أنت هنا

11/02
 

القديس الشهيد في الكهنة فلاسيوس السبسطي ومن معه (+316م)

(شباط 11)

كان فلاسيوس طبيبا أرمنيا محبا لله والناس، رؤوفا رحيما، سالكا باستقامة ومخافة الله، حافظا نفسه من الخطيئة. أكبره من المؤمنون في سبسطيا وتعلقوا به. فلما شغرت سدّة الأسقفية عندهم اختاروه. وقد أبدى من الغيرة على الإيمان والمؤمنين بيسوع القدر الوافر، لا سيما في زمن الاضطهاد الكبير الذي حلّ بكنيسة المسيح في مطلع القرن الرابع الميلادي. فإنه اعترف بالإيمان بشجاعة وشدّد المقبوض عليهم على الثبات إلى النهاية. كما زار القديس أفتراتيوس في سجنه سرا وأقام له الذبيحة الإلهيمة، واهتم بجمع رفات القديسين الخمسة الذين نعيّد لهم في 13 كانون الأول (أفستراتيوس وأفكسنديوس وأفجانيوس ومرداريوس وأوريستوس). ولم يمضِِ عليه وقت طويل حتى اعتزل في أحد الجبال في الجوار وأقفل على نفسه في مغارة راغبا في رفع الصلوات النقية إلى الرب الإله. هناك حدث ما هو غير عادي. اجتذب بصلاته وحسن سيرته أعدادا من الوحوش والضواري. أخذوا يأتون إليه كما إلى آدم قديما، ينتظرونه عند مدخل المغارة ليتمّم صلاته ويخرج اليهم بالبركة ويعالج أدواءهم.

فلما كان زمن الأمبراطور الروماني ليسينيوس، وبالتحديد عام 316م، زمن ولاية أغريكولاوس على بلاد الكبادوك، قدم هذا الأخير إلى سبسطيا، في غمرة حملات الاضطهاد للمسيحيين، ليوقف من أمكنه منهم فيها. وإذ كان تفي نيّته ان يلقي المعاندين إلى الوحوش، أرسل كوكبة من العسكر إلى الجبل ليمسكوا بعض الحيوانات المفترسة حيّة. لما بلغ الجند مغارة رجل الله رأوا ما أدهشهم وأربكهم. عاينوا عددا كبيرا من الاسود والنمور والدببة والذئاب وسواها تحتفّ به بسلام. فانسحبوا بهدوء وبلّغوا الوالي فأمرهم بتوقيف فلاسيوس. فلما قدموا إليه استقبلهم بلطف وتبعهم كالحمل الوديع.

في الطريق، كان فلاسيوس منظرا للناس غير عادي. كثيرون تأثروا بوداعته وبالسلام المستقر عليه. شيء عجيب فيه كان يجذب السكان إليه، حتى المرضى مسحتهم العافية أثناء مروره بهم، وقد قيل ان بعض القوم اهتدى إلى الايمان بفضله.

في سبسطيا أُوقف فلاسيوس للمحاكمة فاعترف بيسوع تبجرأة وجهر ببطلان الاصنام، فجلدوه وألقوه في السجن. ثم أتوا به من جديد وعذّبوه فبرزت سبع نساء من بين الحضور أخذن يجمعن نقاط دمه تبرّكا غير مباليات بمصيرهن. فقبض الوالي عليهن وحاول استعادتهن إلى الوثنية عبثا. وبعد اخذ ورد أمر بهن فضربت أعناقهن جميعا.

أما فلاسيوس فلما عجز الوالي عن استرداده بالتعذيب لفظ بحقه حكم الإعدام فتمّ قطع رأسه، وهو وولدين اثنين كانا لإحدى النساء الشهيدات.

يذكر ان تكريم فلاسيوس شامل الشرق والغرب معا. وقد درج المؤمنون، جيلا بعد جيل، على اللجوء إليه حفظا لبهائمهم وصحتها. وتُلتمس شفاعته في الغرب لآلام الحلق أيضا.

 

القديسة البارة ثيودورة الملكة (+867م) 

(11 شباط)

هي التي إليها يعود الفضل في إعادة الاعتبار للإيقونات سنة 843م. أصلها من بفلاغونيا. من طبقة الأشراف. تمتّعت بجمال أخّاذ وذكاء نفّاذ أخذت التقوى والإيمان القويم عن أمها ثيوكتيستا. اختبرت زوجة للأمبراطور ثوفيلوس (829-842). بقيت أمينة للإيمان القويم مكرمة الايقونات رغم الحملة الشعواء التي شنها الملك في طول البلاد وعرضها. اعتصمت ثيودورة بالصبر والوداعة في مواجهة تعنّت زوجها إلى ان نجحت ، في نهاية المطاف، في وضع حد لحملته. وقد ورد ان زوجها أذعنإثر مرض استبدّ به اثنتي عششرة سنة وانه قبّل ايقونة عرضتها عليه ثيودورة قبلما لفظ انفاسه بقليل.بعد ذلك حكمت ثيودورة البلاد بصفة وصية لابنها القاصر، ميخائيل الثالث، ذي الأربع سنين. وقد دعت إلى مجمع 843م الذي ثبّت قرارات المجمع المسكوني السابع(787م) . ما يعرف اليوم عندنا بأحد الأرثوذكسية الذي يصار فيه إلى تزييح الإيقوناتوتأكيد الإيمان القويم له بدايته في أول أحد من آحاد الصوم من السنة 843. يومذاك التقى المؤمنون في القسطنطينية فساروا بالإيقونات وأدخلوها الكنائس من جديد. في أيام ثيودورة أيضا أُوفد مرسلون لنقل البشارة إلى مورافيا وبلغاريا. ولكن شاءت الظروف السياسية ان تخرج قديستنا وبناتها الأربع إلى دير غاستريا، سنة 850م. هناك انصرفت إلى الصوم والصلاة إلى ان رقدت بالرب في 11 شباط سنة 867م. رفاتنها عبر الزمن لم تنحلّ. ربضت تفي الفسطنطينية إلى ان انتقلت، إثر سقوط المدينة إلى كورفو اليونانية حيث رفات القديس سبيريدون أيضا.