أنت هنا
القائمة:
ليلى جعجع تهزّ أستراليا وتقول: أسامح من قتل أطفالي
أليتيا | فبراير 03, 2020
أم الأطفال الثلاثة اللبنانيين الذين قتلوا في حادث صدم مروّع في شمال غرب سيدني، تقول إنّها تغفر للسائق الذي تبيّن أنه كان ثملًا خلف عجلة القيادة.
زارت ليلى جعجع عبدالله التي فقدت يوم السبت ابنها أنطوني البالغ من العمر 13 عامًا وابنتيها أنجلينا وسيينا البالغتان 12 و9 أعوام على التوالي، صباحًا موقع الحادث في طريق بيتنغتون في أواتلاندز، حيث وُضِعت الزهور والدمى فيها لتذكر الضحايا.
وعندما كانت هُناك، التقى بها عدد من الصحافيين، فقالت لهم إنها “لا تكره السائق” الذي يُزعم أنّه تجاوز الحد المسموح به بثلاثة أضعاف ما أدّى إلى الاصطدام بالأطفال السبعة.
وقالت: “كان الشاب الذي (يُزعم) أنه كان ثملًا، يقود سيارته في هذا الشارع. حاليًا، لا يُمكنني أن أكرهه. لا أُريد أن أراه، ولكنني لا أكرهه”.
وأضافت: “أعتقد أنّه في أعماق قلبي، أسامحه، ولكنني أريد أن تكون المحكمة عادلة. الأمر كلّه يتعلّق بالعدالة. لن أكرهه، فهذا التصرُّف لا يُمثّلنا”.
وتابعت: “في الواقع، يبدو وكأنّ الأمر غير حقيقيّ، لا زلت أشعر بأنّ الأمر ليس صحيحًا، أشعر بأنهم لا يزالون معي- لا زلت أنتظر عودتهم إلى المنزل”؛ “استيقظت صباحًا، وكنت أنتظر أنطوني وأنجلينا وسيينا… فتروهم دائمًا سويًا مع بعضهم البعض، يشجعون بعضهم ويدعمون بعضهم”.
وأضافت: “إني أفتقدهم- كنت أنتظر عودتهم”.
ولفتت إلى أنّ إيمانها بالكتاب المقدّس يساعدها على مواجهة هذه المحنة العائلية.
وتابعت، قائلة: “داني (زوجها) وأنا مباركين للغاية بكوننا رزقنا بـ6 أطفال، نحبهم كثيرًا. حاولنا التركيز على الجانب الروحي في حياتهم أكثر من أي شيء. حاولنا تعليمهم كيفية تلاوة مسبحة الوردية وكيفية قراءة الإنجيل، وشاطرنا معهم الإيمان بالله”.
“طلبت من الله أن يجعلنا نجتمع للصلاة كجماعة، ولكنني لم أطلب منه أن يأخذ أطفالي. أطلب منه أخذ كل ما أملك، ولكن ليس أطفالي. إني حزينة ومفجوعة، ولكني بخير لأني أعلم أنّ أطفالي في مكان أفضل”.
إلى ذلك، كشف زوجها عمّا قاله لأطفاله قبل مقتلهم بشكل مأساوي في تلك الليلة. وأشار إلى أنهم أخبروه بأنهم يودون الذهاب لشراء المثلجات وبأنهم سيعودوا قبل حلول الظلام.
ونظرًا إلى أنهم كانوا في مجموعة كبيرة، وافق على ذهابهم ولكن طلب منهم بوضوح التمسّك ببعض والبقاء على ممر المشاة.
وأضاف: “قلت لهم اذهبوا في نزهة، نزهة قصيرة وابقوا سويًا. “عليكم أن توافقوا”، ومنحهم قسطًا من الاستقلالية، فهذه فرصة من مليون أي قليل ما تحدث”.
وكان السائق صامويل وليام ديفيدسون، 29 عامًا، يقود وهو تحت تأثير الخمر، فقفزت سيارته الرباعية الدفع واصطدمت بالأطفال الذين كانوا على الرصيف.
وتلقّى عبدالله خبرًا سارًا يفيد بأن ابنه البالغ من العمر 11 عامًا خرج من غيبوبته. ومع ذلك، قُتل ثلاثة من أبنائه وهم أنطوني وأنجلينا وسيينا في تلك الليلة. وقال: “كُنت والدًا بدوام كامل. كانوا الأولوية في حياتي، واليوم رحلوا”.
وأضاف: “أنطوني في الـ13 من عمره، وسيم للغاية. يُحب كرة السلة. استيقظ صباحًا وقال لي سألعب من أجل كوبي براينت”. “أنجلينا كانت دائمًا تدعمني في كل شيء. وسيينا كانت صغيرتي المدللة، تُحب التمثيل”.
وتُدعى الضحية الرابعة فيرونيك صقر، وهي في الـ11 من عمرها، وهي ابنة عمة الضحايا الآخرين.
وكتبت عائلتها: “لقد دُمرنا بالفقدان المأساوي لابنتنا الجميلة، فيرونيك. الكلمات لا تعبّر عمّا نشعر به، جميع الأسرة متأثّرة بهذه الفاجعة”.
وأضافت: “كانت فيرونيك مليئة بالحياة والحب، وكانت تتمتّع بنضج أكبر من الأطفال في سنها. كانت مصدر سعادتنا، لن ننساها أبدًا. ستبقى في قلوبنا إلى الأبد”.
وطلب عبدالله من السائقين توخي الحذر بشكل أكبر، ورثى أطفاله، قائلًا: “خسرت ثلاثة من أطفالي. وقريبتي بريجيت خسرت أيضًا ابنتها، لا أعلم ما أقوله”.
“أريد فقط أن أقول للسائقين: كونوا حذرين. هؤلاء الأطفال كانوا فقط يتنزهون ببراءة، يستمتعون برفقة بعضهم. هذا الصباح استيقظت وقد خسرت ثلاثة أطفال”.
“رجاء، احرصوا على حب من في حياتكم، وخصوصًا أولادكم، لأنكم لا تعلمون ما قد يحصل”.
وانتشرت صور كثيرة لموقع الحادث، تُظهر والدة الأطفال، ليلى، وهي تزور الموقع صباح يوم الأحد، منهمرة بالبكاء. وقد تحوّل المكان إلى ساحة وُضِعت الزهور فيها وصور الضحايا.
وسيمثل السائق يوم الأحد أمام المحكمة بعدما وجّهت إليه 20 تهمة بينها القتل غير العمد والقيادة تحت تأثير الخمر.
ومن بين الأطفال الذين نجوا، نذكر: طفل يبلغ من العمر 9 سنوات وفتاتان تبلغان من العمر 13 و10 أعوام وقد نقلوا إلى المستشفى حيث يتلقون العلاج وحالتهم مستقرة.