أنت هنا
تاريخ النشر:
السبت, ديسمبر 5, 2020 - 15:57
القائمة:
سيادة المطران متّى يشارك بدخول البطريرك الجديد إلى القيامة
شارك سيادة المطران يوسف متّى راعي الأبرشية العكاوية بالدخول الأول لغبطة بطريرك اللاتين الجديد بيير باتيستا بيتسابالا إلى كنيسة القيامة في القدس، يوم الجمعة 4.12.2020، بعدما تسلم غبطته هذا المنصب، إثر تعيينه من الفاتيكان خلفا للبطريرك فؤاد طوال، الذي أنهى فترة خدمته القانونية. وقد أشغل البطريرك الجديد منصب رئيس الأساقفة خلفا للبطريرك الذي شغر منصبه ريثما يتم انتخاب أو تعيين خلفا له، كما أشغل غبطته منصب حارس الأراضي المقدسة قبلها.
وقبيل إعلان التنصيب سار غبطة البطريرك على رأس موكب رسمي من مقر البطريركية إلى كنيسة القيامة، يصحبه الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات بأعداد محدودة جدا، بسبب التعليمات الصحية، ودخل كنيسة القيامة، وقبّل حجر التطويب، ثم دخل إلى القبر المقدس، وأمامه جرت مراسم التنصيب، حيث أعلن السفير البابوي في الأراضي المقدسة براءة التنصيب. ثم أعلن حارس الأرض المقدسة الأب فرنشيسكو باتون مبايعته أو ولاءه للبطريرك الجديد. وبعد تلاوة الإنجيل المقدس والترانيم الخاصة، ألقى غبطة البطريرك بيتسابالا عظة، قال فيها:
إخوتي الأساقفة الأجلاء/ إخوتي الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنون الأعزاء
سلام الرب يسوع معكم جميعًا
في بداية خدمتي الرسمية الجديدة، أتيت هنا إلى هذا المكان، لأطلب عطية الروح، الذي يسندُ الكنيسة دائمًا، حتى يُسنِدَني أنا أيضًا، ويُسنِدَكم، في بداية خدمتي هذه الجديدة.
ليس من قبيل المصادفة أن تبدأ هذه الخدمة الجديدة هنا في كنيسة القيامة، وأن نقرأ معًا إنجيل القيامة. ماذا يعني أن تلتقي كنيسة القدس اليوم مع يسوع القائم من بين الأموات وأن تشهد له؟ ماذا يعني أن نكون كنيسة في القدس؟ وأي تفسير أعطيها أنا المدعوّ لأكون راعيها؟
نحن كنيسة الجلجلة، هذا صحيح. لكن على الجلجلة بالضبط، من قلب المسيح المطعون، ولدت الكنيسة. المسيح على الصليب ليس فقط آلامًا فادية، بل هو أيضًا محبة ومغفرة. لذلك نحن أيضًا كنيسة المحبة التي لا تنام أبدًا، الساهرة باستمرار، والتي تعرف أن تغفر وتمنح الحياة دائمًا وبدون شرط.
نحن كنيسة العِلِّيّة، لكننا لسنا كنيسة العلية بأبوابها المغلقة، والذين فيها يَشُلُّهم الخوف. يتكلم الإنجيل عن تلاميذ هُرِعُوا للقاء يسوع القائم من بين الأموات. العلية هي مكان المسيح القائم الذي يتخطى الأبواب المغلقة ويمنح الروح والسلام. فهو يطلب منا إذًا أن نكون كنيسة تتجاوز الجدران والأبواب المغلقة. تؤمن، وتبشر، وتمنح السلام، لكن "لَيسَ كَمَا يَمنَحُهُ العَالَم" (يوحنا ١٤: ٢٧). في الواقع، رأينا إعلانات كثيرة عن السلام، ثم تلتها الخيانة وأُهِين السلام. على الكنيسة أن تصنع السلام الذي هو ثمر الروح، الذي يمنح الحياة والثقة، دائمًا من جديد، من غير أن يتعب أبدًا.
نحن الكنيسة الأم. الأم هي التي تلد. المثل يقول: أُمٌّ مرة واحدة، هي دائمًا أُمّ ووالدة. تتولد الحياة باستمرار في كل عمل، في كل عطاء، وتقدمة وشفاعة. الوالدة لا تحتفظ بشيء لنفسها، إنها تعيش من أجل مَن وَلَدَت. لتكن كنيستنا كذلك: لا تنغلق على نفسها وعلى جروحها، ولا تنسى أبدًا أننا خُلِقْنا للحياة الأبدية. بهذه الطريقة فقط سنتمكن أيضًا من أن نكون كنيسة تحمل ثمرا وقادرةً على الشفاعة، حين نضع الآخر في مركز اهتمامنا، ونكون على استعداد دائمًا لنقول له كلمة رجاء وعزاء حتى في أصعب الظروف، ونكون عازمين على الدفاع عن حقوق الله والإنسان، منتبهين إلى أكثر الناس احتياجًا، وملتزمين ببناء جماعة متضامنة.
