أنت هنا
القائمة:
شيع مئات الآلاف جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة إلى مثواه الأخير بعد ظهر اليوم. وقد أجريت لها جنازة هي الأكبر، الأطول، والأعظم في تاريخ فلسطين، فلم تحدث جنازة بمثل هذا العدد من المشيعين من قبل، ولم تحدث جنازة على امتداد فلسطين من قبل، من جنين شمالا، إلى نابلس فرام الله فالقدس، كما لم تحدث جنازة أعظم بهذا الكم الهائل من المشيعين، الذين اتحدوا مسيحيين ومسلمين يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا شيرين". عدا عن محاولات الشرطة التدخل في هذه الجنازة ووضعت شروطا بألا يرفع المشيعون علم فلسطين وألا يطلقوا أي هتافات فلسطينية أثناء التشييع.
وقد وضع جثمان الشهيدة شيرين منذ يوم أمس في المستشفى الفرنسي في منطقة الشيخ جراح في القدس، وهناك تجمهر المشيعون الذي حاصرتهم قوات الشرطة المدججة بالسلاح والخيّالة، وطلبت أن يتم نقل النعش بسيارة نقل الموتى، بينما أراد الشباب الفلسطيني حمل شيرين على الأكف إلى كاتدرائية الروم الملكيين الكاثوليك في منطقة باب الخليل في القدس.
وقد تدخل طوني أبو عاقلة شقيق الشهيدة، الذي وصل خصيصا من الولايات المتحدة إلى الجنازة، وهاتف السفير الأميركي مباشرة، باعتباره مواطنا أمريكيا، وشقيقته الشهيدة تحمل الجنسية الأمريكية. فتدخل السفير وتم نقل الجثمان بسيارة الموتى، وتبعته جموع المشيعين حتى باب الخليل.
وفي الكاتدرائية جرت مراسم الجنازة التي ترأسها سيادة المطران ياسر عياش النائب البطريركي في القدس، وحضرها البطريرك ثيوفيلوس البطريرك الأورشليمي للروم الأرثوذكس، والمطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، وجمهور من الكهنة الكاثوليك والأرمن واللاتين والسريان من القدس والجليل وفلسطين. وأعضاء كنيست، ووزراء من السلطة الفلسطينية إلى جانب رئيس شبكة تلفزيون الجزيرة من قطر، وسفراء من الدول الأوروبية.
وبعد الانتهاء من مراسم الجنازة، حمل الشبان النعش وساروا من باب الخليل حتى مدافن العائلة في مقبرة صهيون.
ومن اللافت أن آلافا من المصلين المسلمين الذين أدّوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، توجهوا فورا إلى الكنيسة ومنطقة باب الخليل للمشاركة بتشييع الجثمان.
ورفعت الأعلام الفلسطينية في الجنازة ووضعت على النعش، الأمر الذي جعل الشرطة تتدخل في سير الجنازة واعتقلت عددا من الشبان الفلسطينيين الذين رفعوا الأعلام، هذا عدا عن الحواجز العديدة التي وضعتها الشرطة في الطريق إلى القدس، وعرقلت وصول كثيرين إلى الجنازة ممن توافدوا من الجليل والمثلث والنقب وسائر المناطق الفلسطينية.