أنت هنا

03/02
تذكار القديس سمعان الصدّيق القابل الاله وحنة النبيّة 

(3/2 شباط)

"إن حنّة اللاهجة بالله وسمعان الكليّ السعادة لما تلألآا بالنبوءة وظهرا بلا عيب في الشريعة، أبصرا الآن معطي الناموس ظاهرا طفلا على صورتنا وسجدا له.  فلنعيّد اليوم لتذكارهما بفرح ممجدّين بحسب الواجب يسوع المحبّ البشر" (قطعة على يا رب إليك صرخت – صلاة المساء)

هكذا وصفت إحدى الترنيمات خدمة القدّيسين حالهما. كانا بارّين نبيّين، لذلك أبصرا معطي الشريعة طفلا.

لقد قيل الكثير عن سمعان وحنّة. الشيء الثابت الوحيد بشأنهما هو ما ورد في نص لوقا الانجيلي، الاصحاح الثاني.

فأما سمعان تفكان ترجلا في أورشليم، بارا تقيا، والروح القدس كان عليه. وكان قد أوحي له انه لا يرى الموت قبل ان يرى مسيحالرب. هذا جاء بالروح إلى الهيكل. فعندما دخل يوسف ومريم بالصبي إتماما لمقتضيات الشريعة، أخذ سمعان الصبي على ذراعيه وبارك الله. هل كانت لسمعان صفة معيّنة أخذ الصبي بين ذراعيه على أساسها؟ لا نعرف. ثم فتح فاه قائر:" الآن تطلق عبدك حسب قولك بسلام، تفإن عينيّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته أمام كل الشعوب، نورا لاستعلان الأمم ومجدا لشعبك إسرائيل". وبعدما صلّى كذلك وجّه كلامه إلى مريم قائلا:"ها إن هذا قد وُضع لسقوط وقيام كثيرين في اسرائيل ولعلامة تُقاوم. وأنت أيضا يجوز في نفسك سيف لتُعلن أفكار قلوب كثيرة".

هذا كل شيء بالنسبة لسمعان. أما بالنسبة لحنّة فقيل إنها نبيّة، وهي بنت فنوئيل، من سبط أشير، أحد أسباط إسرائيل الاثني عشر. كانت متقدّمة في أيامها. عاشت مع زوجها سبع سنوات ثم ترمّلت ولم تتزوج من بعد، وقد بلغت في تلك الأيام التي التقت فيها الطفل يسوع الرابعة والثمانين. خلال هذه الفترة الطويلة من عمرها لم تفارق الهيكل وكانت عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهارا. وقد وقفت آنئذ تسبّح الرب وتحدّث عنه جميع المنتظرين فداء في أورشليم.

كل ما عدا هذا الذي ورد في إنجيل لوقا عن الصدّيقين أبدعه وجدان الأجيال المتعاقبة تعبيرا عن الصورة التي ارتسمت عنهما في الأذهان. فلقد اعتُبر سمعان شيخا مع أنه لا توجد كلمة واحدة في نص لوقا الانجيلي تؤكد انه كان تطاعنا في السن. بعض الأخبار بالغ في تحديد سنّه فجعله يتجاوز المائتين والثمانين عاما. وقد شغلت هوية الرجل الناس: مَن يكون؟ فقال قوم إنه سمعان الذي وبّخ أرخيلاوس الذي ملك بعد موت هيرودوس الكبير، والذي تزوّج أرملة أخيه. وقال آخرون بل هو سمعان بن هلال، أبو غمالائيل المذكور في سفر أعمال الرسل والمقال عن بولس الرسول إنه تتلمذ عند رجليه (أع3:22) فريسيا. هذا ذُكر انه كان رئيسا للسنهدريم (مجمع اليهود) عام 13م. وربطا لسمعان بالأنبياء ، لا سيما اشعياء، قيل إن سمعان تلما قرأ اشعياء14:7، وفق النص السبعيني,، والذي فيه " ها أن العذراء تحبل وتلد إبنا ويدعى إسمه عمانوئيل"، خطر له اي يغيّر كلمة "عذراء" بكلمة "صبية"، ففعل. فلما عاد في اليوم التالي وجد لفظة "صبية" ممحاة ولفظة "عذراء" في محلها. فأيقن انه ليس على الله أمر عسير. ثم أوحي إليه انه لا يموت قبل ان يرى مسيح الرب.

هذا ويحلو لقوم ان يطلقوا على سمعان لقب"رقيب الصبح" ان يروا فيه صورة من قيل عنه في المزمور 129: "من أجل اسمك يا رب نظرت إليك. نظرت نفسي إلى كلامك. توكّلت نفسي على الرب. من انفجار الصبح إلى الليل فليتّكل إسرائيل على الرب لأن من الرب الرحمة ومنه النجاة الكثيرة وهو ينجّي إسرائيل من كل آثامه"(5-8).

وثمة تقليد يستفاد منه ان سمعان لم يكن لا كاهنا ولا فرّيسيا بل رجلا بارا تقيا، عمره في حدود المائة والاثني عشر عاما. هذا ربما كان أدنى من سواه إلى الواقع.

أنّى يكن الأمر فإنه يُتوقع ان يكون سمعان قد رقد بعد فترة قصيرة من معاينة مسيح الرب. وقد ورد أن رفاته كانت تكرّم في القسطنطينية في كنيسة القديس يعقوب، في القرن السادس للميلاد، أيام الأمبراطور يوستينوس.

أما حنّة فنموذج للأرامل والعذارى والرهبان الذين يلازمون العفة ويجاومون على الصوم والصلاة ولا يفارقون العبادة ليلا ونهارا.