أنت هنا
القائمة:
قدم سيادة المطران يوسف متى مطران الملكيين الكاثوليك في الجليل التهاني بمناسبة زيارة مقام النبي شعيب عليه السلام في منطقة حطين. وقد ترأس سيادته وفدا من كهنة الأبرشية وشخصيات علمانية من مناطق الجليل وزاروا مقام النبي شعيب، وكان من بين الحضور سيادة المطران إلياس شقور، حيث كان باستقبالهم فضيلة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل وجمهور غفير من المشايخ وأبنا الطائفة المعروفية.
كما حضر هذا الاحتفال كل من رئيس الدولة اسحق هرتسوغ، وزير الدفاع بيني غانتس، وزير العدل جدعون ساعر، الوزير عيساوي فريج، النائب منصور عباس، رئيس المعارضة في الكنيست بنيامين نتنياهو، حشد من المشايخ والقضاة ورؤساء سلطات محلية ووجهاء الطائفة المعروفية.
واستهل الاحتفال بكلمة الشيخ موفق طريف الذي استعرض أوضاع الطائفة الدرزية، وأهم الإنجازات التي حققها أبناء الطائفة، كما تطرق إلى الاحتياجات التي ينبغي إصلاحها وتتعلق بالأزواج الشابة وقضية الخرائط الهيكلية، وأوامر هدم المنازل في القرى الدرزية.
ورد رئيس الدولة بكلمة التهنئة مشيدا بأبناء الطائفة الدرزية والمناصب التي يشغلونها في كافة مجالات الدولة ومؤسساتها.
وفي كلمة تهنئته قال سيادة المطران متى: إنها سعادة لا توصف، ونحن نقف على أعتاب مقام نبيِّ الله، خطيبِ الأنبياءِ، شعيب عليه السلام. لأن هذا المقامَ المقدسَ يجمعُ أبناءَ الطائفةِ الواحدةِ والموحّدةِ، الذين توالت على زياراتِهم إلى هذا المقامِ العريقِ سنواتٌ طويلة، يتلمّسون عتباتِه، ويطلبون شفاعتَه أمام عظمَةِ اللهِ تعالى عزَّ وجلَّ.
وأضاف: إن تكريمَ الأنبياءِ والأولياءِ والصالحين يندرجُ في تقديسِهم، عن طريقِ اتّباعِ تعاليمِهم والسيرِ في طرقِ الصلاحِ والخيرِ والمحبةِ التي رسموها، والعملِ بتقوى على صيانةِ تراثِهم والحفاظِ على تقاليدِهم التي تنصبُّ كلُها في خلاصِ النفوسِ، والتعبُّدِ لمبدعِ الأكوان وسيدِ الخلائقِ التي هي صنع يديه. إن الدعوة للقداسة هي من جوهر ايماننا المسيحي، على حد قول السيد المسيح: "كونوا قديسين لأن أباكم الذي في السماوات هو قدّوس".
ونوّه سيادة راعي الأبرشية إلى التآخي والتلاقي بين الطائفة المعروفية والكنيسة قائلا: رغم الظروفِ الصحّيةِ والجائحة، والمعيقاتِ من الأحوالِ المعيشيةِ الضيقةِ، فإننا ننتهزُ كلَّ فرصةٍ ومناسبةٍ سانحةٍ، لنجدّدَ اتصالَنا وتواصلَنا بكم، لنؤكّدَ عهودَ التآخي والتلاقي، في السرّاءِ والضرّاءِ، لأننا أبناءُ شعبٍ واحدٍ، وأمّةٍ واحدةٍ، وأبناءُ اللهِ في البشرية. ونحن نشهد ما تقومون به، بمساعِيكم الحميدة، لتمكين أواصرِ الصداقةِ والعلاقاتِ الوثيقةِ بين الكنيسةِ والطائفةِ المعروفيةِ الكريمةِ. فقبلَ أسابيعَ قليلةٍ كانت لفضيلتِكم زيارةٌ بغايةِ الأهمّيةِ إلى حاضرةِ الفاتيكان في روما، واللقاء مع الحبرِ الأعظمِ قداسةِ البابا فرنسيس. ولاحظنا حفاوةَ الاستقبالِ والمصارحةِ في الحديثِ والتكريمِ الذي يحظى به كبارُ وجهاءِ العالمِ.
وتابع سيادته قائلا: إنكم يا فضيلةَ الشيخ، تتبعون خُطى الراحلِ المغفورِ له فضيلةِ الشيخِ أمين طريف، الذي استطاعَ أن يؤلفَ القلوبَ، ويفتحَ العقولَ ويبني صروحَ هذه الطائفةِ على أسسٍ متينةٍ من الأخلاقِ والتضحيةِ والإنسانيةِ. وهنا نعربُ عن تضامُنِنِا مع كلِ خطوةٍ تتخذونَها بُغيةَ رفعِ قيمةِ الإنسانِ، وتوثيقِ علاقتِهِ بالخالقِ، واتباعِ سبلِ الصلاحِ والخيرِ. ونقفُ إلى جانبِكم كما وقفتم إلى جانبِنا في فتراتٍ عصيبةٍ واجهتنا معًا، فتمكّنّا من اجتيازِها وتجاوزِها بالمودّةِ والمحبّةِ وحسنِ التعاون.
وتحدث سيادة المطران متى عن العلاقات بين الدروز والمسيحيين فقال: إن تاريخَنا المشتركَ مشرّفٌ، إن كان في سوريا الحبيبة، ولبنان، الجولان، والجليل الأشمِّ، ثبّتَ التعاونُ بين المسيحيين مع إخوانِهم الدروزِ بني معروف في دحرِ كلِ غُبنٍ، وردِّ كلِ ظلمٍ، والتصدّي لكلِ مَن تُسوّلُ له نفسُهُ أن يهضُمَ الحقوقَ ويبعثَ على شقِّ الصفوف. وإن هذه المناسبةَ العطرةَ، نؤكدُ حرصَنا وإياكم على المضيِّ قدمًا في ترسيخِ علاقاتِ التفاهمِ والصداقةِ والمودةِ. وكما فتحتم ذراعيكم لاستقبالِنا، نرجو أن تعتبروا بيتنا دارًا لكم، وقلبَنا مقرًا دافئًا يحتضنُكُم في كلِ مناسبةٍ وكلِ زمانٍ ومكان..
واختتم سيادته بالقول: نسأل الله لكم ولنا في هذه الأيام المباركة، التي نحتفل بها بالأعياد الفصحية وبالزيارة المباركة للمقام والشهر الكريم، نسأل الله حسنات تتكاثر، وذنوب تتناثر، وأن يجعل لنا جميعًا بسمة سعادة وفرح، مصلّيًا الى الرب الإله أن تكون هذه زيارةً مقبولةً، وأن تعود عليكم هذه المناسبات أعوامًا مديدة وأنتم ونحن بصحة وسعادة وطاعة لله ورضى من رب العالمين. وكل عام وأنتم بألف خير.