في سياق حديثه عن أهمية الزيارة الرسولية التي قام بها البابا فرنسيس إلى العراق اعتبر الكاردينال غريغوري أن الحبر الأعظم عبر عن رغبته الشديدة في الوقوف إلى جانب المسيحيين المحليين وجميع الأشخاص الذين عانوا الأمرين، ولفت نيافته إلى أن زيارة البابا هذه شكلت علامة ملموسة لهذا القرب وسلطت الضوء على أهمية المعاناة التي واجهها هؤلاء المسيحيون. وأكد رئيس أساقفة واشنطن أنه في بلد كالعراق يعاني من الحروب منذ عقود شاء البابا أن يقدّم نموذجاً حسياً للحوار الذي يدعو من أجله منذ زمن طويل. ولهذا السبب – مضى يقول – ذهب فرنسيس لزيارة السيستاني ليقيم علاقة قوامها الحوار والاحترام. ويتعين على كل من يريدون تبنّي النموذج نفسه أن يوجهوا أنظارهم إلى مثال الحوار السليم بين البابا وآية الله السيستاني. واعتبر نيافته أن اللقاء بين الزعيمين الدينيين أظهر أن تخطي الخوف من الآخر أمر ممكن، وهو نموذج يمكن أن يُحتذى به. هذا ثم أكد الكاردينال غريغوري أن البابا والسيستاني تمكنّا من تحديد أهداف أسمى بالنسبة للتقاليد الدينية، وسلط الضوء على أهمية ألا نترك هذه الفرصة تفلت من أيدينا لأن من خلالها يمكن إرساء أسس الأخوة والتعاون. كما أن التقارب بين الجانبين يمكنه أن يعزز الخبرة الدينية لدى الجماعتين على حد سواء. من جانبه شدد الإمام كشميري على أن زيارة البابا إلى العراق وإلى النجف بالتحديد لم تأت دعماً للسلام وحسب بل جاءت تحدياً للإرهاب. واعتبر أن هذا الأمر حمل الأمل إلى العراقيين بغض النظر عن انتماءهم إلى أقلية، مذكرا بأن آية الله علي السيستاني يولي أهمية لبقاء الأقليات في بلاد الرافدين، لأن كل تلك الأقليات ساهمت في بناء الحضارات التي تواجدت في العراق على مر آلاف السنين. ولهذا السبب – تابع يقول – يستأهل العراق هذا النوع من الزيارات. ولفت ممثل السيستاني في الولايات المتحدة إلى أن لقاء النجف كان ملهماً للجميع، وهو سيلقي مسؤولياتٍ على باقي القادة الدينيين في مختلف أنحاء العالم، الذين صارت الكرة اليوم في ملعبهم، كما قال، إذ لا بد أن يمارسوا الضغوط على القادة السياسيين، القادرين على إطلاق التغيير المطلوب كي يحل السلام في المناطق المعذّبة وكي يُرفع الظلم عن الشعوب المقهورة. وتابع الإمام كشميري مؤكدا أن للمسيحية والإسلام قواسم مشتركة، واعتبر أن العمل استنادا إلى هذه القواسم يمكنه أن يقدم نموذجاً للتعاون يتّبناه أتباع باقي الديانات، مشيرا إلى إمكانية التعاون بين المسيحيين والمسلمين، كما يحصل حاليا في الولايات المتحدة، من أجل تعزيز العائلة والقيم الدينية والإنسانية والدفاع عن مستقبل الأجيال الفتية. |
وأكد على هذا المبدأ نفسه رئيس أساقفة واشنطن الكاردينال غريغوري معتبرا أن لقاء البابا فرنسيس مع آية الله السيد علي السيستاني في النجف أظهر بوضوح أن ثمة إمكانيةً لدى أتباع مختلف التقاليد الدينية كي يعملوا معا في إطار الحوار والاحترام المتبادل. ولفت نيافته – على سبيل المثال – إلى العمل المشترك القائم أصلا بين الكاثوليك والمسلمين على صعيد النشاطات الخيرية، مؤكدا أن الديانتين تعطيان أهمية كبرى للعمل الخيري، وبالتالي يمكن أن يبدأ العمل المشترك والتعاون المتبادل في هذا المجال بالتحديد.