أعدت منظمة "أوكسفام" قائمة بأكثر الدول حاجة إلى المياه الآمنة والصالحة للشرب وقد تصدر القائمةَ اليمنُ وسورية، مع أن هذه الأزمة تتخذ بعدا عالمياً وهي آخذة بالتفاقم. وأوضحت المنظمة أنه في خضم أخطر جائحة يشهدها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية يوجد اليوم شخصٌ من أصل ثلاثة لا يحصل على مياه آمنة وصالحة للشرب، فيما يفتقر شخص من أصل اثنين إلى الخدمات الصحية الملائمة. هذا فضلا عن وجود حوالي ثلاثة مليارات شخص يفتقرون إلى المياه الجارية والصابون ليقوموا بغسل اليدين في منازلهم، وذلك بغية الحد من انتشار وباء كوفيد 19 وأمراض أخرى. وفي بعض البلدان الأفريقية، كما في اليمن وسورية أيضا، يواجه الأطفال دون الخامسة من العمر خطر الموت نتيجة استخدام المياه الملوثة، أكثر بعشرين مرة من خطر الموت بسبب الصراعات المسلحة والعنف.
خمس سنوات ونصف السنة مضت على بداية الحرب في اليمن، وقد ذهب ضحية هذا الصراع حوالي مائة ألف شخص، بينهم أكثر من اثني عشر ألف مدني. هذا بالإضافة إلى وجود أكثر من مليوني طفل يعانون من عدم توفر المياه النظيفة والصالحة للشرب، وهذا ما يساهم في انتشار الأمراض والأوبئة. كما أن الدمار الذي تعرضت له البنى التحتية أدى إلى انتشار وباء الكوليرا، الذي أسفر خلال العام 2016 عن وفاة حوالي ثلاثة آلاف وخمسمائة شخص. وتشير الإحصاءات إلى أن ثمانين بالمائة من سكان اليمن، أي حوالي أربعة وعشرين مليون شخص، يعتمدون بالكامل على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء على قيد الحياة. وثمة عشرون مليون شخص لا يحصلون على المياه النظيفة والخدمات الصحية، وثمانية عشر مليونا يفتقرون إلى الرعاية الصحية.
لمناسبة صدور التقرير أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السيد باولو بيتساتي المسؤول في منظمة أوكسفام إيطاليا الذي أوضح أن ثمة عدوا آخر يعرض هذه الشرائح لمزيد من المخاطر، ألا وهو فيروس كورونا المستجد. وقال إنه تم تسجيل ألفي حالة إصابة بالفيروس في اليمن، لكنه لفت إلى أن هذه الأرقام ليست واقعية خصوصا وأن السلطات الصحية أجرت اثني عشر ألف فحص في أنحاء البلاد كافة، وذلك إزاء ارتفاع عدد الوفيات. وحذر من إمكانية وقوع كارثة، مشيرا إلى أن القلق يتزايد إزاء تفاقم الأوضاع الصحية. وقال: إننا نتواجد في بلد دمّرت فيه الحربُ نصف المنشآت الصحية، فضلا عن شبكات المياه الرئيسة، وبالتالي يفتقر اليمنيون إلى المياه الآمنة وإمكانية الحصول على الرعاية الصحية لمواجهة الأزمة الراهنة.
أما فيما سورية التي تعاني من الحرب منذ حوالي عشر سنوات يواجه السكان جائحة كوفيد 19، على الرغم من أن نصف المنشآت الصحية غير صالحة للاستخدام والنصف المتبقي يخضع للهجمات المسلحة، ناهيك عن تدمير جزء كبير من البنى التحتية والأزمة الاقتصادية الخانقة، التي سببت ارتفاعا كبيرا في أسعار الأدوية والمواد الغذائية والسلع الأساسية. وثمة خمسة عشر مليون شخص لا يحصلون على المياه الآمنة، خصوصا في مدينة حلب وضواحيها، حيث يواجه الناس خطر الإصابة بأمراض شأن الكوليرا والإسهال والتيفوئيد، بالإضافة إلى جائحة كوفيد التي تُسجل ستة آلاف إصابة في سورية وفقا للمعطيات الرسمية، والوضع نفسه يعاني منه النازحون السوريون في مخيماتهم في العراق ولبنان.