وجه القادة الدينيون المشاركون في اللقاء الدولي للصلاة من أجل السلام، الذي نظمته في روما جماعة سانت إيجيديو، نداءً من أجل السلام قرأته فتاة أفغانية خلال الحفل الختامي الخميس ٧ تشرين الأول أكتوبر. وتحدث النداء في البداية عما يشهده العالم من حروب وتهديد إرهابي وعنف وعن استخدام القوة كأداة للسياسة الدولية. وعاد البيان إلى الحرب العالمية الثانية مشيرا إلى رحيل الجيل الذي عاش هذه الحرب، ومعه تضيع الذاكرة حول أهوال الحرب. لفت الموقعون على النداء الأنظار أيضا إلى إعادة النظر في التطورات الهامة نحو ثقافة سلام والتي قادت إلى رؤية مشتركة لمصير البشرية المشترك.
تحدث النداء بعد ذلك عن معاناة الشعوب، وتوقف عند معاناة اللاجئين بسبب الحروب والأزمة البيئية، ومعاناة ضحايا الإقصاء والضعفاء من لا دفاع لهم. وتحدث من جهة أخرى عن نساء يتعرضن للإهانة والإذلال وأطفال بلا طفولة ومسنين متروكين بمفردهم. وتابع القادة السياسيون أن الفقراء، الذين هم غير مرئيين غالبا، يشاركون اليوم بشكل خاص في اللقاء، وهم أول مَن ينشد السلام، والإصغاء إليهم يجعلنا ندرك بشكل أفضل جنون النزاعات والعنف.
أكد النداء بعد ذلك قدرة الأديان على بناء السلام والتربية عليه، وشدد على أنه لا يمكن استغلال الأديان من أجل الحرب، فالسلام وحده مقدس، فلّا يستغل أحد اسم الدين لمباركة الإرهاب والعنف. وتابع القادة الدينيون داعين إلى عدم الاستسلام أمام ما نرى حولنا من حروب، وشددوا على أن الشعوب تنشد السلام. وواصل النداء مشيرا إلى ما تُحقق الأخوّة بين الأديان من تقدم رغم الصعاب. وشكر القادة الدينيون في هذا السياق جميع أصدقاء الحوار في العالم وشجعوهم مشددين على أن مستقبل العالم يتوقف على الاعتراف فيما بيننا بكوننا أخوة، وأن للشعوب مصير الأخوة على الأرض.
ثم تحدث النداء عن ضرورة العودة سريعا إلى مسيرة نزع السلاح المتوقفة حاليا، وضرورة إيقاف الاتجار بالأسلحة واستخدامها، وأيضا السير قدما في نزع السلاح النووي حيث يشكل انتشار الأسلحة النووية تهديدا كبيرا. وتابع القادة الدينيون أن من الضروري إحلال السلام، والسلام هو أيضا احترام الكوكب والطبيعة والمخلوقات. وتحدث النداء في هذا السياق عن أن تدمير البيئة يعود إلى غطرسة الكائن البشري الذي يشعر بنفسه المالك، وأضاف النداء أن الـ "أنا" السيد يصبح "أنا" مفترسا، مستعدا للهيمنة وللحرب.
وفي ختام النداء من أجل السلام الذي وجهه القادة الدينيون من روما الخميس ٧ تشرين الأول أكتوبر في الحفل الختامي للّقاء الدولي للصلاة من أجل السلام الذي نظمته جماعة سانت إيجيديو تم التأكيد على الرباط الوثيق بين الشعوب المتآخية وأرض المستقبل. كما وتم التذكير بأن الجائحة قد كشفت كون الكائنات البشرية على القارب ذاته تربطها خيوط عميقة. وأكد القادة الدينيون أن المستقبل ليس لإنسان الهدر والاستغلال، لمن يعيش من أجل ذاته ويتجاهل الآخر، المستقبل هو للرجال والنساء المتضامنين وللشعوب المتآخية. وختم النداء بالتضرع إلى الله كي يساعدنا على إعادة بناء العائلة البشرية المشتركة واحترام الأم الأرض. وشدد القادة الدينيون بقوة الإيمان على أن اسم الله هو السلام.