ويذكر أن غبطة البطريرك بيتسابالا ولد في مدينة بيرغامو الإيطاليّة، في 21 نيسان 1965، ودخل رهبنة الأخوة الأصاغر (الفرنسيسكان) في دير لافرنا بمدينة أرتزو الإيطاليّة، حيث أبرز النذور الرهبانية الدائمة في 14 تشرين أول 1989، ومن ثمّ سيم كاهنًا في 15 أيلول 1990.وحصل على شهادة البكالوريوس في اللاهوت من جامعة الأنطونية الحبرية في روما عام 1990. تخصّص في علوم الكتاب المقدس في معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني في القدس، حيث حصل على درجة الماجستير عام 1993. ودرس اللغة العبرية الحديثة (1993-1994) والكتاب المقدس في الجامعة العبرية بالقدس (1995-1999)، ليبدأ مزاولة التدريس في كل من معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني، وفي معهد اللاهوت المقدسي.
بدأ بيتسابالا الخدمة في حراسة الأراضي المقدسّة الفرنسيسكانيّة في 2 تموز 1999، وشغل منصب رئيس دير القديسين سمعان وحنة في القدس. وفي الأعوام 2005-2008 أصبح النائب البطريركي العام للكاثوليك الناطقين بالعبّرية. ثم عيّن حارسًا للأراضي المقدّسة في 15 أيار 2004.
وفي 24 حزيران 2016، عيّنه البابا فرنسيس مدبّرًا رسوليًا للبطريركيّة اللاتينية، في فترة شغور الكرسي البطريركي. مُنح السيامة الأسقفية في 10 أيلول 2016، في مدينة بيرغامو الإيطاليّة من قبل عميد المجمع البابوي للكنائس الشرقية، الكاردينال ليوناردو ساندري. وفي 31 أيار 2017، عيّنه البابا فرنسيس عضوًا في مجمع الكنائس الشرقية بالفاتيكان.
وفي 24 تشرين الأول 2020، عيّنه البابا فرنسيس بطريركًا على البطريركيّة اللاتينيّة في القدس.
وجاء في كتاب التعيين الذي أعلنه السفير البابوي في الأرض المقدسة: "يسرُّ القصادة الرسوليّة الإعلان أنّ قداسة البابا فرنسيس قد عيَّن كبطريرك جديد للقدس سيادة المطران بييير-باتّيستا بيتسابالا الفرنسيسكانيّ، الأسقف الفخري لأبرشيّة فيربيه، والّذي أدار على مدى أربع سنوات، كمدبّر رسوليّ، الأبرشيّة البطريركيّة اللاتينيّة، التي لغاية اليوم كانت كرسيًّا شاغرًا".
وأضاف "لقد تمّ الإعلان عن هذا الخبر في عشيّة عيد العذراء مريم سلطانة فلسطين، وفي غمرة الاحتفال بمئويّة تكريس فلسطين للأمّ البتول، ورغبةً منه بالاستجابة إلى تطلّعات البطريركيّة اللاتينيّة وحاجاتها الروحيّة والرعويّة، قام الأب الأقدّس بتعيين بطريرك جديد لها، راعيًا لكلّ الجماعة اللاتينيّة الكاثوليكيّة في الأرض المقدّسة".
وتابع البيان "لقد كانت القدس أوّل كنيسة في تاريخ المسيحيّة التي يقوم برعايتها أسقف، فكان يعقوب أخو الرّب أوّلهم، ومن بعد استشهاده استمرّت على مرّ العصور سلسلة خلفائه إلى اليوم"، وحسب ما يُذكَر في التاريخ الكنسي، "ارتفعَت مكانة كرسي القدس إلى بطريركيّة في السنة 451 لتصبح البطريركيّة الخامسة مع روما وأنطاكيا والإسكندريّة والقسطنطينيّة. ولكن، وبعد سقوط مدينة عكا (سنة 1291)، لم يستمرّ البطاركة اللاتين في إقامتهم في المدينة المقدّسة".
وأشار البيان إلى أنه "في تاريخ 23 تموز 1847، ومع الرسالة البابويّة الشهيرة Nulla celebrior ("ليس هنالك أشهر")، أعاد البابا بيوس التاسع الكرسيّ البطريركي اللاتيني إلى المدينة المقدّسة على اسم الأبرشيّة البطريركيّة الأورشليميّة للاتين.. وبعد إعادة الكرسي البطريركي للمدينة المقدّسة، تمّ تعيين أوّل بطريرك لاتيني وهو البطريرك يوسف فاليركا، وقد سامه البابا بيوس التاسع نفسه في روما بتاريخ 10 تشرين الأوّل 1847". واليوم يتولى هذا المنصب البطريرك العاشر بيير باتيستا بالا.
وترأس غبطته قداسه الأول في القدس اليوم السبت 5.12.2020
ثم تلقى غبطة البطريرك بيتسابالا التهاني بمناسبة تنصيبه، وقد هنأه سيادة المطران يوسف متّى رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل، وتمنى له العمر المديد، والصحة والقدرة على حمل رسالة الإنجيل والصليب في ظل هذه الظروف العسيرة التي تجتازها الأرض المقدسة خصوصا والعالم عموما. كما شارك بهذا الدخول وتقديم التهاني كل من سيادة المطران حسام نعوم وياسر عياش وممثلون عن مختلف الكنائس القيمة على كنيسة القيامة والأراضي المقدسة.