أنت هنا
القائمة:
قداسة البابا يصلّي من أجل جميع الأشخاص الذين يعملون من أجل تأمين الخدمات الأساسية
الفاتيكان نيوز
في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان البابا فرنسيس يصلّي من أجل المرضى ويتوجّه بالامتنان إلى جميع الأشخاص الذين يعملون من أجل تأمين الخدمات الأساسية في المجتمع في حالة الطوارئ هذه.
ترأس قداسة البابا فرنسيس في هذا الأحد الثالث من زمن الصوم القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان رفع خلاله الصلاة على نيّة المرضى وجميع الأشخاص الذين يعملون من أجل تأمين الخدمات الأساسية في المجتمع في حالة الطوارئ هذه، وقال نصلّي في هذا الأحد من زمن الصوم معًا من أجل المرضى والمتألّمين وأريد اليوم معكم أن أرفع صلاة خاصة على نيّة الأشخاص الذين يعملون لكي يؤمِّنوا الخدمات الأساسية في المجتمع: كالعاملين في الصيدليات ومحلات المشتريات وفي قطاع النقل والشرطة. نصلّي من أجلهم جميعًا لأنّهم يعملون في هذه المرحلة الصعبة من الحياة الاجتماعية لكي نتمكّن من المضي قدمًا.
استهل الأب الاقدس عظته بصلاة الدخول التي تقدّمها لنا الليتورجية اليوم وقال: عَيْنَايَ دَائِمًا إِلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ هُوَ يُخْرِجُ رِجْلَيَّ مِنَ الشَّبَكَةِ. اِلْتَفِتْ إِلَيَّ يا رب وَارْحَمْنِي، لأَنِّي وَحْيدٌ وَمِسْكِينٌ. وإذ توقف في تأملّه الصباحي عن الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم من القديس يوحنا والذي يخبرنا حول لقاء يسوع بالمرأة السامريّة، قال الأب الأقدس يقدّم لنا إنجيل اليوم حوارًا تاريخيًا في لقاء يسوع مع امرأة خاطئة. إنها المرّة الأولى في الإنجيل الذي يعلن فيها يسوع عن هويته، ويعلنها لخاطئة تجرّأت على أن تقول له الحقيقة: "جميع الذين اتخذتهم ليسوا أزواجي"، وبهذه الحقيقة ذهبت بعدها لتبشّر بيسوع: "هَلُمُّوا فَانْظُروا رَجُلاً قالَ لي كُلَّ ما فَعَلتُ". لم تذهب ببراهين وجدالات لاهوتية وإنما بحقيقتها، وحقيقتها قد قدّستها وبرّرتها وهذا ما استعمله الرب، حقيقته، لكي يعلن الإنجيل: لا يمكننا أن نكون تلاميذًا ليسوع بدون حقيقتنا وبدون ما نحن عليه. لا يمكننا أن نكون تلاميذ يسوع من خلال الجدالات والمناقشات اللاهوتية فقط. لقد تحلّت هذه المرأة بالشجاعة لكي تحاور يسوع – لِأَنَّ اليَهودَ لا يُخالِطونَ السامِرِيِّين – وتحلّت بالشجاعة للاعتراف بضعفها وخطاياها لا بل بشجاعة أن تستعمل قصّة حياتها كضمانة بأن يسوع نبي: "لقد قالَ لي كُلَّ ما فَعَلتُ".
تابع الأب الاقدس يقول إن الرب يريد ان يحاورنا بشفافية على الدوام بدون أن نخفي الأمور وبدون نوايا مزدوجة: "هذا ما أنا عليه"، لذلك يجب عليّ أن أتحدّث مع الرب كما أنا في حقيقتي، وهكذا من حقيقتي وبقوّة الروح القدس أجد الحقيقة بأن الرب هو المخلّص الذي جاء ليخلّصني ويخلّصنا. هذا الحوار الشفاف بين يسوع والمرأة ينتهي باعتراف بالواقع المسيحاني ليسوع وبتوبة أولئك السامريين الذين آمنوا به.
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول ليعطنا الرب نعمة أن نصلّي على الدوام في الحقيقة وبأن نتوجّه إلى الرب بحقيقتنا وليس بحقيقة الآخرين ولا من خلال الحقائق المقطّرة من الجدالات، وإنما على مثال المرأة السامرية التي قالت ليسوع: "جميع الذين اتخذتهم ليسوا أزواجي، وهذه حقيقتي".