أنت هنا

فاتيكان نيوز
تاريخ النشر: 
الأربعاء, نوفمبر 18, 2020 - 11:07

القائمة:

 

الجمعيّة العامة لمجلس أساقفة غانا

 

فاتيكان نيوز 

وباء فيروس الكورونا، الاضطرابات السياسية الأخيرة في البلاد، والانتخابات العامة، وحماية الخليقة، والحاجة إلى اقتصاد إدماجي وللتنمية، والتعليم والكرامة البشريّة: هذه هي المواضيع السبع الأكثر إلحاحًا في غانا، والتي حددها مجلس أساقفة البلاد خلال جمعيته العامة السنوية. عُقدت الجمعيّة العامة من الثالث وحتى الثالث عشر من تشرين الثاني نوفمبر الجاري في أبرشية كيتا أكاتسي، حول موضوع "التنشئة المسيحية لتحويل غانا".
 

وفي ختام الجمعية العامة أصدر الأساقفة بيانًا ختاميًّا شكروا فيه بالدرجة الأولى جميع الذين ساهموا، بالتبرعات والمساعدات على اختلاف أنواعها، في دعم الكنيسة في مواجهة الصعوبات التي سببها الوباء الذي تسبب حتى الآن بأكثر من خمسين ألف إصابة في البلاد. حالات إيجابية. لهذا السبب، حث الأساقفة المؤمنين على التقيد الصارم بالمعايير الصحية لمكافحة العدوى، والتباعد، وارتداء الكمامة، وغسل أيديهم بانتظام، والبقاء في المنزل قدر الإمكان.

هذا وينظر أساقفة غانا بقلق إلى منطقة فولتا: هذه المنطقة، التي تشهد منذ بعض الوقت اشتباكات واضطرابات، في محاولة بعض المجموعات لتشكيل دولة جديدة تسمى "توغولاند الغربية". تعود أحدث الهجمات إلى تشرين الأول أكتوبر الماضي، وبالتالي دعا الأساقفة المتنازعين إلى الهدوء، وحثوا الذين ارتكبوا أعمال التخريب والتدمير هذه على الامتناع عن إحداث المزيد من الضرر. علاوة على ذلك، فإن الثوار والمؤسسات مدعوون للحوار من أجل إيجاد حل دائم يعطي البلاد السلام والوحدة والاستقرار. وبشكل خاص يُدعا السياسيون إلى تجنب التعليقات المثيرة للشقاق والعمل على تقديم الذين ثبتت إدانتهم بارتكاب أعمال الشغب إلى العدالة بعد محاكمة عادلة.

وفي ضوء الانتخابات العامة المقبلة، المقرر إجراؤها في السابع من كانون الأول ديسمبر، مجلس أساقفة غانا من الجميع دعم السلام قبل التصويت وأثناءه وبعده. كما عبّر الأساقفة عن تقديرهم للجنة الانتخابية ولجميع التدابير المتخذة من أجل ضمان انتخابات سلمية وحرة ونزيهة وشفافة وذات مصداقية. كذلك، يطلب الأساقفة الغانيون من المرشحين عدم الاستسلام لإغراء تقديم الوعود التي يعرفون أنهم لا يستطيعون الوفاء بها، لأن هذا يرقى إلى خداع السكان. وفي الوقت عينه، تدعو الكنيسة السياسيين إلى تجنب خطاب الكراهية الذي يؤدي إلى الانتقام والتصرف بنزاهة واحترام تجاه المعارضين. كذلك وحث الأساقفة المواطنين على المشاركة في الحياة السياسية، لأن هذا يمثل واجبًا أساسيًا على كل مسيحي وجميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة. إنَّ عدم التصويت، في الواقع، يعني إهمال المرء لواجبه والمخاطرة بأن يقرر الآخرون مستقبل كل منهم. كما يُسائل الأساقفة وسائل الإعلام، لكي تقدّم معلومات صحيحة وموثقة عن العملية الانتخابية، وتتجنب الأخبار الكاذبة وتراعي الأخلاق المهنية. وختامًا، يطالب الأساقفة الكاثوليك جميع القادة الدينيين بالحذر عند إلقاء الخطب والتصريحات حول الانتخابات المقبلة.

نقطة محورية أخرى في الجمعيّة العامة لأساقفة غانا هي حماية الخليقة، ويكتب الأساقفة نستمر في إلحاق الضرر بأنواع ودرجات مختلفة لبيئتنا الطبيعية، وباستخدامها بطريقة غير مسؤولة نحن ننهب الخليقة بطريقة متهوّرة من خلال الإلقاء العشوائي للنفايات، ومناجم الذهب غير القانونية، وإزالة الأحراج والغابات، وتلوث المياه وأشكال التدهور البيئي الأخرى. ويذكّر الأساقفة في هذا السياق أن مواردنا الطبيعية تنتمي إلى الذين سبقونا والأجيال الحالية والذين سيأتون بعدنا ولذلك تدعو الكنيسة الكاثوليكية الغانية الجميع إلى الامتناع عن الاستغلال الأناني للخليقة تحت طائلة الحرمان من الموارد في المستقبل.

كذلك عبّر أساقفة غانا عن قلقهم الكبير بشأن الاقتصاد الوطني، لأن التأثير الحقيقي لوباء فيروس الكورونا لا يزال غير محدد. لهذا السبب، يحث الأساقفة القادة السياسيين والاقتصاديين على العمل معًا لدعم البلاد، وتعزيز تعافيها من الركود الحالي، بأكبر قدر من الشفافية. كما يوجه الأساقفة تحذيرًا خاصًا لقطاع التعليم، ويدينون بشدة بعض أعمال الخفيانيّة التي حدثت في بعض المؤسسات التربوية على حساب كرامة الإنسان. كما يأسف مجلس أساقفة غانا لبيع وشراء الامتحانات، ونقرأ في البيان على التعليم الحقيقي أن يعزّز تنشئة الإنسان سواء في ضوء هدفه النهائي أو من أجل خير الجماعات المختلفة التي ينتمي الإنسان إليها والواجبات التي عليه القيام بها. من هنا جاءت دعوة الاساقفة للحكومة إلى تنفيذ مذكرة تفاهم في أسرع وقت ممكن مع المؤسسات الدينية، بهدف التعاون الكامل والمتبادل في الخدمات التعليمية.

ويختتم أساقفة غانا بيانهم بآية كم رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل فيليبي: "وبَعدُ، أَيُّها الإِخوَة، فكُلُّ ما كانَ حَقّاً وشَريفًا وعَادِلاً وخالِصًا ومُستَحَبًّا وطَيِّبَ الذِّكْر وما كانَ فَضيلةً وأَهْلاً لِلمَدْح، كُلُّ ذلِك قَدِّروه حَقَّ قَدره. وما تَعلَّمتموه مِني وأَخَذتُموه عَنِّي وسَمِعتُموه مِنِّي وعايَنتُمو فِيَّ، كُلُّ ذلك اعمَلوا بِه، وإِلهُ السَّلامِ يَكونُ مَعكم" (فيليبي ٤، ٨- ۹).