنار (مجامع مسكونية أفسس 431، خلقدونية 451) وهو الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس (الآب ، والابن والروح القدس) ثالوث متساوٍ في الجوهر وغير منفصل (الله الآب ، الله الابن ، الله الروح القدس) أي إله واحد في ثلاث أقانيم فالابن مولود من الآب والروح القدس منبثق من الآب ولكن الثلاثة واحد في الجوهر. ولذلك حقَّ للعذراء مريم أن تُدعى والدة الاله "ثيوطوكس" وهذا السر يفوق إدراك الملائكة والبشر وهو سر خلاصنا وأساس وقاعدة ايماننا.
طروبارية على اللحن الرابع
اليوم رأس خلاصنا وإعلان السرّ الذي منذ الدهور. لأنّ ابن الله يصير ابن العذراء وجبرائيل يبشِّر بالنعمة. فلنهتفنَّ نحن أيضاً معه نحو والدةِ الاله قائلين: السلام عليك يا ممتلئةً نعمةً الربُّ معكِ.