اعتاد قداسة البابا فرنسيس أن يوجه رسالة سنوية مع بداية زمن الصوم إلى المؤمنين في البرازيل لمناسبة حملة تنظَّم منذ عقود من الزمن بعنوان "حملة الأخوّة". وفي رسالة هذه السنة تحدث الأب الأقدس عن كون زمن الصوم فترة هناك الكثير مما يجب على المسيحي القيام به فيها. وأشار البابا إلى كون المحبة المحرك الأول، إلا أنه في حال تداخل هذا الجانب مع البعد المسكوني فإن الطابع التضامني يمتزج بالحوار، ما يمَكننا من فتح قلوبنا على رفيق الرحلة بدون خوف أو شك ومن النظر قبل كل شيء إلى ما نتطلع إليه: السلام أمام الإله الواحد.
وأمام الواقع الحالي في العالم وفي البرازيل بشكل خاص بسبب وباء فيروس كورونا، ذكَّر البابا فرنسيس مؤمني البرازيل في رسالته لمناسبة حملة الأخوّة السنوية بأن المسيح يدعونا إلى الصلاة من أجل ضحايا المرض ومباركة الخدمة السخية للعاملين في قطاع الصحة وتشجيع التضامن بين الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة، وإلى العناية بأنفسنا وبصحتنا والاهتمام أحدنا بالآخر حسب ما علَّمنا مَثل السامري الصالح.
هذا وقد اختير عنوان حملة الأخوّة في البرازيل هذا العام "الأخوّة والحوار، التزام محبة"، وهو اختيار يركز الانتباه حسب ما ذكر الأب الأقدس على البحث عن الشركة بين كنائس البرازيل، ووصف البابا الحوار الذي انطلق منذ خمس سنوات بمبرر رجاء. ثم شدد على أن المسيحيين هم أول مَن عليهم إعطاء المثال وذلك بدءا بالحوار المسكوني، مضيفا أنه من علاقة الاحترام والتقاسم هذه ينطلق الإسهام الثمين في بناء الأخوّة وحماية العدالة في المجتمع حسب ما ذكر قداسته في الرسالة العامة "Fratelli tutti". وفي هذا الأفق، واصل البابا، تندرج الجهود المشتركة لتجاوز الوباء، وقال قداسته إننا سنفعل هذا بقدر قدرتنا على تجاوز الانقسامات وعلى الوحدة حول الحياة. هذا وكي نتفادى السقوط مجددا عقب تجاوز الأزمة الصحية في حمى الاستهلاك وأشكال جديدة من الحماية الذاتية الأنانية يشجع البابا فرنسيس على استخدام أدوات زمن الصوم، الصلاة والصوم والصدقة.