أنت هنا

تاريخ النشر: 
الجمعة, سبتمبر 17, 2021 - 08:39
 

إن ربنا يسوع المسيح في إنجيل اليوم، إنجيل الأحد بعد الصليب. يتحدانا الى العمق: قائلاً " من أراد أن يتبعني، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. هذا التحدي هو على عدة مستويات: على المستوى الشخصي -لي شخصيًّا. وعلى مستوى العائلة عائلتي المكونة من زوج وزوجة وأولاد، وعلى مستوى الرعية وعلى مستوى الكنيسة نحن ككنيسة. هل نحن حقيقة وعمليًّا لا نستحي بيسوع وبكلامه؟  هل نحن في العالم ولسنا من العالم؟ أم أصبحنا جزءًا من العالم.

بالنسبة للديانات الأخرى ألم تصبح مسيحيّتنا ديانة في عداد ديانات العالم؟  هذه الديانات تبرهن عن حيوية مميزة حتى إنها تقتنص لنفسها أتباعًا من أبنائنا وبناتنا. والرعية والكنيسة هل ما زالت تقدِّم الخدمة الرسولية على أساس الكرازة بالمسيح وأياه مصلوبًا وأن الكنيسة هي واحدة، ومقدسة، وجامعة ورسولية؟

لقد أصبحت الكنيسة اليوم ترى أن القيم الروحية آخذه في الانحطاط وعلى المتديِّنين أن يتناسوا خلافاتهم ويتحدوا دفاعًا عن هذه القيم. ولكن ما هي هذه القيم الدينية الأساسية؟ إذا حللنا هذه القيم فلن نجد أيًّا منها مختلفًا في أساسه عما تذيعه العلمنة في أحسن أحوالها وتقدمه للناس: الأخلاق؟ الاهتمام بالحقيقة؟ الأخوة البشرية؟ التعاضد؟ العدالة الاجتماعية والسياسية؟.إن أهل هذا العالم يفوق اهتمامهم بهذه القيم أكثر، ويتفوق على الهيئات والمؤسسات الدينية مثلاً على مستوى المدارس، ما هو الفرق الأساسي عمليًّا بين المدارس غير المسيحية والمدارس المسيحية وقد غيّرت حتى اسمها إلى مدارس أهليّة؟. وعلى مستوى العائلة، أليست القيم " للسعادة الزوجية" هي نفسها في الكنيسة وفي العالم؟ أليس هذا دليل استسلام؟ فالاستسلام يقوم لا على التخلي عن قانون الايمان والتقاليد والرموز الليترجية، بل على قبول أن وظيفة الكنيسة هي مجرد تقديم خدم دينية حتى القداس أصبح عالة، ومساعدة الناس -شؤون اجتماعية وتأمين وطني-. لا فرق أكانت المساعدة مساعدة في بناء الشخصية أو في راحة البال. هل سيستمر هذا الانحدار في التخلي المباشر عن الدين او فهم الدين كبذل للعالم الذي كف عن اعتبار الله مرجعًا له ولنشاطه.

ماذا يتوق المسيحيون اليوم من الدين؟ إن دور الكنيسة بكل مستوياتها حتى مستوى الشخص هو أن على كل مسيحي أن يحمل صليب المسيح ويكون مرسلا إلى العالم في فرح وسلام، ويكون شاهدًا على أنه نظر النور الحقيقي، وأنه أخذ الروح السماوي، وأنه وجد الايمان الحق، وأن يشهد للحب الإلهي.

ماذا بالفعل أنوي عمله؟ ماذا على الكنيسة وعلى كل مسيحي أن يعمل في هذا العالم؟ ما هي خدمتنا المسيحية؟ حتى لا يستحي بنا ابن الانسان في مجد أبيه...

إعداد : ناصر شقور